يتنبأ علماء بعثة "روفر" المُقبلة الى المريخ، والتابعة لوكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، بتزايد الفرصة لإيجاد دليل على وجود حياة على كوكب المريخ سواء، في ما مضى أو في الوقت الحاضر، في غضون الثلاث سنوات
المقبلة. ووفقًا لما ذكرته صحيفة "التلغراف" البريطانية، فإن الفريق الذي يقوده البريطانيون في الوقت الحالي، ويُجري تجاربه على الروبوت الجديد "ExoMars" الذي يتم تطويره لغرض دراسة جيولوجيا سطح الكوكب قال: "إن خطط التنقيب في أعماق سطح المريخ للمرة الأولى تحسن بشكل كبير من احتمالات اكتشاف حياة على الكوكب الأحمر".
وكانت مهمات "روفر" السابقة حللت الصخور والتربة السطحية للكوكب، ومع ذلك، يعتقد العلماء أن الغلاف الجوي الرقيق للكوكب الأحمر والإشعاع المكثف المقابل، يعني أنه قد تم القضاء على جميع الأدلة التي تثبت وجود حياة على سطحه.
وعلى النقيض من ذلك، فإن الروبوت الجديد الذي تطلقه وكالة الفضاء الأوروبية الجديدة "ESA"، بالتعاون مع "ناسا"، في عام 2020 ويصل في العام التالي، سيتم تجهيزه بأداة إضافية مثيرة للاهتمام، وهي عبارة عن مثقب قوي قادر على استخراج عينات من قلب سطح المريخ، بطول مترين.
وسيحمل الروبوت أيضًا ليزر متطورًا يمكنه اكتشاف وجود الأشعة الفوق بنفسجية ويستخدم للكشف عن المواد العضوية والمعدنية، ويقوم فريق "ExoFit"، الذي تقوده شركة "إيرباص"، باختبارات حالية لنموذج أولي من الروبوت في صحراء تابيرناس في جنوب إسبانيا.
وقالت الدكتورة سوزان شوينزر، عالمة الأوبولوجيا في الفريق، لصحيفة التليغراف "لدينا فرصة جيدة للغاية لاكتشاف أدلة على وجود حياة بالكوكب الأحمر- نحن ذاهبون إلى مكان مثير للاهتمام للغاية".
وقال الدكتور بن دوبكي مدير مشروع ExoFit في الوقت ذاته، "إنها ميزةفريدة من ExoMars، لتطوير أداة للحفر، فإذا اردنا اكتشاف دليل على الحياة فمن المحتمل ان نجده تحت سطح التربة".
وبمجرد وصوله إلى المريخ، سيحاول الروبوت الذي يعمل بالطاقة الشمسية أن يتجول على السطح الصخري، وتنقيب التربة وارسال الملاحظات الأخرى لمدة لا تقل عن 90 يومًا، ومع ذلك يأمل المهندسون الذين يقودون المشروع أن يستمر عمل الروبوت لفترة أطول.
ويتخذ مسبار "المريخ 2020" - الذي سمي كذلك نسبة إلى السنة التي من المنتظر إطلاقه فيها - نفس الهيكل الأساسي لمسبار "كيوريوسيتي" التابع لوكالة ناسا أيضا.
ومنذ هبوط "كيوريوسيتي" على سطح المريخ عام 2012، استكشف ذلك المسبار حوالي عشرة أميال من الأرض، وهو الآن بطيء جدا في طريقه الوعر لصعود مسافة 5.5 كم فوق جبل "ماونت شارب" على سطح المريخ.
وقال مارك شيلتون، مهندس إيرباص الذي كان يقود المركبة الفضائية النموذجية ، الملقبة "تشارلي"، من مركز التحكم عن بعد في الفريق "لا يشبه قيادة السيارة، هناك سلسلة برامج معقدة وهي بطيئة للغاية ومنهجية للغاية، التحدي هو أن المواقع الأكثر إثارة للاهتمام للجيولوجيين هي الأصعب في هذه الحالة، لذلك يتم تخطيط كل خطوة بشكل صارم".
ويتم تركيب مجموعة من الكاميرات على سارية أعلى الروبوت، بينما يتم تعليق الجزء الخلفي على رادار مخترق للأرض، ومن بين الأجهزة الأكثر تطورًا، هو مطياف ليزر رامان، وهو تكنولوجيا لم يسبق إرسالها إلى المريخ، والتي يمكن أن تحدد الروابط الكيميائية للجزيئات بالطريقة التي تتحرك تحت الأشعة الفوق بنفسجية.
أرسل تعليقك