بييروت ـ وكالات
تعتبر السياحة الدينيّة من أهم دعائم الأنشطة السياحية في لبنان. فالبلد الذي يتميز بتنوعه العقائدي يزخر بعدد كبير من المواقعالدينية التاريخية أو المقامات التي تستقطب الزوار من كل المذاهب الإسلامية والطوائف المسيحية
حسب مسؤولين في وزارة السياحية اللبنانية وقائمين على مؤسسات دينية إسلامية ومسيحية ، يتدفق الزوار طول السنة على المواقع الدينية والمقامات في لبنان. فعلى سبيل المثال يحجّ إلى معبد حاريصا (سيدة لبنان) أكثر من مليون ومئتي ألف شخص سنوياً وأغلبهم من اللبنانيين والعرب والإيرانيين، فيما يزور الأماكن الشيعية خلال مناسبة عاشوراء في مدينتي النبطية وبعلبك حوالي 600 ألف زائر سنويا. أمّا مسجد محمد الأمين في وسط بيروت فيجتذب ما يزيد عن 500 ألف شخص كل عام بينما يأتي إلى مزار عنّايا (ضريح القديس شربل في أعالي جبيل) أكثر من 700 ألف شخص خلال كل السنة.
ويعلّق الطالب سمير سعد على حجم المناسبات والأعياد الدينية وزيارة المقامات ويقول "أن هذه الممارسات تعبر عن صلب نمط عيش الكثير من اللبنانين الذين يولون اهتماما كبيرا بذلك". ويضيف قائلا: "أزور الأماكن والمقامات المقدسة أسبوعيا. وتنتشر تلك الأهداف السياحة الدينية على كامل الأراضي اللبنانية؛ فهي موجودة مثلا في منطقة قانا في قضاء صور في الجنوب وفي مغدوشة (صيدا) مروراً ببيروت و حاريصا وعنايا حتى مزيارة في الشمال وبعلبك والهرمل في سهل البقاع." ويوضح الشاب أن المقامات المسيحية والإسلامية في بعض القرى قريبة من بعضها البعض بحيث يتواجد المسجد الإسلامي قرب كنيسة والمزار المسيحي قرب المسجد وهذا يشير في رأيه إلى وحدة الإيمان والعيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين والاحترام المتبادل تجاه معتقداتهم.
وفي حديثه عن هذا الموضوع يؤكد السيد علي صفي الدين المسؤول عن تنظيم احتفالات عاشوراء في مدينة النبطية في جنوب لبنان وبعلبك في البقاع، حيث يقصدها ألوف المصلين للمشاركة في فعاليات الذكرى، على أن تنظيم وتجهيز مثل هذه الاحتفالات الدينية معقد جداً، غير أنه يذكر بعدد من التسهيلات المتوفرة في خدمة الزوار في كل الأماكن المقدسة. وتتم الزيارات للأماكن المقدسة بشكل منظم حيث يقصدها أيضا زوّار مسلمون من المنطقة العربية خلال مواسم الأعياد والمناسبات الدينية للمشاركة في الشعائر الدينية.
من جهته يبرز الأب محفوظ المسؤول عن ضريح ومحبسة القديس شربل في عنايا في بلاد جبيل أن أبواب المقام مفتوحة لجميع الناس، مسيحيين ومسلمين، وتستمر زيارة المؤمنين للمكان المقدس طول السنة وتكثر الزيارات بشكل مكثف خلال المناسبات والمواسم الدينية بهدف الزيارة والصلاة وطلب الشفاعة. ويشدد محفوظ على وجود كافة الخدمات اللازمة لتأمين إقامة المؤمنين وتوفير السكن والمطاعم ونقاط شراء التذاكر أو تحسين خدمات المواصلات ووسائل النقل الحديثة.
وتؤكد السيدة فريال عاصي العاملة في إحدى وكالات السفر المحلية في تعليقها على الجانب التنظيمي للسياحة الدينية أن شركتها تهتم بتأمين رحلات جماعية منظمة لزيارة الأماكن المقدسة في لبنان وتعمل لتسهيل الزيارات والحصول على تأشيرات الإقامة وتأمين المواصلات الحديثة للسواح، مشيرة الى أن أكثر المفضلة للزوار هي حاريصا وعنايا والنبطية وصور وبعلبك حيث توجد هناك المقامات الإسلامية والمسيحية بكثافة.
وتشرح عاصي أن أعداد السواح القاصدين لبنان لزيارة الأماكن المقدسة تزداد بشكل ملحوظ خلال شهر أيار/ مايو، أي خلال أيام عيد الفصح أما بالنسبة للمسلمين فيعتبر عيد الفطر وعيد الأضحى وعاشوراء من أهم المناسبات الدينية.
أرسل تعليقك