ركزت صحف الإمارات في مقالاتها الافتتاحية اليوم على المكانة التي حققتها الإمارات بين دول العالم اضافة الى الدور الذي يجب أن تلعبه حركة عدم الانحياز وكذا اجتماعات الدورة 71 للجمعية العامة للأمم المتحدة .
فتحت عنوان "مكانة الإمارات في العالم" .. أكدت صحيفة "البيان" أن المكانة التي حققتها الإمارات بين دول العالم مكانة رفيعة وهي مكانة تحققت جراء رؤية القيادة من جهة وهذا السعي الدؤوب لجعل هذه المكانة دائمة بحيث تبقى الإمارات في طليعة دول العالم ويتطابق الواقع مع الشعار والبرنامج .
وقالت الصحيفة في إفتتاحيتها إن الرؤية التي تصوغ سياسات الإمارات والاهتمام العالمي والتفاعل على كل المستويات السياسية والاقتصادية وغيرها من المستويات مؤشر على أن بنية الإمارات باتت بنية صلبة مزدهرة تخطط للمستقبل وتعتمد لغة سياسية وسطية ومعتدلة ومنفتحة في علاقاتها مع العالم بنية تعتبر متطورة جدا وحضارية يلمسها الجميع من المواطنين إلى المقيمين ثم الزائرين بيئة تتسم بالأمن والاستقرار والرخاء الاقتصادي، وفيها الإنسان يحوز المرتبة الأولى من حيث كونه الأولوية في كل البرامج والسياسات إذ إنه الغاية الأساسية لجهد الدولة والقيادة .
وشددت في ختام إفتتاحيتها على أن صيانة هذه المكانة وتعظيمها أمر مهم وإذا كان الوصول إلى هكذا موقع يعد أمرا تجهد فيه دول أخرى فقد تمكنت بلادنا بفضل سياسات دولتنا أن تنالها بصبر وتخطيط وإصرار. وإدامة هذه المكانة والتطلع لمواقع أفضل يجب أن يبقى عنوانا للمؤسسات والأفراد خصوصا حين نرى أن تحقيق المكتسبات في العالم يعد أمرا صعبا فيما الإضافة على المكتسبات هو التحدي الأكبر والأكثر أهمية وهذا أمر بات شعارا لكل واحد فينا يؤمن أن الإمارات يجب أن تبقى في صدارة الدول .
من جانبها قالت صحيفة "الخليج" في إفتتاحيتها بعنوان "ماذا تبقى من عدم الانحياز ؟" .. إن حركة عدم الانحياز حققت خلال عقدي الخمسينات والستينات من القرن الماضي إنجازات ليست هينة في تثبيت قواعد الاستقلال والحياد ودعم حركات التحرر في العالم ووقفت بصلابة ضد محاولات السيطرة والاستتباع رغم أنها تلاقت في بعض المراحل مع أحد القطبين العالميين "الاتحاد السوفييتي" في الحصول على السلاح والمساعدات لتدعيم أمنها وتحقيق التنمية لأن الطرف الآخر "الولايات المتحدة" ناصب هذه الحركة العداء منذ نشأتها لأنه رأى فيها محاولة تمنع نفوذها وتمددها في مجرى الصراع الذي كان قائما آنذاك مع الاتحاد السوفييتي .
ومضت الصحيفة تقول "لعبت القيادات الكارزمية للحركة من أمثال الرؤساء الراحلين جمال عبد الناصر وتيتو وسوكارنو وشو آن لاي ونكروما وسيكوتوري دورا محوريا بارزا في صعود الحركة ونجاحها وقدرتها على التأثير في مسار التطورات والأحداث الدولية وأن تثبت ركائز عمل الحركة وتقود تيارا عالميا بعيدا عن المحاور والأحلاف وتساهم مساهمة فعالة في تحقيق استقلال العديد من الدول في آسيا وإفريقيا والوقوف بثبات مع حركات التحرير ودعم حقها في ممارسة الكفاح ضد الاحتلال وكان لقضية فلسطين نصيب وافر في هذا الدعم من خلال عشرات القرارات التي صدرت عن الأمم المتحدة في تأييد الحق الفلسطيني وإدانة الممارسات العدوانية العنصرية الإسرائيلية".
