سفانيتي هي منطقة جبلية ساحرة في جورجيا، لازالت تقاليدها وثقافتها القديمة على قيد الحياة منذ آلاف السنين، عندما تزورها ستنبهر بروعة الطبيعة الخلابة التي لم تعبث بها يد الانسان بعد، جبالها الشامخة وأبراجها التاريخية ومأكولاتها اللذيذة وسكانها المحليين سيضيفون الكثير من المتعة لرحلتك لتلك المنطقة.
متعة الحياة في سفانيتي
أول شيء تحتاج إلى معرفته هو أن سفانيتي جميلة بشكل لا يصدق، حيث الطبيعة الخلابة في كل مكان ونسمات الهواء العليل في كل طريق، فتقاليد الحياة هنا تجبرك على البساطة والاستمتاع، فإذا خرجت صباحاً ستجذب ناظريك قمم جبال القوقاز المتلالئة بضوء الشمس الساطع، ثم يلفت انتباهك المراعي الطبيعية والحيوانات الأليفة بين أجمل المزارع والأشجار لتشعر وكأنك في حلم رائع بين أجمل المشاهد البكر التي لا تنتهي.
أبراج المراقبة المدرجة ضمن قائمة اليونيسكو
هناك المئات من أبراج المراقبة في هذه المنطقة المثالية للاستمتاع في جورجيا، إذ تم تأسيسها لصد هجمات الأعداء في العصور الوسطى، ولازالت شامخة عبر قرون من الانهيار والفيضانات إلى جانب الكنوز في بقية البلاد، ويمكنك القيام بجولة إلى بعض تلك الأبراج لتتعرف أكثر على التاريخ المحلي للمنطقة خصوصا مع أهمية تلك الأبراج التي تم إدراجها ضمن قائمة اليونسكو.
معظم هذه الأبراج على ارتفاع بين 20 و25 مترا، ومكونة من أربعة أو خمسة طوابق، ترتبط ببعضها البعض عن طريق السلالم الخشبية الداخلية مع العديد من نوافذ الدفاع الضيقة، ويبدو الأمر وكأنه كان لكل عائلة البرج الخاص بهم حيث يمكن مشاهدة المهاجمين وتأمين محتوياتهم الثمينة، أما حاليا ففقدت غالبيتها وظيفتها، على الرغم من أن الاستثناء الملحوظ هو أن بعض الأسر لا تزال تستخدم الطوابق العليا من الأبراج لتخزين المحاصيل.
الاستمتاع بجمال الطبيعة في جورجيا
هناك العديد من الأماكن في أعالي سفانيتي حيث يمكن للمرء السير والتمتع بالطبيعة والاسترخاء بين البحيرات والشلالات ومشاهد جبل القوقاز المغطاة بالثلوج على ارتفاع أكثر من 4 آلاف متر فوق المروج الألبية التي تتناثر عليها الزهور والتي تمثل فرصا رائعة للسير، علاوة على الطرق المؤدية للقرى الخلابة.
ومن أبرز الأنشطة بين السائحين في المنطقة تسلق الجبال في مجموعات مع السير لمسافات طويلة لاسيما على طول طريق نهر إنغوري الذي يقودك إلى جبل شخارا الجليدي الذي يعد أعلى جبل في جورجيا على ارتفاع 5201 متر فوق سطح البحر.
متحف التاريخ والإثنوغرافيا
يتم جمع أكثر من كنوز سفانيتي في متحف التاريخي والإثنوغرافي في ميستيا، التي تعد المركز الإقليمي الرئيسي لسفانيتي العليا، ومن بين معروضات المتحف أبرز رموز وتحف عائلة سفانيتي المالكة في العصور الوسطى مع توثيق للحياة اليومية للسكان المحليين في ذلك الوقت.
قرية أوشغولي
تعد قرية أوشغولي موطنا لبقايا أحد أقدم الحصون القديمة في سفانيتي، التي يعود تاريخها إلى عهد الملكة تامار، إلى جانب 37 برج يعتقد أنها تعود إلى العصور الوسطى، ومن المثير للإعجاب أن تلك القرية أحد أعلى المستوطنات في أوروبا، وتضم العديد من المعابد والمباني ذات الطراز المعماري الفريد تحت حماية اليونسكو، ما يجعلها من أجمل الأماكن التي تستحق الزيارة.
الإقامة
نظرا لطبيعة الحياة في سفانيتي سيكون النمط الأفضل للإقامة هو منازل العائلات بالمنطقة، حيث يمكن التقرب أكثر لطبيعة السكان المحليين والتعرف على عاداتهم وتقاليدهم مع الاستمتاع بنمط معيشهم التقليدي وطعامهم الرائع .
التغييرات الحديثة
تتجه سفانيتي نحو التطور ببطىء، إذ افتتح مؤخرا منتجع للتزلج بالقرب ميستيا، مع الكثير من سبل الراحة للسائح، ولهذا يمكنك السفر إلى هناك قبل أن يلاحقها التغيير في النمط العمراني والبيئي وتتحول كغيرها من المدن السياحية المزدحمة بالحشود
أرسل تعليقك