عندما يكون الانفصال هو القرار الأمثل لحل مشكلات الحياة الزوجية المعقدة ، تنتهي مشكلة الزوجين وتبدأ معاناة الأطفال النفسية.
تنصح د.رشا رشدي المتخصصة في التعليم وعلم القيادة من جامعة كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية كل الزوجات والأزواج الذين أنهوا حياتهم الزوجية بالطلاق بالتوقف عن المشاكل والعراك ، قائلة :” لن تعيشوا مجدداً سوياً ، لذلك لستُ في حاجة إلى الصراع مجدداً ، والأهم في هذه المرحلة هو الاتفاق على ما يخص مصلحة الأبناء ، ليشعر الطفل بالاستقرار بعد انفصال الوالدين والتأقلم مع التغيير المفاجئ الذي يطرأ على حياته”.
أكدت الأبحاث الاجتماعية أن الأطفال من الممكن أن يجتازوا مرحلة انفصال الوالدين ويصبحوا سعداء أكثر مما كانوا عليه قبل الطلاق نظراً لوجود مشاحنات يومية ، لذلك تشير د.رشا رشدي إلى أن الطلاق من الممكن أن يكون تحولاً إيجابياً في حياة الأطفال إذا تم بطريقة صحية وتربوية بالخطوات التالية :
أولا: يجب أن يفهم الآباء والأمهات أن الطلاق ليس صعباً على الأطفال إذا تم التمهيد له بشكل صحيح ،عن طريق مناقشتهم ومشاركتهم الأمر بهدوء ، وأن الطلاق لم يحدث بسببهم.
ثانياً: على الأب أن يبدأ ينادي مطلقته بـ “أم الأولاد, أو أم ابني,أو أم بنتي” ، والأم نفس الشيء تصفه بـ “أبو العيال, أو أبو ابني,أبو بنتي”.
د.رشا رشدي
ثالثاً: على كل طرف ألا يتحدث بالسوء عندما يتحدث عن الطرف الآخر أمام الأولاد، ولا يسمح أي طرف منهما للعائلة والأقارب بالحديث عن الأمر أمام الأطفال.
رابعاً: يجب عمل نظام جديد بعد الطلاق يسمح للأطفال بالتواجد مع الأب والأم سوياً، وأن يحافظ الطرفان على هذه المقابلة ولا يخلف الأب وعده لأبنائه، وفي حالة تغيب الأب عن أحد هذه المقابلات على الأم أن تلتمس له العذر أمام أبناءه.
خامساً: يجب أن يكون الطرف الأبعد على تواصل مستمر مع أطفاله بالاتصال التليفوني اليومي، ليكون متواجد دائماً في حياة أطفاله.
على الأب أن يعلم أن الأطفال وديعة إلهية تكتب باسمك يجب أن يقوم بواجبه ليقبض الأرباح المعنوية ، وعلى الأم المطلقة أن تتقبل الوضع الجديد بسرعة حتى لا تنعكس نفسيتها السيئة على الأولاد.
سادساً: لا يجب استخدام الطفل كمرسال بين الأبوين ، لا يصح أن يقول الأب للأم “قل لأمك كذا” و” تذكر أن تقول لأبوك كذا” ، أو أن يستخدم الطفل كجاسوس لمعرفة الأخبار عن الطرف الآخر،ولا يجب أن يتعامل الأبوين مع الأطفال على أنهم أطباء نفسيين يجب أن يستمعوا دائماً لمشاكلهم.
سابعاً: إذا شعر الطفل بالحنين لأمه أو بالذنب أثناء الزيارة المخصصة للوالد ، لا يجب أن يشعر الأب بالحزن أو ينهي الزيارة ويوصل الطفل إلى أمه ،أو إذا قالت البنت للأم “أريد رؤية أبي” لا يجب أن يكون الرد “لا أرغب في سماع سيرته” ، كل هذه التصرفات خاطئة وتؤثر على الطفل بطريقة مباشرة.
لذلك إذا شعر طفلك بالذنب أو الحنين يجب أن يقال له : “أعلم أن الزيارات لا تروق لك ، أنا احترم مشاعرك ، الذنب ليس ذنبك ، إذا رغبت في أن تتحدث مع أبوك /أمك الآن دعني أطلب لك الرقم”
ثامناً: في حالة حدوث مشكلة خاصة بالأولاد في الحياة أو الدراسة ، لا داعِ لإلقاء اللوم على الطرف الآخر ، كل المطلوب من الأب والأم هو مناقشة المشكلة والبحث لها عن حلول سريعة.
تاسعاً: إذا علم الأب أن الأم تمنع شيئاً ما عن قصد عن الأطفال، لا يجب أن يسمح بها الأب من باب العند والعكس صحيح ، منافسة الطرف الآخر هنا في غير محلها وليست في مصلحة الأطفال.
لا تحاول أن تشتري حب أولادك بالخروجات والهدايا ، لأنها طريقة خاطئة لكسب ود الطفل.
عاشراً: تقاسموا الأوقات مع الأطفال في الأعياد قدر ، حتى لا يشعروا بالحرمان العاطفي خلال هذه المناسبات ، ولو لمرة في العام ، ولتكن أغلى هدية تقدم للطفل هي تواجد الأبوين أثناء الاحتفال بعيد ميلاده.
وتوجه د.رشا رشدي في النهاية نصيحة إلى الأب بأن لا داعي أن تتعجل وتدخل أطفالك في حياتك الجديدة في حالة وجود امرأة أخرى في حياتك ، أما الأم المطلقة, يجب أن تثق أنها قادرة على حمل المسؤولية بمفردها ولا تلتفت إلى أحاديث الأصدقاء المحبطة.
أرسل تعليقك