وأشارت إلى أنه في القمة السابعة عشرة للحركة التي عقدت مؤخرا في فنزويلا وما صدر عنها من مقررات وما تخللها من نقاشات وقياسا بحضور القادة في هذه القمة وقادة الأمس يتبدى الفارق واضحا وشاسعا. ورغم أن ظروف اليوم ليست ظروف الأمس والتطورات التي طرأت على الساحة الدولية خلال العقود الأربعة المنصرمة بدلت الكثير من الوجوه والخرائط والأنظمة فإن الحركة ما زالت قادرة على عقد اجتماعاتها الدورية وأن تصدر بياناتها وتحدد مواقفها ولو بالحد الأدنى رغم أن الكثير من هذه الدول لم تعد غير منحازة بل هي شريكة في أحلاف وتحالفات دولية تعمل أحيانا ضد دول أخرى أعضاء في الحركة .
وخلصت في ختام إفتتاحيتها إلى القول إن أثر القيادات التاريخية للحركة لم يعد ظاهرا كما أن وهج الحركة تضاءل وبهت لذلك فالحركة تحتاج إلى دم جديد وإلى روح جديدة وإلى غربلة في صفوفها وتنقيتها من الشوائب كي تعاود القيام بدورها في عالم تعصف به الأنواء والصراعات والحروب والإرهاب .
وفي موضوع مختلف بعنوان "القضية الفلسطينية والعالم" .. أكدت صحيفة "الوطن" أن القضية الفلسطينية والصراع الأطول في العصر الحديث منذ سبعة عقود لا تزال مع انطلاق اجتماعات الدورة 71 للجمعية العامة للأمم المتحدة عصيا على الحل ولا يزال الاحتلال الإسرائيلي على عنجهيته وإجرامه يعتمد إرهاب الدولة ويمارس القتل والتنكيل وارتكاب الجرائم المصنفة إبادة وضد البشرية ضاربا بمختلف القوانين والشرائع الدولية عرض الحائط .
وقالت إن الاحتلال لم يتوقف عند جريمة بذاتها بل فاقم تعدياته وعدوانه سواء بشكل فردي أو جماعي على غرار محارق غزة وقبلها المجازر الجماعية بالإضافة إلى مواصلة الاستيطان والاعتقالات وتدنيس المقدسات ودفع الفلسطينيين لمغادرة وطنهم ونهش أراضيهم والعمل على تغيير البنية السكانية بإغراق الضفة بمئات آلاف المستوطنين والعمل على نسف كل مقومات الدولة المرتقبة ورفض كل الحقوق المكتسبة للشعب الفلسطيني مثل حق العودة مع يوميات الاحتلال التي تتم على مدار الساعة مثل استهداف المزروعات وترك قطعان المستوطنين يرتكبون الجرائم التي لا توفر كل ما هو فلسطيني بشرا وثمرا وحجرا دون أي محاسبة وبتشجيع من سلطات الاحتلال وبحمايتها .
وجددت تأكيدها في ختام إفتتاحيتها على أن الموقف الدولي لا يكفي أن يعبر عن دعمه وتعاطفه مع الشعب الفلسطيني وتأييد قيام الدولة بل يجب أن يكون هناك إجماع على خارطة طريق واضحة المعالم وفق جدول زمني ومدعومة بقرار يصدر عن مجلس الأمن يمهد لمحاكمة كل تجاوز وبهذا يكون قد بدأ يتعاطى إيجابا مع الدعوات لتحمل مسؤولياته تجاه حماية الشعب الفلسطيني على أرض الواقع وليس من خلال الدعوات والمناشدات التي لا تلقى إلا آذانا صماء .
أرسل تعليقك