المدرّسون يصلون تحت ضغط العمل الى حياة يائسة تزلزل نفسياتهم
آخر تحديث 22:08:04 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

المدرّسون يصلون تحت ضغط العمل الى حياة يائسة تزلزل نفسياتهم

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - المدرّسون يصلون تحت ضغط العمل الى حياة يائسة تزلزل نفسياتهم

حياة يائسة
لندن ـ صوت الإمارات

كشفت المعلمة والكاتبة إيما كيل مؤلفة كتاب How to Survive and Thrive in Teaching عن متاعب مهنة التدريس، وأوضحت كيل " قبل بضع سنوات أوصيت بمهنة التدريس لشخص ما عزيز لدي حيث شعرت أنها ستحقق إضافة جيدة للمهنة، وانتقلت هذه الشخصية هذا العام إلى بريطانيا للإرتقاء إلى مستوى التحدي في المهنة، وبعد أسبوعها الخامس في المهنة كتبت لي: كنت في طريقي إلى المنزل أمس وشاهدني أحد زملائي من السيارة، وكانوا هم أمامي لكني لم ألاحظهم، لقد كنت في كوكب أخر وأفكر في التقدم والتطور ووضع العلامات، لا أعتقد أنني شعرت بالمرض هكذا في حياتي، حتى أن شخصا" ما أوقفني بالفعل في محطة القطار وسألني عما إذا كنت بخير؟".

وأضافت كيل " للأسف لا تمرّ الأمور بشكل جيد لدى المعلمين، وفي الأونة الأخيرة تسلمت خطابا" من زميل في مدرسة أخرى أثق في قدراته والذي أخبرني أنه سيغادر وحاولت اقناعه بخلاف ذلك لكنه قال: أشعر بالحزن لترك الفصل والأطفال ولكني أشعر بالضغط كما لم أشعر  به من قبل".

وتابعت كيل " قادتني مثل هذه المحادثات إلى أن أكتب كتابا عن رفاهية المعلمين والاحتفاظ بهم، أريد أن أفهم ما الذي يوصل الكثير من المعلمين إلى الإحباط وخيبة الأمل، أريد معرفة أسباب هذه الروح المعنوية المنخفضة والمساعدة في إيجاد حلول، وكجزء من بحثي أجريت استبيانا" عبر الأنترنت وطلبت من المعلمين الإجابة عن أسئلة خاصة بساعات عملهم ودوافعهم للانضمام إلى هذه المهنة والعناصر الإيجابية في وظيفتهم وما وجدوه الأكثر تحديا، وحصلت على 1419 استجابة وكانت النتائج مقلقة".

وأردفت كيل " وجدت أن ضغط العمل كان مصدر قلق رئيسي، وعندما سألت عن ساعات العمل الإضافية خارج ساعات التعاقد، أجاب 50% من المعلمين أنهم يعملون لأكثر من 16 ساعة في الأسبوع خارج ساعات العمل المتعاقد عليها، بينما أوضح 25% من المشاركين أنهم يعملون أكثر من 20 ساعة في الأسبوع، وأشار 30% من المشاركين إلى أن عبء العمل الثقيل له أثر سلبي على التحفيز والرفاهية في العمل، بينما رفض 67% من المعلمين السابقين بشدة عبارة: يمكن إدارة ضغوط العمل، وأفاد 32% من المشاركين أن ضغط العمل هو العامل الرئيسي الذي جعلهم يفكرون في ترك المهنة".

واتخذت وزيرة التعليم تيكي مورغان عدة خطوات لمعالجة المعنويات المنخفضة عندما جاءت إلى المنصب عام 2015، وأطلقت الحكومة مسحا" يتعلق بضغوط العمل واستجاب له 44 ألف مشارك، فيما أعلنت مورغان عن نشر ثلاثة تقارير حول المخاوف الرئيسية التي أثارها المسح، وتعهدت  مورغان في مؤتمر NASUWT في مارس/ أذار بدعم مهنة التدريس التي تواجه أعباء غير ضرورية، وعلى الرغم من كونها لفتة لطيفة منها إلا أنها لم تفعل شيئا" لوقف الاستياء والسخط بين المعلمين.

وبيّنت كيل " تشير نتائج البحث الخاص بي إلى أن ضغط العمل هو جزء من مشاكل أكبر، وعندما سألت المعلمين بشكل  مفتوح لشرح الأسباب التي دفعتهم إلى ترك الفصول الدراسية، أشار 12 من 113 معلما إلى البلطجة الصريحة من قبل المديرين، وكان هذا أكثر بكثير مما توقعت، وذكر شخص ما في المسح: البلطجة من شخص واحد في كل حياتي المهنية، في حين أوضح شخص أخر أنه حاول الانتحار بسبب البلطجة الدائمة والتمييز في العمل، ويبدو أن المشكلة الأخرى هي عدم التقدير، حيث وافق 5% فقط من المشاركين على عبارة: التدريس مهنة يتم تصويرها بشكل إيجابي في وسائل الاعلام، ووافق 3% فقط من المشاركين على عبارة: المعلمون موضع احترام من السياسيين".

وكشفت كيل أن " ذلك يعتبر نتيجة إصلاحات التعليم التي سمع عنها مديرو المدارس للمرة الأولى في التليفزيون فضلا عن تجاهل أصوات المعلمين وشكواهم، ويمكن القول أن هذه الثقافة التي تبعد المعلمين عن القرارات السياسية لها عواقب مدمرة، حيث يشعر المعلمون بتقويض مكانتهم فضلا عن وجود قدر كبير من سوء الفهم الذي يؤدي إلى تفاقم التوتر، ويصبح السؤال ماذا تريد أوفستيد أن ترى؟ هل تتوقع أن ترى غرف معلمين مليئة بالموظفين، لم أتصور أبدا أنني سأدافع عن اوفستيد لكنهم لا يدركون واقع تصحيح الأوراق وكتابة خطط الدروس أو إدخال البيانات بانتظام".

وتابعت كيل " يمكن للميدرين الذين هم تحت ضغط هائل رؤية أثر ذلك على الصحة النفسية للأفراد، حيث يتم توبيخ المعلمين بسبب نسيان إدخال البيانات، وهو ما يؤثر على أدائهم في الفصول الدراسية، إنهم يذهبون إلى المنزل بشعور أنه لا يمكنهم الموازنة بين العمل والعائلة، ويرون زملاءهم الذين يختارون ترك المهنة بدلا من الوصول إلى المنزل في حالة سيئة مرة أخرى، ويواجه قادة ومديرو المدارس تحديا كبيرا أيضا، حيث ذكر أحد الزملاء أن وظيفة القيادة تعد مظلة اللعنة، فعليه أن يلتزم بحماية الموظفين من الرسائل غير المفيدة التي تأتي من أعلى، ويجب أن يتحلى القادة ببوصلة أخلاقية لضبط روح المدرسة والطلاب والموظفين، ويجب آلا يشعروا بالعجز بسبب توقعات الإدارة الجزئية والسلوك العدواني الذي يدفع الموظفين إلى ترك المهنة، وتعتبر هذه مسؤولية مورغان وفريقها للتأكد من وضوح ما هو متوقع وما هو غير متوقع بالنسبة للمعلمين".

وأفادت كيل " أنا محظوظة مثل الكثير منا فأنا أحب وظيفتي وفريق القيادة العليا الخاص بي لديه ذكاء حسي، ويجعلني وزملائي أضحك وأشعر بالأمل وطلابي يمنحوني سببا للاستيقاظ والخروج من سريري كل صباح، ولكني توقفت عن الاندهاش من قصص المعلمين الذين لا يستطيعون التعامل مع الأمر، وتصل أزمة التعليم إلى ذروتها، وعلينا أن نعمل معا من أجل الشباب لحلها".

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المدرّسون يصلون تحت ضغط العمل الى حياة يائسة تزلزل نفسياتهم المدرّسون يصلون تحت ضغط العمل الى حياة يائسة تزلزل نفسياتهم



GMT 17:50 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 20:33 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

تتخلص هذا اليوم من بعض القلق

GMT 11:57 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج السرطان الأثنين 30 تشرين الثاني / نوفمبر2020

GMT 01:57 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

انشغالات متنوعة التي ستثمر لاحقًا دعمًا وانفراجًا

GMT 01:57 2015 السبت ,03 كانون الثاني / يناير

الفنانة مي كساب تصوّر مسلسل "مفروسة أوي"

GMT 01:19 2014 الثلاثاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

استعد لتسجيل أغاني قديمة وحديثة لألبومي الجديد

GMT 11:27 2016 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

جرأة وروعة الألوان في تصميم وحدات سكنية عصرية

GMT 22:04 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

جزيرة مالطا درة متلألئة في البحر المتوسط

GMT 21:59 2013 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

نشطاء على الفيس بوك يقيمون يومًا ترفيهيًا للأطفال الأيتام

GMT 09:20 2016 الأحد ,03 إبريل / نيسان

متفرقات الأحد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates