منطقة البليد الأثرية تجتذب السياح من داخل سلطنة عمان وخارجها
آخر تحديث 16:03:23 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

منطقة البليد الأثرية تجتذب السياح من داخل سلطنة عمان وخارجها

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - منطقة البليد الأثرية تجتذب السياح من داخل سلطنة عمان وخارجها

مسقط ـ وكالات

يعود تاريخ منطقة البليد الأثرية إلى فترات زمنية تعود إلى ما قبل الإسلام وكانت تمثل مركزًا سكنيًا منذ نحو 2000 عام قبل الميلاد حيث برزت خلال العصر الحديدي المتأخر كمدينة مركزية نشطة كما أنها ازدهرت في العصور الإسلامية. ووصف كل من الرحالة الكبار (ماركو بولو) و(ابن بطوطة) مدينة البليد على أنها أكثر المدن ازدهاراً و واحدة من أكبر الموانئ الرئيسية على المحيط الهندي مما جعلها مركزاً تجارياً مزدهراً آنذاك حيث تمتد رقعة تصدير اللبان فيها لتصل إلى الصين وروما. وقد تم اكتشاف هذا الموقع وتصويره للمرة الأولى في عام 1930م من قبل بترام توماس بينما بدأت التنقيبات الأثرية فيه للمرة الأولى في عام 1952 من قبل البعثة الأمريكية. وفي عام 1977م قامت وزارة التراث والثقافة بتنفيذ برنامج مسح لموقع البليد والذي هو عبارة عن مجموعة من المعالم الأثرية تغطي مساحة مستطيلة تصل إلى 64 هكتارا يحيط بها جدار عال من ناحية الشرق والشمال وخندق صغير من ناحية الغرب. ويؤكد خبراء الآثار أن البليد كانت مدينة محصنة بأسوار عالية ولها باب كبير وأبراج مراقبة على جوانب الأسوار. وما زالت التنقيبات مستمرة في موقع البليد الأثري الذي توالت عليه عمليات التنقيب فيه بعثات أمريكية وفرنسية وألمانية وايطالية. أسوار المدينة جدد بناءها سنة 620ه أحمد بن محمد الحبوضي بعد انتهاء حكم المنجويين في ظفار، وأحاطها بأسوار كبيرة وتحصينات قوية وبنى المسجد الكبير الذي يتحدث عنه المؤرخون. وكتب أحد الباحثين دراسة مستفيضة عن مسجدها الكبير حيث يوجد به ما يزيد عن 180 عموداً، وبقيت آثاره في البليد، أما الأعمدة فأخذت معظمها في فترات متباعدة في إنشاء مساجد أخرى بمدينة صلالة والحصيلة ومرباط. ولم يكتب أحد الرحالة بالتفصيل عنها سوى ه.ج كارتر حيث أعطى وصفاً تفصيلياً لظفار البليد حينما كانت الأطلال ما زالت واضحة. كما أنه قام بعمل رسم لتخطيطها لكن الكثير مما شاهده كارتر اختفى الآن مع مرور السنين، وهجر الناس هذه المدينة إلى مدن أخرى أنشئت لاحقاً مثل الحصيلة وصلالة. واشتهرت البليد في ذلك الوقت بالتجارة الكبيرة مع الهند والصين، وكانت السفن التجارية تجوب هذه المناطق مثل صحار وظفار وصور وبعض المدن التجارية العمانية، حيث ازدهرت البليد تجارياً وسميت بأسماء مثل المنصورة والأحمدية والقاهرة. ويقول بعض المؤرخين إنها أحيطت بأسوار عديدة، وفيها أبواب عدة منها “باب الساحل” ويقع على البحر، وبابان في الركن الشرقي من المدينة أحدهما يسمى “باب حراقة” ويصل إلى عين فرض، وهي نبع ماء عذب أشار إليها بعض الرحالة ممن زاروا مدينة البليد الأثرية. وهناك أيضا باب يسمى “الحرجاء” ويقع على الجانب المحاذي لمدينة الحافة الحالية ومنطقة العفيف، وفيها قرية كانت تعتبر سوقاً في ذلك الوقت وتسمى “قرية الحرجاء” وكان للبليد تحصين جيد بواسطة أسوار وبوابات عثر على ثلاث منها فقط أثناء عمليات التنقيب التي قامت بها وزارة التراث والثقافة في مطلع السبعينات وأوائل الثمانينات. أما في ما يتعلق بالبوابة التي تقع في منتصف سور المدينة الذي يقع بدوره على طول شاطئ البحر، فإنها غالباً ما تكون جزءاً من نظام معماري أكثر تعقيداً، حيث يضم بوابة أخرى لتكونا معاً ممراً منحنياً خلال السور. وكانت البليد تسمى قبل أن تتكون أثرياً بوقت طويل، باسم “ساحل جردفون” وهي تسمية محلية باللغة “الشحرية” وتعني البقعة الجرداء. وقع اختيار منظمة اليونسكو لمواقع أرض اللبان بمحافظة ظفار كونها موطن شجرة اللبان وبلاد المنشأ والتصدير، ويعد وضعها على قائمة اليونسكو للتراث العالمي الثقافي والطبيعي قيمة مضافة لكنوز عُمان وتراثها الحضاري استنادا إلى حيثيات علمية ومعايير عالمية. ويعد خبراء الآثار البليد من بقايا المدينة الإسلامية الأثرية الأكثر أهمية على ساحل بحر العرب. وتقسم مدينة البليد إلى ثلاثة أقسام هي (القسم التجاري) الذي يقع في الجهة الشرقية والقسم السكني والخدمي في الوسط، أما المسجد والحصن فيقعان في الجهة الغربية ويحيط بها من الجانب الشمالي والشرقي والغربي خور البليد الذي يتراوح عمقه مابين مترين إلى 6،5 أمتار، وكان الخور يستخدم لنقل البضائع ما بين المدينة والسفن الراسية في البحر وهو بمثابة ميناء طبيعى للسفن الصغيرة، كما يعمل على حماية المدينة من فيضان المياه التي تصب في البحر بالإضافة إلى الحماية من هجمات الغزاة ويوفر متنزه البليد الأثري للسياح فرصة التجول في الموقع عبر عربات صغيرة تستغرق رحلتها حوالي 8 دقائق، يشاهد الزائر أعمدة آثار الجامع الكبير الذي يضم 144 عموداً تشكل ثلاثة عشر صفاً موازياً لدار القبلة، ومعظمها مثمّن الأضلاع، بالإضافة إلى مساجد صغيرة ومقر الحاكم وسوق المدينة ومساكن السكان. ومن بين المعالم المهمة والبارزة في البليد الأثرية المسجد الكبير الذي تم بناؤه في تلك الفترة، والذي فيه ما يزيد عن 183 عموداً وسارية حسب ما أكد باولو ام كوستا في دراسته “دراسة لمدينة ظفار” إذ قال: كان الرحالة الوحيد الذي زار ظفار قبل توماس وأعطى وصفاً للمسجد الكبير هو الرحالة ه.ج كارتر وذلك في عام ،1846 علما أن رحالة وزواراً آخرين سبقوه في الزيارة لم يعطوا وصفاً لهذا المسجد، من أمثال الرحالة “الموجان بنت” عام 1895 والرحالة “س. ب. مايلز” عام 1883. ولم تثمر عمليات التنقيب والحفر إلا عن القليل من المعلومات التي تتعلق بالتفاصيل المعمارية والزخارف، ويرجع السبب إلى أن الكثير من الأحجار والأعمدة والأشكال الهندسية المعمارية التي أخذت من منطقة البليد استخدمت في إنشاء مساجد أخرى في صلالة وعوقد والحصيلة، رغم أن الزخارف الموجودة تعطي نوعاً من الانعكاس البعيد للأشكال الزخرفية التقليدية المنتشرة في جميع أنحاء العالم الإسلامي، وعلى مدى فترة طويلة من الزمن. وقامت اللجنة الوطنية للإشراف على مسح الآثار في السلطنة والتي يترأسها الآن معالي عبدالعزيز بن محمد الرواس مستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافية، بجهود كبيرة لتنقيب وترميم وتطوير الآثار في البليد بالتعاون مع جامعة آخن الألمانية وذلك بهدف تحويل هذا الموقع الأثري المهم إلى متنزه عام للزوار. حيث أصبح منتزه البليد من أهم المزارات السياحية بمحافظة ظفار خاصة بعد افتتاحه رسميا وكان هناك إقبال سياحي كبير خاصة بعد توفير المتنزه للسياح فرصة ركوب قوارب خشبية صغيرة يدوية تتطابق مع القوارب التاريخية للبليد لنقل السياح في جولة عبر الخور الذي يحيط بالموقع والذي كان سابقاً يستخدم لنقل البضائع والأغراض من السفن الراسية في البحر إلى المدينة.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منطقة البليد الأثرية تجتذب السياح من داخل سلطنة عمان وخارجها منطقة البليد الأثرية تجتذب السياح من داخل سلطنة عمان وخارجها



