نيويورك - رولا عيسى
يبدو كوكب "الزهرة" كأفضل رهان لدى علماء الفضاء، على الرغم من الاهتمام الذي يحظى به كوكب المريخ، نتيجة الاكتشفات الأخيرة، التي أكّدت إمكان أن يصبح مكانًا لحياة البشر، فهو أقرب للأرض، وحجمه مماثل لها، وله الكثافة والتركيب الكيميائي لكوكب الأرض نفسها، ولكنه غير مضياف تمامًا.
واقترح علماء وكالة "ناسا" الفضائية إنشاء "مدينة الغيوم"، باستخدام بالونات ضخمة، تبدو وكأنها مناطيد، وهي تحمل اثنين من رواد الفضاء، في مهمة لمدة 30 يومًا، لاستكشاف الكوكب "الزهرة"، تحت اسم "الارتفاع العالي والمفهوم التشغيلي لكوكب الزهرة"، وهو مجرد اقتراح للوقت الراهن، ويأمل المركز البحثي في "ناسا" مواصلة العمل على ذلك، لأخذ رواد الفضاء إلى الكوكب.
ويعد كوكب الزهرة أكثر سخونة من كوكب الأرض، حيث تصل درجة الحرارة إلى نحو 462 درجة مئوية، والضغط الجوي أكثر من 91 ضعف، إضافة إلى البراكين الضخمة، وطبقة السحابة الحمضية، حتى المركبات الفضائية التي تم إرسالها إلى الكوكب احترقت بعد فترة قصيرة من وصولها.
وتجعل الظروف على كوكب "الزهرة" ذهاب البشر إلى هناك مغامرة، ولكن ركوب المنطاد على ارتفاع 30 كيلومترًا فوق الكوكب سوف يبقي رواد الفضاء في ظروف مماثلة لكوكب الأرض، الضغط الجوي والجاذبية سيكونان أقل قليلاً، ودرجة الحرارة دافئة، ولكن المركبة قادرة على الحفاظ على البرودة.
وتتمثل تحديات المهمة في وصول المنطاد إلى كوكب الزهرة، ثم لفه وتضخيمه، إذ أنه قبل استخدام العلماء للمركبة، سوف يثبت الألواح الشمسية التي من شأنها تشغيل المركبة والصمود في وجه حمض الكبريتيك في الغلاف الجوي.
وأكّد العلماء أنّه "حال عملت التقنية فالبعثات من الغلاف الجوي إلى كوكب الزهرة يمكن أن تتوسع في المستقبل".
أرسل تعليقك