أبوظبي - صوت الإمارات
أكد أحد كبار علماء الأمة العرب والمسلمين في ميادين الفضاء والفلك مدير جامعة الشارقة مؤسس ورئيس الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك الدكتور حميد مجول النعيمي أن دخول الإمارات عصر الفضاء والفلك ينبئ بآفاق واسعة في شؤون التنمية الوطنية والنهوض العصري والحضاري، وفي ظل وجود مشاريع دولية لاستكشاف كوكب المريخ، وبالتالي نجد أن الإمارات لا تقف متفرجة، بل أرادت أن تكون جزءا من الحدث باستكشاف علوم الفضاء، فأطلقت وكالة الفضاء الإماراتية والعديد من المشاريع الفضائية، وبتأسيس مركز الشارقة لعلوم الفضاء سنجد بيئة تقنية وعلمية وبحثية ومعرفية وثقافية تثري القطاع الفضائي، وللتعرف أكثر إلى عالم الفضاء وآلية الاستفادة من الموارد التي توفرها البيئة الفضائية، وموقع الإمارات في مجال علوم الفضاء ومركز الشارقة لعلوم الفضاء وغيرها من المحاور الأخرى .
- ومن جانبه أوضح النعيمي أن مركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك الذي أنشأه عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي ورئيس جامعة الشارقة، يمكن أن يعتبر أكاديمية كبرى ليس لتطوير الكوادر الوطنية المتخصصة في علوم الفضاء وحسب، بل والانتقال إلى مرحلة أكثر تخصصية وولوج عصر الفضاء ودخول الشارقة والدولة عصر الفضاء والفلك، بل ولاستعادة تاريخ العرب والمسلمين في علومهما، وهو الهدف الأسمى لحاكم الشارقة من إنشاء هذا المركز، ولهذا جعله مركزا تقنيا علميا وبحثيا ومعرفيا وثقافيا وتراثيا وسياحيا، بل ويمثل أصالة التراث العربي والإسلامي في رصد الكون ومحتواه، وربطه بالمعاصرة وأعظم وأحدث تقنياتها، ليعمل على تنشئة أجيال من الشباب تهتم بعلوم الأجداد من العرب والمسلمين، والمركز يُعد نقلة نوعية من مراحل التطور العلمي التي تشهدها البلاد في ظل الأهداف السامية والتوجيهات الحكيمة لحاكم الشارقة، وهذا ليس غريبا على راعي النهضة العلمية وباني الشارقة الحديثة، كما يعتبر إضافة قيمة لمراكز البحوث العلمية العربية في مجالات الفضاء والفلك .
- تقوم الفكرة التي وضعها وتابعها شخصيا وباهتمام بالغ، على أن تمثل قبته، الشمس وسط ساحة المركز وحولها مجسمات الكواكب السيارة ومداراتها لتكون المجموعة الشمسية عندما نراها من الجو، وتكون ساحة فلكية مزينة بمدارات الكواكب السيارة ليتحرك الزوار بين مداراتها، وذلك على مساحة المركز والتي تقدر بنحو 450000م2 .
أما القبة الفلكية فهي عارضة للصور والأفلام الفضائية والفلكية وتحتوي على شاشة عرض نصف كروية مصنعة من صفائح ألمنيوم ومركبة بزاوية ميل، تستخدم لعرض صور وأفلام بالغة الدقة عن طريق نظام عرض رقمي متقدم يتكون من 7 قنوات عرض ضوئي من نوع باركو F35 فائقة الأداء تعمل بشكل متزامن لإسقاط صور معالجة رقميا باستخدام أجهزة معالجة صور فائقة السرعة لتكون الصورة المنتجة متجانسة ومركبة بطريقة تبدو وكأنها تعرض من مصدر واحد، وتحتوي القبة في وسطها على عارض نجوم عملاق (Star Ball) ياباني الصنع متمركز في قلب مسرح القبة السماوية ويتيح عرض عدد هائل من النجوم يتجاوز 10 ملايين نجم وهو أداة بصرية مثالية للدراسات الفلكية والفضائية فضلاً عن عارضات الشمس والقمر والكواكب (المشتري وزحل والمريخ وعطارد والزهرة) . وتحتوي القبة الفلكية أيضاً على مجموعة حواسيب بالغة الدقة تُغذي إشارات فيديو عبر واجهة رقمية مرئية ذات وصلة ثنائية ترتبط بأجهزة العرض السبعة وتم تصميم مسرح خصيصاً وسمى بمسرح القبة الفلكية (plane atrium) .
تبلغ سعة مسرح القبة 209 مقاعد وزعت بعناية وبزوايا مدروسة لإتاحة مشاهدة مريحة للزوار، ويحتوي قلب النظام برامج حاسوبية حديثة (uniview) متقدمة تستخدم في عملية محاكاة رقمية للفضاء تتيح للمشاهد التنقل عبر الكون الفسيح، وتستخدم هذه البرامج بيانات محدثة من الأقمار الصناعية والتلسكوبات الفضائية التابعة لوكالات الفضاء الأميركية والأوروبية، ويستخدم في القبة ما يسمى ببرنامج (اليونيفيو) سويدي الإعداد وهو برنامج محاكاة وتمثيل مرئي للبيانات ومستخدم من قبل أكثر من (150) قبة سماوية حول العالم، وتقوم خاصية هذا البرنامج بمعالجة وحل مشكلة السعة والقدرة المحدودة لأي نظام حاسوبي بهدف مجاراة النطاق الواسع لمقاييس الكون، وتتفاعل الأجهزة الحاسوبية مع البرمجيات لصنع المنظومة المعروفة في القباب الفلكية(Colorspace) القادرة على تصوير نموذج تفاعلي لكامل الكون الممكن رصده والذي يمتد إلى مسافة 7 .13 مليار سنة ضوئية .
أرسل تعليقك