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - صوت الإمارات
ظهرت الفنانة إلهام شاهين في افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي، وهي مرتدية فستانا أزرق طويلا مُزينا بالنقوش الفرعونية ذات اللون الذهبي.وكشفت إلهام تفاصيل إطلالتها، من خلال منشور عبر حسابها بموقع التواصل "فيسبوك"، إذ قالت: "العالم كله ينبهر بالحضارة الفرعونية المليئة بالفنون.. وها هي مصممة الأزياء الأسترالية كاميلا". وتابعت: "تستوحى كل أزيائها هذا العام من الرسومات الفرعونية.. وأقول لها برافو.. ولأن كثيرين سألوني عن فستاني في حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.. أقول لهم شاهدوه في عرض أزياء camilla". يذكر أن فستان الفنانة المصرية هو نفس فستان الكاهنة "كاروماما" كاهنة المعبود (آمون)، كانت الكاهنة كاروماما بمثابة زوجة عذراء ودنيوية للمعبود آمون. وهي ابنة الملك (أوسركون الثاني) الذي حكم مصر خلال الأسرة الـ 22...المزيد

GMT 21:53 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شرطة دبي تسلط الضوء على استشراف مستقبل المناطق السكانية
 صوت الإمارات - شرطة دبي تسلط الضوء على استشراف مستقبل المناطق السكانية

GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 21:52 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 16:04 2014 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

شركة Dontnod تعمل على لعبة جديدة لأجهزة الكونسل

GMT 14:12 2015 الجمعة ,11 أيلول / سبتمبر

منتجع ماغازان رحلة في أعماق التراث المغربي

GMT 14:05 2017 الأحد ,28 أيار / مايو

لاستوفو في شبه الجزيرة الضيقة "مُنعزلة"

GMT 08:55 2015 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

"جامعة أبوظبي" تطلق برنامج ماجستير في إدارة الأعمال

GMT 15:31 2017 الجمعة ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استشهاد 8 أشخاص بينهم فتاة في قرية حران في السويداء

GMT 15:40 2012 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

"قصائد أولى" لأمل دنقل يجمعها شقيقه ليصدرها في كتاب

GMT 00:23 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 10:36 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأماكن السياحية في مالطا خلال 2020 تعرف عليها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates