التسوق الإلكترونى يهدد باعة الكتب فى داريا جانج
آخر تحديث 13:23:14 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

التسوق الإلكترونى يهدد باعة الكتب فى "داريا جانج"

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - التسوق الإلكترونى يهدد باعة الكتب فى "داريا جانج"

نيودلهى - د ب ا

فى منطقة "داريا جانج" الواقعة فى قلب مدينة نيودلهى نهران؛ أحدهما يمر خارج جدران المدينة القديمة هو نهر "يامونا" المقدس، والآخر نهر من الكتب يخترق شوارع المنطقة الضيقة.فى الأحد من كل أسبوع، تغطى شوارع "داريا جانج"، التى تعنى باللغة الأردية "السوق بجوار النهر"، تلال من الكتب.. بداية من مؤلفات الآداب النادرة، وكتب التقنية (التكنولوجيا) ذات الأغلفة الورقية، إلى النسخ المقرصنة (المنسوخة خلافًاً للقانون) من إصدارات الكتب الجديدة الأكثر مبيعا، انتهاء بالمجلات الأجنبية اللامعة، وكلها بأسعار بخسة- تعرض فى أحد أكبر أسواق الكتب المستعملة فى آسيا. كل يوم أحد، يشق مئات الناس الطرقات الضيقة، يتنقلون من بائع كتب إلى أخر، فى محاولة للعثور على العناوين المفضلة لديهم، وسط الآلاف من الكتب الرخيصة. "لا يمكنك العثور على مثل هذه الكتب فى أى مكان بالمدينة حتى بثلاثة أضعاف السعر"، هذا ما قاله بائع الكتب سوريندر كومار داوان، الذى كان يجلس بين مئات المجلدات القديمة . "تفضل"، قالها أحد الباعة وهو يبرز لمارة طبعة كتاب من القطع الكبير مكتوب باليد لرواية "بان" لكنوت هامسون (الروائى النرويجى الحاصل على جائزة نوبل للآداب)؛ مؤكدا "هذا الكتاب نفدت طبعته، ولا يمكنك العثور عليه فى أى مكان، هذا أندر من النادر". لأكثر من أربعة عقود، ظلت داريا جانج تمثل "كنزا" لعشاق الكتاب فى دلهى. فى كومة واحدة من الكتب المغبرة، يتوارى مجلد الطبعة الأولى لرواية "جارسيا ماركيز" أسفل مجلد الأعمال الكاملة لشكسبير، وإلى جانبها نصف دستة جديدة تقريبا من روايات أورهان باموك (الروائى التركى الحائز على جائزة نوبل)، وكل هذا مقابل 80 روبية هندية فقط (حوالى 1.5 دولار أمريكى). داوان كان يقوم ببيع الكتب فى هذا الشارع على مدار السنوات الـ 17 الماضية، بينما ظل بعض باعة الكتب الأخرين فى السوق لأكثر من 30 عاما. معظم الكتب التى يبيعونها يتم شحنها (فى حاويات) من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة إلى موانئ مومباى وغوجارات، حيث يشتريها التجار بكميات كبيرة، يقول "داوان" إنهم "يدفعون ثمن الحاوية تبعا لحجمها، وما يخرج منها بعد ذلك يكون مسألة حظ". فى حوالى التاسعة صباحا، يشق الباعة طريقهم إلى السوق، حاملين صناديق الكتب، ويتخذون أماكنهم هناك؛ حيث يعرضون الكتب على ورقة أو قطعة قماش أو مشمع أو فى بعض الأحيان على الرصيف العاري، بانتظار توافد الزبائن. فى كل مرة آتى إلى هنا، أملأ يدى بالكتب الرائعة بأرخص الأسعار"، هذا ما قاله "فارون شارما"، وهو طالب تاريخ فى جامعة دلهي، . شارما أضاف أن "الكتب التى تجدها بأكثر من 500 روبية فى أماكن أخرى، يمكنك العثور عليها هنا مقابل 50 فقط.. هذا أمر رائع". إلى "داريا جانج"، يحضر "داوان" كل أسبوع حوالى 20 صندوقا كرتونيا مملوءة بالكتب من مجموعته، التى تضم أكثر من 25 ألف كتاب مخزنة فى مستودعات على مشارف دلهي. يقول داوان "أبيع نحو 300 كتاب يوم الأحد، وأكسب زهاء 25 ألف روبية [حوالى 400 دولار]" مضيفا: "إنها ليست سيئة، ولكن العمل كان رائجا بصورة أفضل". الآن، ومع انتشار التسوق الإلكترونى عبر الإنترنت تدريجيا فى الهند، يلاحظ بائعو الكتب تراجعا مستمرا فى المبيعات؛ يشهدون تدهورا فى ثقافة القراءة الورقية فى دلهى عاصمة الهند ومدينتها الرئيسية. قبل خمس سنوات كنت أبيع أكثر من 600 كتاب يوميا، ولكن ببطء بدأ الزبائن يتلاشون"، يتذكر داوان أما زميله أنكور ناندا، الذى تحدث بدوره لوكالة الأناضول، فيقول "قبل 5 سنوات، اعتدنا بيع 1000 كتاب يوم الأحد، وفى الوقت الراهن نبيع قرابة 300 فى يوم (بيع) جيد". أنكور عمل مع والده -وهو أحد مؤسسى السوق الأصليين الذى يعود تاريخه إلى مطلع السبعينيات- على مدار السنوات الـ 15 الماضية.وتشمل الكتب التى يعرضونها الأدب الروائى الخيالي، والواقعي، وكتب الامتحانات والكلاسيكيات الأدبية (أدب الإغريق والرومان)؛ إلا أن الخيارات الواسعة، ليست كافية لمؤازرة مبيعاتهم الضعيفة. "العمل يتراجع.. وهناك الآن العديد من الخيارات -خيارات أسهل- لشراء الكتب"، يضيف أنكور معربا عن أسفه. ويلقى تجار الكتب باللائمة فى تراجع تجارتهم على باعة الكتب على الإنترنت (مواقع التسوق الإلكتروني)، مثل Flipkart (فليبكارت)، و ebay (إى باي)، و Amazon (أمازون). "هذه المواقع تبيع الكتب بأسعار مخفضة، لكنها لا تبارى تلك التى نعرضها"؛ على حد قول أنكور الذى يتابع بمرارة "الناس لا يرغبون فى تحمل عناء المجيء إلى هنا، والبحث عن الكتب، لديهم المال الآن، ولذلك يطلبون [الكتب التى يريدونها] من غرفهم ومكاتبهم دون الانحناء إلى أسفل والبحث إضاعة الوقت". موقع Flipkart (فليبكارت) للتسوق الإلكتروني، برز مؤخرا كأكبر بائع تجزئة للكتب فى الهند، وفى شهر يونيو، أعلنت الشركة إنها باعت أكثر من 100 ألف كتاب فى يوم واحد. شركة أمازون الأمريكية العملاقة، التيدخلت السوق الهندية فى يونيو، أعربت فى الوقت نفسه، عن نيتها إنشاء أكبر منفذ لبيع لكتاب التجزئة فى البلاد. وفى مؤتمر صحفى قال جريج جريلي، نائب رئيس شركة أمازون، بعد إطلاق موقع الهند "إن الهدف بالنسبة لنا هو كيف يمكننا بناء أكبر متجر لبيع الكتب فى الهند". شارما، طالب التاريخ، أشار إلى أن "معظم أصدقائه يفضلون القيام بالتسوق على الانترنت؛ معترفا "أنه (التسوق) أسهل بكثير، أنت تعرف أى كتاب تريده وتحصل عليه فورا بدلا من الاضطرار للبحث وسط الآلاف من الكتب". يبقى شارما قطرة فى نهر جف بصورة طفيفة من الناس الذين لا يزالون يتدفقون عبر "داريا غانج" وبالنسبة لهم فرحة العثور على كتاب رائع مقابل 25 روبية، أو مجلد إحدى الطبعات الأولى مقابل 100 روبية، تجعل الأمر يستحق عناء المجىء إلى هنا.  

