الأقصر – محمد العديسى
شارك مساء الخميس محافظ الأقصر الدكتور عزت سعد فى احتفالات الليلة الختامية لمولد مار جرجس في جبل الرزيقات جنوب الأقصر والتي يحضرها الآلاف من الأقباط والمسلمين.
ويحرص الزوار والمسئولين على حضور الليلة الختامية أو ما يسمى "زفة الإيقونة" التي تبدأ أولا عن طريق الترانيم القبطية ويخرج خلالها " الشمامسة" حاملين صور القديسمار جرجس ويطفون بها أرجاء الدير المترامى الأطراف ويتبعهم الآباء والكهنة والأساقفة وزوار الدير في مشهد احتفالي ديني غير مسبوق.
وأكد مدير امن الأقصر اللواء أحمد ضيق صقر أن الأجهزة الأمنية فرضت إجراءات أمنية مشددة لتأمين الاحتفالات حيث انتشرت سيارات الحماية المدنية والإطفاء، تحسبا لأي حرائق جديدة بعد أن التهمت النيران 220 خيمة مع بدء الاحتفالات الأسبوع الماضي، كما انتشرت عشرات من سيارات الشرطة في مداخل ومخارج الدير لتأمين الاحتفالات التي يحضرها عدد كبير من أقباط كندا وأمريكا وأوروبا.
كما نظم عشرات من رجال المرور الحركة المرورية بعد أن اكتظت المواقف المخصصة للمركبات لوجود السيارات والأوتوبيسات التي جاءت من الإسكندرية والقاهرة وأسيوط وسوهاج ومن جميع محافظات مصر احتفالا لليلة الختامية للمولد .
ويشرف على الاحتفالات لجنة رباعية و المعروفة بـ " اللجنة البابوية" و اللجنة مكونة لكل من الأنبا مرقص أسقف شبرا الخيمة والأنبا هدرا أسقف أسوان والأنبا بيمن أسقف نقادة والأنبا يؤانس الأسقف العام، ويشارك فيها نحو 600 شاب متطوع لحماية الدير وخدمته طوال الاحتفالات حيث يتم اختيارهم وعمل بطاقات خاصة بهم وتوزيع ملابس خاصة تدل على شخصيتهم.
وامتلأت مساحة الدير الشاسعة والتى تقترب من 200 فدان بأكثر من 3 ألاف خيمة للبائعين الذين ينتظرون المولد لترويج بضاعتهم، والملفت للانتباه حضور الآلاف من مسلمي القرى المجاورة وإقامة خيام بالمولد والمبيت فيها، نظرا لارتباطهم مع المولد منذ سنوات طويلة حيث أصبح من الطقوس السنوية التى ينتظرها الجميع.
وشارك أهالي القرى المجاورة في اللجان الشعبية لتأمين الزوار وهو الأمر الذي لقي استحسان الجميع .
وتعتبر الاحتفالات فرصة مناسبة لأطفال القرى المجاورة للدير لتحقيق مكاسب جيدة من حصيلة بيع المياه حيث أن عدم وجود مياه كافية يضطر المحتفلين لشراء احتياجاتهم من المياه من الصبية الذين يبيعون المياه لزوار الدير بسعر جنية واحد للعبوة الكبيرة كما أن هناك أطفالا يبيعون خارج أسوار الدير "أعواد القصب" مقابل 50 قرشا للعود الواحد .
وفى الخيام الخارجية أيضا هناك التجار الذين يأتون من كل بقاع مصر لبيع الملابس وصور القديسين والمأكولات بأسعار لا تجدها في أي مكان أخر الأمر الذي جعل الكثير من أبناء الأقصر يذهبون خصيصا للدير لشراء الملابس والأحذية التي تباع بأسعار فلكية نظرا لطبيعية المحافظة السياحية .
ويقبل الشباب والصغار بمولد مار جرجس على دق "الصليب" أو صور القديسين
وهو الأمر الذي يحتاج إلى حرفية شديدة حتى لا يتعرض الجلد للأذى ويحرص القائم على هذا الأمر على تغيير الإبرة التي يرسمون الوشم بها وتطهير الأدوات المستخدمة في عملية " الوشم " قبل البدء في رسم الوشم لشخص أخر.
وتنتشر خارج خيام زور الدير الخراف والماعز والأبقار التي تذبح كنذور للقديس مار جرجس وسط طبول وأهازيج قبطية
وللإذاعة الخاصة بأحد زوار الدير دور كبير في الإعلان عن بضاعة أحد التجار أو مساعدة الأسر في البحث عن أطفالهم المفقودة وكذلك إذاعة تهاني الزوار مقابل مبالغ ضئيلة للغاية.
أرسل تعليقك