دائمًا ما يُصاب الأطفال في السنة الأولى من عمرهم ببعض الأمراض الشائعة، نظرًا لضعف مناعتهم في هذه السن، ورغم معرفة الأم المُسبقة بهذه الأمراض، وكونها تُصيب معظم الأطفال في هذه المرحلة، فإنها ينتابها الخوف والقلق على صحة طفلها ولا تهدأ أبدًا إلا عندما يصبح طفلها سليمًا معافيًا، وبذلك فإن السنة الأولى في عمر الطفل من أقسى وأشد السنوات تعبًا وإرهاقًا للأم، حيث تخوض مع طفلها تجارب المرض والقلق بشأن صحته، وتدخل في دوامات استشارة الأهل والمعارف، وأخيرًا اللجوء للأطباء في حالة استمرار المرض، لمعرفة أفضل طرق العلاج المجرّبة، حتى يُشفى طفلها سريعًا.
ولأننا نهتم بجميع ما يدور في خاطركِ تجاه طفلكِ، نقدم لكِ في هذا المقال أشهر الأمراض التي قد يتعرض لها طفلكِ خلال السنة الأولى من عمره.1- نزلات البرد والأنفلونزايتعرض الأطفال لنزلات البرد عدة مرات في سنوات عمرهم الأولى، فحتى إذا كان هناك تغيير طفيف في الجو، فقد يسبب ذلك العديد من المشاكل لصحة الطفل، وتحدث نزلات البرد والسعال بشكل عام، نتيجة العدوى الفيروسية في المواسم المتغيرة، ولا يوجد علاج حقيقي لنزلات البرد باستثناء الراحة وتنظيم مواعيد الرضاعة.
2- الإسهال يكون المسبب الأساسي لمعظم حالات الإسهال لدى الأطفال الإصابة بفيروس، وهناك أسباب أخرى، مثل: الحساسية أو مشاكل التغذية أو عدم مناسبة الحليب للطفل أو عدوى بكتيرية، وقد يرافق الإسهال أعراض أخرى تجعله أكثر صعوبة كالقيء والحمى، ومن أشد مخاطر الإسهال أنه قد يسبب الجفاف لدى الأطفال، لتجنب حدوث الإسهال، ينبغي إعطاء الطفل كمية من الماء المغلي المبرد بين الرضعات لمنع حدوث الجفاف أو إعطاء الطفل المغذيات ومحاليل معالجة الجفاف.
3- الصفراءهناك نوعان من الصفراء: الصفراء الفسيولوجية: هي حالة شائعة بين الأطفال حديثي الولادة، حيث يحتوي دم الطفل على نسبة كبيرة من البليروبين، وهي مادة تتكون نتيجة تكسير خلايا الدم الحمراء، ولأن الكبد لا يكون قادرًا على أداء وظيفته والتخلص من البليروبين عن طريق البراز، فتظهر الصفراء.
الصفراء المرضية: هي نادرة وأخطر كثيرًا حيث ترتفع نسبة البليروبين بشكل خطير، وقد يؤدي ذلك إلى تلف في المخ أو مشاكل في النمو، فيجب متابعة حالة الطفل مع الطبيب للحصول على العلاج اللازم وتعريضه إلى ضوء خاص.- الإمساكالإمساك عند الرضع هو أمر شائع جدًا، حيث يشعر الطفل بآلام في البطن ومغص شديد، ويكون سببه هو تغيير النظام الغذائي (استخدام حليب جديد أو الانتقال إلى الأطعمة الصلبة)، وفي الغالب، يختفي الإمساك من نفسه في غضون بضعة أيام، ولكن يجب أن تساعدي طفلك عن طريق إعطائه المزيد من السوائل أو إجراء بعض التمارين لطفلك التي ينصحك بها الطبيب.
اقرئي أيضًا: 5 طرق طبيعية للتغلب على إمساك الرضع
5- ارتفاع درجة الحرارة من أمراض الرضع الشائعة وهو يشكل جرس إنذار ينبئ بحلول الكثير من الأمراض، حيث ترتفع درجة حرارة الطفل أكثر من 38 درجة، وقد تكون بسبب نزلات البرد أو الإصابة بأنواع العدوى المختلفة وأحيانًا بسبب بعض التطعيمات، يجب على الأم استشارة الطبيب لمعرفة سبب ارتفاع درجة حرارة جسم الطفل وعمل الكمادات الباردة له حتى لا تؤثر الحرارة على دماغ الطفل.
