تشتانوغا - مصر اليوم
ما هي العلاقة بين إنقاذ الغوريلا من الإنقراض وبين توفير وسائل منع الحمل للنساء؟ وكيف تساهم الهجرة من الريف إلى المناطق الحضرية في ظاهرة الاحتباس الحراري؟ وما علاقة تخطيط المدن في كينيا بتآكل السواحل في الفلبين؟.هذه هي الموضوعات التي تناولها المؤتمر السنوي 23 لـ "جمعية الصحفيين البيئيين" في الفترة2-6 أكتوبر في ما كان يشار إليها، حتى عام 1960، على أنها " أقذر مدينة في أمريكا ": تشاتانوغا، تينيسي.فبالإضافة إلى استكشاف هذا المركز الحضري الذي تحول بشكل مثير للإعجاب من مناظر طبيعية شديدة التلوث الى نموذج مبهر للإستدامة، اجتمع حوالي 300 من الصحافيين، متجاوزين خلافاتهم، للرد على بعض الأسئلة الأساسية حول هذه المهنة:ما هو دور وسائل الإعلام في عصر التغيير المناخي السريع؟ وكيف يتناول الإعلاميون قضايا الترابط بين السكان والتنمية والأزمة البيئية؟.. والأهم من ذلك، هل ينصت إليهم أي أحد؟.عن هذا، أفادت ميغان باركر -من مركز وودرو ويلسون وعضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين البيئيين- أنه من المتوقع أن يتضاعف سكان الحضر في العالم من 3.4 مليون نسمة في عام 2009، إلى 6.4 مليون بحلول عام 2050.وأضاف مخاطبة ورشة عمل ما قبل المؤتمر بعنوان "من تشاتانوغا الى تشيناي: الإبلاغ عن السكان والاستدامة في عالم يزداد انتشار المدن فيه"، أن إحصاءات البنك الدولي تفيد بأنه في العقد بين الأعوام 1995 و 2005، إحتضنت مدن الدول النامية حوالي 165,000 من القادمين الجدد.. كل يوم. وبحلول منتصف القرن، سوف يعيش في المناطق الحضرية سبعة من أصل 10 شخصا.هذه الأرقام وضعت خبراء السكان في حالة تأهب قصوى منذ فترة طويلة، لكنها نادرا ما تم تداولها في محادثات مائدة العشاء، ناهيك عن عناوين الصفحات الأولى.وعلي ضوء إرتفاع سخونة الكوكب -فحسب أحدث تقرير شامل للامم المتحدة عن التغيير المناخي، من المتوقع أن يصبح القطب الشمالي "خالياً من الجليد" بحلول عام 2050- باشرت الكثير من الأصوات بدق ناقوس الخطر بأن المدن المكتظة هي كارثة على وشك الإنفجار.أما آخرون فيركزون علي الروابط بين الهجرة من الريف وتقلب درجات الحرارة، في مزيج يؤدي لتغيير التركيبة الأساسية لسكان الأرض، الذين عاش 50 في المئة منهم كفلاحي كفاف في عام 2012، وفقا للبنك الدولي.حتى الآن، حاول الصحافيون جمع خيوط هذه الأزمة، لكنهم يحبطون من وسائل الإعلام العالمية المترددة في قبول تقارير صحفية تعتبرها لا تناسب النماذج المعمول بها.