القاهرة ـ وكالات
وصل وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى القاهرة بعد ظهر السبت في زيارة لمصر تستهدف حث السلطة والمعارضة على التوصل الى حد ادنى من التوافق السياسي لاخراج مصر من ازمتها الاقتصادية.
وفيما كان كيري يهبط في القاهرة، اضرم متظاهرون النيران في مركز للشرطة في بورسعيد (شمال شرق) وهي مدينة يواصل سكانها حركة عصيان مدني للاسبوع الثالث على التوالي احتجاجا على سياسات الرئيس المصري محمد مرسي.
وبعيد وصول كيري، الذي اكد مسؤول يرافقه انه سيتحدث الى كل اللاعبين السياسيين عن اهمية التوصل الى "حد ادنى" من التوافق، اعلنت اللجنة العليا للانتخابات فتح باب الترشيح لانتخابات مجلس النواب في التاسع من اذار/مارس الجاري لتبدأ بذلك اولى اجراءات العملية الانتخابية التي اعلنت جبهة الانقاذ الوطني المعارضة مقاطعتها بسبب عدم توافر ضمانات لنزاهتها بعد ان تجاهل الرئيس المصري مطالبها وعلى رأسها تشكيل حكومة محايدة للاشراف على الانتخابات.
وسيعقد وزير الخارجية الاميركي، الذي يقوم بأول جولة دولية منذ توليه مهام منصبه مطلع شباط/فبراير الماضي، اجتماعين منفصلين الاحد مع الرئيس المصري ووزير الدفاع الفريق اول عبد الفتاح السيسي بعد ان يجتمع السبت مع ممثلين للاحزاب ومنظمات المجتمع المدني ورجال الاعمال.
واكد مسؤول اميركي يرافق كيري في جولته وطلب عدم الافصاح عن اسمه ان كل الاحزاب السياسية المصرية مرحب بها للمشاركة في الاجتماع مع كيري بعد ظهر السبت.
واعلن احد قادة جبهة الانقاذ الوطني المعارضة مؤسس التيار الشعبي حمدين صباحي مساء الخميس انه ومحمد البرادعي الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية احد رموز جبهة الانقاذ، تلقيا دعوة لمقابلة وزير الخارجية الاميركي اثناء زيارته للقاهرة ولكنهما "اعتذرا عن عدم قبولها" لرفضهما محاولات واشنطن للضغط بعد ان دعت الخارجية الاميركية في بيان جبهة الانقاذ الى التراجع عن قرارها بمقاطعة الانتخابات النيابية.
غير ان كيرى سيلتقي احد قادة جبهة الانقاذ وهو الامين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى، بحسب بيان اصدره الاخير.
واضاف المسؤول الاميركي ان كيري سيبلغ احزاب المعارضة المصرية ان "الوسيلة الوحيدة لضمان اخذ وجهات نظرهم في الاعتبار هي المشاركة (في الانتخابات) وانهم لا يمكنهم ان يكتفوا بالتنحي جانبا وان يفترضوا انه بطريقة سحرية ما، كل ذلك (ما يطالبون به) سيحدث. ينبغي ان يشاركوا ولن يقول لهم (كيري) ماذا يجب ان يفعلوا ولكنه سيقول ان المشاركة هي السبيل الوحيد لتحريك الامور في اتجاه (تحقق) رؤاهم".
وتابع المسؤول الاميركي ان لدى كيري "برنامج مقابلات مكثفا للغاية" في القاهرة وانه "يسعى الى التحدث الى الحكومة والجيش وكل من هم منخرطون في مصر الجديدة: الاحزاب السياسية وقادة المنظمات غير الحكومية ورجال الاعمال".
وقال ان "رسائله الاساسية ستتمثل في الاهمية الكبيرة لارساء دعائم اقتصادية قوية ترتكز عليها مصر الجديدة" التي انبثقت بعد اسقاط حسني مبارك اثر ثورة شعبية مطلع 2011.
واعتبر المسؤول الاميركي انه "سيكون من المهم ان تبرم الحكومة اتفاقا مع صندوق النقد الدولي ليس فقط للحصول على قرض قيمته 4,8 مليارات دولار ولكن لفتح الطريق امام الاموال الاخرى التي تأتي من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والدول العربية ومن الاستثمارات الخاصة. كل ذلك يتطلب عقد اتفاق مع الصندوق".
وشدد على "ضرورة ان يكون هناك حد ادنى من التوافق حول الاصلاحات (الاقتصادية والمالية) من اجل دعم الاتفاق مع صندوق النقد الدولي".
واوضح انه "من اجل اجراء الاصلاحات الاقتصادية المطلوبة لاتمام الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، ينبغي ان يكون هناك حد ادنى من الاتفاق السياسي بين مختلف اللاعبين السياسيين في مصر".
وتتهم المعارضة المصرية الرئيس مرسي وجماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها بانتهاج سياسية "استبدادية" وب"اخونة الدولة" والسعي ل"السيطرة على مفاصلها ومؤسساتها".
وتعاني مصر من عجز كبير في موازنتها العامة ومن انخفاض حاد في احتياطياتها من النقد الاجنبي التي وصلت الى "حد حرج" بحسب البنك المركزي المصري بسبب حالة عدم الاستقرار السياسي التي ادت الى احجام المستثمرين الاجانب عن المجيء الى مصر كما اثرت على السياحة احد الموارد الرئيسية للعملة الاجنبية.
أرسل تعليقك