6- آلام المعدة والمغص والقيءيُصيب الأطفال الرضع دائمًا ألم في المعدة ومغص يعوق قدرتهم على الرضاعة ويجعلهم يصرخون بشكل هستيري، يحدث المغص نتيجة لطريقة الرضاعة الخاطئة وإدخال الهواء مع الرضاعة وعدم تجشؤه بعد ذلك، وقد يؤدي ذلك لإصابة الطفل بالقيء والغثيان والذي يحدث نتيجة فرط الرضاعة، لتجنب حدوث ذلك، يجب أن يكون هناك مواعيد منتظمة لرضاعة الطفل وإرضاع الأم طفلها بشكل صحيح.
7- السعال هو من الأشياء التي تؤرق الطفل بطريقة شديدة، فهو يسعل طول الوقت ولا يستطيع النوم أو الرضاعة بشكل منتظم، ويحدث نتيجة برد تعرض له الطفل أو حساسية صدر سواء عدوى أو غير ذلك، وينتشر خلال فصلي الخريف والربيع بسبب تغيير الأجواء، ويجب على الأم استشارة الطبيب إذا استمر الطفل يسعل لمدة تطول عن أيام، حتى لا يسبب ذلك أمراضًا صدرية للطفل نتيجة كثرة السعال والاهتمام بتقديم الأعشاب التي ينصحها بها الطبيب للتهدئة من السعال.
8- الالتهابات الجلدية بسبب الحفاض قد يُصاب الطفل الرضيع بمشكلات جلدية على شكل تهيجات، تظهر خصوصًا في منطقة الحفاض، وتنشأ بسبب حساسية جلد الطفل وعدم تغيير الحفاض وترك الجلد رطبًا لفترة طويلة، لذلك يجب تغيير الحفاض باستمرار والتأكد من جفاف جلد الطفل ووضع طبقة رقيقة من الكريمات أو المراهم المخصصة لجلد الأطفال وذلك لحماية الجلد من الرطوبة.
9- فطريات الفم هي عدوى شائعة تُصيب الأطفال وتنشأ بسبب تراكم الفطريات والخمائر في الفم نتيجة لضعف مناعة الطفل، وتظهر على شكل بقع بيضاء على شفتي الصغير ولسانه وخديه من الداخل وتشبه رقائق من الجبن، ويجب على الأم الاهتمام بنظافتها الشخصية في حالة الرضاعة الطبيعية، وتعقيم الحلمات والزجاجة في حالة الرضاعة الصناعية، وقد تزول هذه البقع من تلقاء نفسها، أو يتطلب الأمر استخدام محلول مضاد للفطريات حسب توجيهات الطبيب.
10- التهابات الأذن يُصاب 50% من الأطفال بالتهابات الأذن 3 مرات أو أكثر قبل بلوغه عمر سنة، وتحدث هذه الالتهابات بسبب عدوى جرثومية أو عدوى فيروسية، وقد يبكي الطفل المُصاب، ويحاول أن يشد في أذنه عندما يشعر بالألم، ويصاحبها بعض الأعراض، مثل: سيلان الأنف والتهاب الحلق وارتفاع درجة الحرارة، وهناك أعراض محدودة قد ترافق التهابات الأذن، مثل الإفرازات من الأذن، ويجب استشارة الطبيب في حالة الإحساس بإصابة الطفل بعدوى أذنية.
لا تنسي إنه لا يُمكن للطفل أن يتكلم ولا يستطيع أن يُعبر عن أي ألم إلا بالبكاء، لذلك تقع على الأم مسؤولية كبرى في أن تشعر به وتفهم تصرفاته وتثق في حدسها، حتى تستطيع أن تعرف ما يؤلمه وتقدم له العناية اللازمة والعلاج المناسب لحالته بعد استشارة الطبيب.
أرسل تعليقك