عن هذا، قال مراسل لأبرز وكالات الأنباء الأمريكية -شريطة عدم الكشف عن هويته- لوكالة إنتر بريس سيرفس: "إذا كتبنا تقريرا حول كيفية تأثير التغيير المناخي والكوارث الطبيعية على النساء في المجتمعات الفقيرة في الولايات المتحدة، عادة ما يقال لنا إنه تقرير' إنساني'.. وإذا كتبنا عن أخطار الطقس الناجمة من صناعة البناء والتشييد، يقال لنا إنه "تقرير عمال".".. وإذا تحدثنا عن اللاجئين نتيجة لمشاكل المناخ وكيف يفتقرون إلى الخدمات الصحية، يقال لنا إنه تقرير عن "حقوق الإنسان" -لذلك من المستحيل تقريباً ربط مشاكل التغيير المناخي بالتأثيرات على البشرية نتيجة لتلك التغييرات"ونظراً لإضطرارهم للتفكير بشكل جديد تماماً، يحاول الصحافيون توسيع الحدود الضيقة لمهنتهم، من خلال التعامل الوثيق مع الباحثين والنشطاء الذين يرون أن الصلات بين العدالة البيئية والسكانية غير منفصلة بعضها عن البعض الآخر.وعلي سبيل المثال، في جنوب غرب أوغندا، هناك منظمة صغيرة غير حكومية تعرف باسم الحفاظ على البيئة من خلال الصحة العامة، تعاونت مع المجتمعات المحلية المقيمة على هامش الحديقة الوطنية المنعزلة في بويندي، لتحقيق الهدف المزدوج المتمثل في الحفاظ على الغوريلا، وتحسين فرص الحصول على خدمات تنظيم الأسرة.فيبلغ عدد الغوريلا البرية مجرد 880، في ما تعتبر الغوريلا الجبلية هي واحدة من أكثر الأنواع المهددة بالانقراض على وجه الأرض، وفقا لغلاديس كلما-زيكوسوكا، المؤسسة والرئيسة التنفيذية لهذه المنظمة.ويعيش ما يقرب من نصف الغوريلا في المحمية الطبيعية الوطنية المنعزلة في بويندي، التي هي من بين الأماكن الأكثر كثافة سكانيا في كل أفريقيا، والتي تأوي قرابة 200 شخصا في الكيلومتر المربع الواحد .هذه المسألة تعود جزئيا نتيجة للتزايد السكاني الضخم في أوغندا -من 6.5 مليون نسمة في عام 1959 إلي 28.5 مليون نسمة في عام 2008- ومعدل الخصوبة العالي في المنطقة: فمتوسط حجم الأسرة 10 أشخاص في بويندي، بأعلى بكثير من المتوسط الوطني.وقالت غلاديس كلما-زيكوسوكا: "الغوريلا تدخل المستوطنات البشرية حيث يعيش الناس في ظروف بائسة، وحيث يبعد أقرب مركز صحي 20 ميلاً. في هذه الأوضاع، كثيراً ما تضع الغوريلا برازها في محاصيل المزارعين، وتلتقط وتنقل الأمراض مثل الجرب والدرن.والآن، أوغندا -التي تسجل واحدا من أعلى معدلات الإصابة بالسل في العالم- تواجه بالفعل أزمة صحية حقيقية، وتفتقر إلى الموارد اللازمة لمساعدة المجتمعات المحلية النائية ووقف الإنتشار الذي تفاقم بسبب ارتفاع معدل فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز في البلاد .وحاليا، ثمة مبادرة لمساعدة 40,000 شخصا، وتعليمهم كيفية منع انتشار الأمراض من القرد إلى الإنسان، والعكس، وتجنيدهم في جهود الحفاظ على البيئة التي تؤدي لمضاعفة الفرص الاقتصادية .وبالإضافة إلى ذلك، ينشر برنامج ' مثقفي الأقران الأزواج" المعلومات حول خدمات تنظيم الأسرة لمكافحة وفيات الرضع العالية في المنطقة، وتمريض الأمهات، والحد من الزيادة السكانية .فتشرح غلاديس كلما-زيكوسوكا: "الآن، يشمل البرنامج 60 في المئة من النساء، ويستخدمن وسائل منع الحمل.. وشاهدنا زيادة 11 في المئة في حالات تشخص الإشتباه بالإصابة بمرض السل.. كما أن العلماء سجلوا أيضاً عدداً أقل من علامات المرض بين الغوريلا".(آي بي إس / 2013)
أرسل تعليقك