واشنطن - صوت الإمارات
لا يزال حلم استيطان القمر يداعب عقول البشر. فيما لا تزال وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، تخبرنا عن حقيقة إمكانية عيش الإنسان على سطح القمر، في كل مهماتها الاستطلاعية، حيث تقترب التجارب والأبحاث الفضائية من عامها الخامس والخمسين، إذ هبط رائد الفضاء الأميركي نيل أمسترونغ، كأول إنسان على سطح القمر، فجر يوم 21 يوليو من عام 1969.
ومنذ ذلك التاريخ، لم يفارق حلم عيش الإنسان على سطح القمر مخيلة علماء الفضاء، الساعين إلى إنشاء مستوطنة بشرية على القمر. ولهذا السبب، كشفت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، عن تخطيطها لوضع مفاعل نووي صغير على سطح القمر، بهدف توليد الطاقة والكهرباء، في خطوة تأتي ضمن برنامج «أرتيميس» الطموح، الذي يهدف إلى توطين الإنسان على سطح القمر، وإقامة قواعد دائمة هناك.
وكانت «ناسا» قد أعلنت، مؤخراً، عن اكتمال المرحلة الأولى من مشروعها، الذي أطلقت عليه «Fission Surface Power Project»، وكانت بدأته عام 2022، حيث تعاقدت حينها مع شركاء لتطوير تصميمات للمفاعلات النووية، وشملت التصميمات التي وضعتها الوكالة أنظمة تحويل الطاقة وإدارتها وتوزيعها، بالإضافة إلى تقدير التكاليف. وتستعد «ناسا»، في المرحلة الثانية من المشروع، لإنشاء مفاعل نووي، قادر على دعم القواعد البشرية على القمر لعقد كامل على الأقل، مع إمكانية تطبيق التقنية ذاتها، لاحقاً، على كوكب المريخ.
وتهدف «ناسا» من وراء تشكيل أنظمة الطاقة، إلى منح فرصة بقاء البشر على القمر والمريخ بُعداً حقيقياً، إذ تُعدّ الطاقة النووية الخيار الأمثل لتلبية احتياجات الطاقة لفترة طويلة، بحسب ما ورد في موقع «سينس أليرت»، المعني بأخبار الفضاء.
يأتي اختيار «ناسا» لنظام الطاقة النووية؛ لقدرتها على العمل بشكل مستمر دون الحاجة لضوء الشمس، خاصة مع طول الليل القمري (14 يوماً)، حيث تخطط لاستخدام مزيج من الطاقة الشمسية والنووية، لتوفير احتياجات الكهرباء للمختبرات المختلفة.
واستخدمت «ناسا» مواصفات المفاعل النووي، بوزن أقل من 6 أطنان، على أن ينتج 40 كيلووات من الطاقة الكهربائية، أي ما يعادل احتياجات 33 منزلاً على الأرض.
وتتلخص مهمة «أرتيميس» في التخطيط لهبوط رواد الفضاء على سطح القمر، في موعد أقصاه الشهر الأول من عام 2027، حيث سترسل وكالة الفضاء الأميركية رائدَيْ فضاء، رجلاً وامرأة، لوجود بشري دائم، تتبعه خطوات أخرى، للوصول إلى كوكب المريخ، من خلال إنشاء محطة فضائية في مدار القمر (غايتواي) وقاعدة على سطحه، حيث ستتعلم البشرية العيش في الفضاء السحيق، وتطوير التقنيات اللازمة للوصول إلى المريخ أخيراً واستيطانه.
قد يهمك أيضــــاً:
أرسل تعليقك