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التسوق الإلكترونى يهدد باعة الكتب فى داريا جانج التسوق الإلكترونى يهدد باعة الكتب فى داريا جانج



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - صوت الإمارات
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 19:18 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 صوت الإمارات - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 19:21 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 صوت الإمارات - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 08:38 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 05:21 2015 الأربعاء ,11 شباط / فبراير

افتتاح معرض "ألوان السعودية" المتنقل في جدة

GMT 07:14 2015 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

الرميحي يزور جناح دولة قطر في معرض "اكسبو 2015"

GMT 20:48 2013 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

برنامج جديد فى إذاعة الشرق الأوسط عن التعديلات الدستورية

GMT 13:26 2015 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

مقهى ثقافي ومسابقة تصوير في معرض كتاب شرطة دبي

GMT 11:40 2015 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

"أبوظبي للسياحة" تنظم معرض "ميادين الفنون"

GMT 07:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

جبل بوزداغ من أروع المناطق السياحية للتزلج

GMT 05:28 2016 السبت ,27 شباط / فبراير

HTC تنشر أول صورة تشويقية لهاتفها المرتقب One M10

GMT 11:02 2013 الجمعة ,28 حزيران / يونيو

بحث تطوير مشروع جامعة عمان مع كامبريدج

GMT 03:34 2015 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

معرض جدة الدولي للكتاب يستقطب أكثر من 600 ألف زائر

GMT 08:27 2015 الأحد ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميثاء الخياط تعرّف الأطفال بطرق قص مبتكرة في "الشارقة"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates