لندن ـ ماريا طبراني
أصبح طلب المشورة للحفاظ على الصداقات بين النساء والفتيات أمرا متزايدا خلال الفترة الأخيرة، على عكس السنوات الماضية التي كانت تنحصر فيها طلبات المشورة على العلاقات الغرامية والعاطفية والزوجية فقط.
ويكفي أن كريستي ستيوارت، 32 عاما، وهي مدرسة ومربية، أنفقت أكثر من 3 آلاف دولار على طلبات المشورة لحل مشكلتها مع أقرب صديقة لها، كيم، والتي تربطها بها علاقة رائعة منذ ست سنوات، وذلك بعدما مرت علاقة كيم وكريستس بفترات عصيبة أدت إلى توترات قد تتسبب في "تسمم علاقتهما".
وقالت ستيوارت لمجلة "غراتسيا": "بعد ثلاثة شهور استطعنا العودة إلى علاقتنا القديمة. الآن نعرف متى يجب أن تعطي كل منا الفرصة للأخرى للاستراحة والتفكير، ولكن نحن الآن أقرب من أي وقت مضى. قد تكون هذه العملية قد اتخذت وقتًا طويلا للوصول لهذه المرحلة، ولكن أنا سعيدة الأن".
وبعدما أصبحت عبارة "تسمم الصداقة" عبارة شائعة ومعترف بها من قبل جمعية علم النفس الأميركية، قام أكثر من 10 آلاف عالم من علماء النفس والمستشارين بتقديم دورات في فن التعامل مع الأصدقاء في الولايات المتحدة، ويصل ثمن الجلسة التي تبلغ مدتها ساعة واحدة فقط ما بين 75 و200 دولار .
وقالت ستيوارت، التي التقت صديقتها كيم وهي وزيرة كنسية تبلغ من العمر 37 عامًا، بعد انتقالها إلى أوكلاهوما في العام 2007، إن هذه المشورة أنقذت صداقتهما، وأضافت: "لقد كانت كيم أقرب الناس لي والسبب في فرحتي وشعوري بالاطمئنان المستمر عندما تم إرسال زوجي، لو، إلى أفغانستان لمدة عام. ولكن بعد ذلك بعامين، انتقلت مع زوجي الذي تم نقله إلى مدينة تبعد 350 ميلًا عن مدينتنا".
وقالت كيم: "شعرت بحزن. وأنا أعرف أن مهنة زوجها في الجيش كان أمرًا ليس بيدها تحديده. ولكنها لم تهتم بهذا الموضوع حتى أنها لم تبك خلال وداعنا"، وأضافت: "انتقلنا بعد ذلك من مرحلة الصداقة القوية حيث كان بإمكاننا لقاء بعضنا كل يوم، إلى مرحلة الرسائل النصية ثم مكالمة هاتفية مرة في الأسبوع".
اعترف السيدة ستيوارت، التي قالت إنها كانت مشغولة في البحث عن وظيفة جديدة، وتكوين صداقات جديدة، أن كيم عانت بعد أن غادرت المدينة وبدأت في الشعور بالإحباط، وأرسالت لي رسالة نصية جاء فيها (أشعر أنك قد نسيتيني بالفعل)".
بدأت كيم في قضاء بعض الوقت مع صديقتها جيني، التى جعلتها تعرف كم كانت تعتمد على كريستي. وأصبحت الآن أكثر سعادة في اعتمادها على نفسها، وقالت ستيوارت: "ظلت الأمور متوترة بيننا ولكن عندما جاءت كيم لزيارتي، شعرت اننا لم نفترق أبدًا".
وعندما انتقلت مجددًا إلى أوكلاهوما بعد مرور عام، كانت ستيوارت متحمسة لاستعادة صديقتها مرة أخرى، لكن كيم كانت تشعر بالقلق أيضا، وأوضحت ستيوارت: "لقد بدأت كيم في إلغاء مقابلتي باستمرار لصالح جيني. كنا بالكاد نتحدث وعندما تقابلنا حدثت مشاجرة كبيرة بيننا. وفي النهاية أرسلت لها رسالة قلت فيها: (لقد كنت تعامليني بطريقة غير حساسة وغير محترمة)، وما تبع ذلك كان عداء دام لمدة ثلاثة أيام. ورفضت الاعتذار وبدأت أعتقد أن صداقتنا قد انتهت. لكن كيم كسر الجليد واقترحت شيئا جديدا قالت إنها سمعت عنه وهو المشورة في أمور الصداقة".
وقالت كيم: "كنت يائسة في إعادة صداقتنا إلى مسارها، ولكن كنت قد سمعت عن مستشار جيد، كان يساعد أصدقائي في حل مشاكل الزواج"، وبعد جلسات وصل سعرها إلى 150 دولارًا في الساعة، واستمرت لمدة 30 جلسة، اعترفت ستيوارت: "لم يكن الأمر سهلا. واجهنا الكثير من المفاجآت عن شخصياتنا، فكانت طبيعتي استبدادية، ويعتقد زوجي أن كل ذلك شيء مثل دراما الأفلام المبالغ فيها وقال لماذا لا أقطع علاقتي بكيم ببساطة".
وقالت كيم: "لقد عادت علاقتنا الآن كما كانت في السابق من خلال دفع 3 آلاف دولار، ولكن كنت سأفعل ذلك مرة أخرى لو عاد بنا الزمن".
أرسل تعليقك