إدنبرة - عصام يونس
كشفت استطلاعات الرأي في نتائجها الأخيرة عن ثورة سياسية قريبة في بريطانيا بعد فوز الحزب "الوطني" الاسكتلندي بزعامة نيكولا ستورغيون بنسبة 54% من الأصوات بزيادة تقدر بنحو 35 نقطة بالمقارنة مع أداء الحزب في الانتخابات العامة الأخيرة.
وصرَّحت ستورغيون، عقب هذه النتيجة، قائلة "في كل الانتخابات اضطرت للقتال وليست لدينا أي مشكلة هذه المرة"، في حين صرح زعيم حزب "العمال" بأنَّ الحزب "الوطني" بقيادة ستورجيون يستخدم تكتيكات خطيرة على المدى القصير ووصفها بأنها سيئة تهدد وحدة بريطانيا.
ويرى محللون أنَّ الحزب "الوطني" الاسكتلندي يستفيد من الموجة السياسية التي تهدد بهزيمة حزب "العمال" وعدد آخر من الأحزاب النقابية والعمالية، مؤكدين أنَّ الحزب يمكنه تحقيق أي شيء بعد أن حصل على مستوى الدعم الحالي الذي يشير لإمكانية فوزه بـ 54 كرسيًا في الانتخابات التي ستنطلق خلال 10أيام، وهذا من شأنه تسليم ستورجيون توازنًا حاسم للقوة في وستمنستر.
وأكد المحللون أنَّ لعبة رئيس الوزراء السياسية خلال المناقشات الانتخابية، أتاحت الفرصة أمام الحزب "الوطني" الاسكتلندي بزعامة ستورغيون، وتسبب في الكثير من الأضرار لبقية الأحزاب النقابية في اسكتلندا.
وأشار إلى أنَّ رفض كاميرون المشاركة في مناظرة تلفزيونية رباعية ضد إد ميليباند، ونيك كليج ومايكل فاراج، وإصراره على عدم المشاركة في أي مواجهة أعطى منبرًا واسعًا لزعيم حزب "الاستقلال" على حساب حزب "العمال".
ولم يبدِ حزب "المحافظين" أي قلق أو مخاوف حيال انتصار الحزب "الوطني" الاسكتلندي في استطلاع الرأي، ويعكف الحزب على تحسين مستوى حملته الانتخابية ضد تهديد القومية الاسكتلندية مع كبار الاستراتيجيين المحافظين المقتنعين بأن الحملة تؤتي بثمارها.
وأثار كبار "المحافظين" مخاوف من أنَّ رئيس الوزراء الحالي ديفيد كاميرون يخاطر كثيرًا للفوز في الانتخابات، حيث قال رئيس حزب المحافظين السابق اللورد تيبيت إنَّ تكتيكات رئيس الوزراء "ليست حكيمة تمامًا".
كما انضم السيد جون ميجور إلى المعركة الانتخابية، واتهم الحزب "الوطني" الاسكتلندي بتشكيل خطر واضح وحقيقي على مستقبل الوحدة البريطانية.
يُّذكر أنَّ رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ظهر في الساعات الأولى من صباح 19 أيلول/ سبتمبر الماضي بعد أن صوتت اسكتلندا بفارق ضئيل ضد الاستقلال وأعلن أنه لن يكون هناك أي خلافات ولن يتم تنظيم إعادة تصويت "لأن الشعب الاسكتلندي أعرب عن رغبته في الاستقرار".
وصرَّح كاميرون عقب الاستفتاء لعمدة نيويورك السابق مايكل بلومبرغن بأنَّه عانى "لحظات عصبية جدا" من الاستفتاء، حيث اعتقد بأنَّ الاسكتلنديين يميلون نحو الاستقلال.
يُذكر أنَّ ستورغيون كانت عضوًا في البرلمان الاسكتلندي منذ عام 1999، وسجلت أسمها لتصبح زعيمة الحزب "الوطني" الاسكتلندي عام 2004؛ لكنها اكتفت وقتها بأن تكون نائبة زعيم الحزب لمدة عشرة أعوام حتى استقال السيد سالموند في أعقاب التصويت على الاستقلال في أيلول/ سبتمبر الماضي.
أرسل تعليقك