تناولت صحف الإمارات الصادرة صباح اليوم في افتتاحياتها وباء الارهاب الذي تغذيه تنظيمات دموية متطرفة وضرورة الوقوف صفا واحدا لمواجهة هذه الافة الخطيرة ..إضافة إلى العلاقات الامريكية الاسرائيلية.
فتحت عنوان " وباء الإرهاب ".. قالت صحيفة البيان ان التفجيرات الإرهابية في نيويورك تفتح الباب للتساؤل عما إذا كان الإرهابيون يؤدون المهمة الأخطر المتوارية وراء الشعارات التي يطرحونها وهذه المهمة تتعلق بجعل العرب والمسلمين في العالم محل نقد وشك وخوف من كل شعوب العالم.
وأشارت إلى ان مواصلة تنظيمات الإرهاب لهذه الجرائم سواء في المنطقة العربية والإسلامية أو في أوروبا وأميركا يعبر عن منسوب التطرف الذي بات مثل الوباء ويكشف أيضا أن الإرهابيين يتعامون عن قصد عن كلف إرهابهم التي تتنزل على المنطقة العربية والإسلامية وتجعل كل هذه المنطقة في عين العاصفة.
وشددت البيان على انه آن الأوان كي يقف العرب والمسلمون وقفة واحدة في وجه الظلاميين الذين يختطفون الإسلام ويريدون تقديمه إلى العالم باعتباره دينا متطرفا يكره الحياة ويستبيح الدماء.. وإذا كانت هناك دول كثيرة تبذل جهودا في هذا الصدد إلا أن المهمة هذه يجب أن تصبح مهمة كل فرد في المنطقة دفاعا عن إرثها الوسطي واعتدالها وسمعتها وحماية لهذه المنطقة من ارتدادات التطرف التي لم تترك موقعا إلا ووصلت إليه.
وأكدت صحيفة البيان في ختام افتتاحيتها أنه لم يعد التنديد كافيا بهذه الجرائم كما أن الجهود المبذولة لحصر رقعة التطرف على قوتها وأهميتها بحاجة أيضا إلى شراكة من كل المؤسسات والأفراد في المنطقة العربية والإسلامية من أجل وقف تشويه سمعة المنطقة.
من جانبها قالت صحيفة الخليج في افتتاحيتها بعنوان " لا شكر على واجب " ان لقاء الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في نيويورك على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة حفل بسيل من الحرارة والدعابة بحيث بدا أن كل ما قيل عن توتر في علاقاتهما وعدم وجود كيمياء مشتركة بينهما مجرد رغبات شخصية لا علاقة لها بالحقيقة خصوصا أن أوباما ودع عهده بأكبر هدية قدمتها الولايات المتحدة في تاريخها لبلد أجنبي وهي 38 مليار دولار.
وأشارت الصحيفة إلى أنه سبق الاجتماع اتصالات مكثفة بين الجانبين الأمريكي والإسرائيلي لترتيب اللقاء بينهما كي يقدم نتنياهو الشكر لأوباما على "الهدية" ومن ثم وداعه قبل أن يغادر البيت الأبيض في آخر اجتماع قد يعقد بينهما كما أشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية.
ولفتت إلى أن الأجواء بين اوباما ونتانياهو بدت مريحة ومفعمة بالود على عكس ما كان متوقعا وتأكد أن كل ما تردد خلال الفترة السابقة عن سوء العلاقات وتوترها كان مجرد "سحابة صيف" أو مجرد "زوبعة في فنجان" لأن الخلاف بين الأهل يكون عابرا مهما بلغت شدة الخلافات.. فالعلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة تتجاوز الخلافات الشخصية لأنها استراتيجية في الشكل والمضمون وتحالفهما يصل إلى حد التوحد سياسيا وأمنيا وعسكريا واقتصاديا وقد عبر نتنياهو عن ذلك بمخاطبته أوباما : أريد أن أشكركم على التعاون الأمني واسع النطاق بين بلدينا وأنا أرى أن الناس لا يفهمون عمق التعاون بيننا.
وتابعت ان البعض لا يدرك ولا يفهم عمق العلاقات بين الجانبين ويبني مواقف على بعض ظواهر الخلاف في وجهات النظر ويعتبرها أساسية وتشكل منعطفا في هذه العلاقات قد تؤدي إلى فك "الرباط المقدس" بينهما ثم تبني على ذلك سلسلة من الفرضيات والاستنتاجات الوهمية كما هو حال بعض العرب.
وأضافت الخليج ان الإهانة التي كانت من نتنياهو لأوباما عندما توجه إلى الكونغرس من دون دعوة رسمية وألقى خطابا هاجم فيه سياسة أوباما إزاء المفاوضات النووية مع إيران لم تكن إلا حادثا عابرا يمكن لأي مسؤول أمريكي أن يتجاوزه و"يبلعه" إذ حدث في السابق أن وجه أكثر من مسؤول إسرائيلي إهانات إلى سيد البيت الأبيض كما أقدمت إسرائيل على الكثير من الارتكابات التي تسيء إلى الولايات المتحدة مثل قصف سفينة التجسس الأمريكية " ليبرتي" قبالة السواحل الفلسطينية المحتلة خلال عدوان الـ1967 كما مارست التجسس عليها من خلال شبكات زرعت في "البنتاغون" من بينها شبكة جوناثان بولارد الذي أفرج عنه العام الماضي وبيع أسلحة أمريكية حساسة لدول أخرى من دون تصريح وغيرها الكثير من الأحداث التي تم تجاوزها من دون أن تؤثر في العلاقات الثنائية.
ولفتت صحيفة الخليج في ختام افتتاحيتها الى ان ترتيب الاجتماع بدا كأنه تم كي يعتذر أوباما لنتنياهو وليس العكس ويرد على شكره لـ"هدية" الـ 38 مليار دولار.. بالقول: "لا شكر على واجب" لأن أوباما قام بواجبه لا أكثر.
أرسل تعليقك