لندن ـ كاتيا حداد
إنه جمال لا يُقاوم وسحر لا يمكن تفويت فرصة الاستمتاع به عند الوقوف إلى أحد جانبي اليخت أثناء الإبحار بالقرب من جزر فريجين البريطانية، وهي الفرصة التي يُمكن الحصول عليها من خلال الانضمام إلى الجولة السياحية التي تُوَفِّرها بعض الشركات والتي تتضمن الإقامة على ظهر يخت من يخوت الرفاهية يبلغ طوله 36 قدماً، وتمتد الرحلة الرائعة لسبعة أيام، حيث يرسو اليخت في جزيرة ويكهامز بتورتولا ليستقله السائحون ويبدؤوا رحلتهم التي تتوقف في خمسين جزيرة هي جزر فيرجين.
وتسير اليخوت الصغيرة في مجموعة يمكن تسميتها بأسطول صغير يتحرك من جزيرة إلى أخرى. وفي مقدمة الأسطول يخت يستقله قادة الرحلة والمهندسون لتوفير المساعدة لأي من السائحين عند وقوع أي مشكلة. وفي جلسة مسائية يومية مع البحارة المسؤولين عن قيادة اليخوت، يتم إعلام الجميع بالطرق البحرية التي ستسلكها اليخوت في اليوم التالي حيث يُسمح لمن لديهم الرغبة والخبرة اللازمة في الإبحار من بين السائحين بالذهاب في جولات في البحر شريطةً العودة والتجمع في موعد أقصاه السادسة مساءً من كل يوم لضمان سلامة الجميع حيث يتناول الجميع في هذا التوقيت وجبة غداء تعزز التفاعل الاجتماعي بين أفراد الفوج.
ويُعتَبَر الإبحار في مياه جزر فيرجين من أكثر تجارب البحار متعة حيث تتسم الطرق بالسهولة واليسر والوضوح ويمكن لمن لديهم القدرة على الإبحار رؤية الوجهة التي يقصدونها بسهولة قبل الوصول إليها. وأثناء الإبحار يبتلع اللون الأزرق محيط اليخت حيث المياه الفيروزية الصافية والسماء الزرقاء الصافية التي لا يشوبها سوى بعض البياض هو لون السحب الخفيفة التي تزين أرجاء السماء في الأُفُق البعيد. وعندما تواتي الرياح اتجاه البحار في يخت الرفاهية، يكون الوقت قد حان للمزيد من المتعة حيث يمكن للركاب الاسترخاء والراحة من عناء القيادة حيث تدفع الرياح اليخت في هدوء بسرعة ثلاث عُقَدٍ بحرية. ويمكن ساعتها إيقاف المحرك والجلوس في هذه البيئة المائية الرائعة والطبيعة البحرية البكر التي لم يصل إليها التلوث مع الاستمتاع بأنغام خرير المياه المحيطة بالسائحين من كل مكان.
وعادةً ما يرسو السائحون في مارينا، وهي جزيرة صغيرة جداً، تتسم بشاطئها الآمن المناسب للرُّسُوِّ. كما يتوافر في مارينا مطعم. وبمجرد الرُّسُوّ على شاطئ مارينا وربط القارب والتوجه إلى المطعم لتناول وجبة مميزة، يواجه السائحون صندوق هاتف أحمر يُذَكِّر الجميع بأن الجزيرة بريطانية.
وفي التجمع الليلي، يتقابل الجميع حيث تتلاقى الأسر المُكَوِّنة للأفواج السياحية، وغالباً ما يصطحبون أطفالهم، ليتعرف الجميع على بعضهم البعض ليكتشف الحضور أن معظمهم يعملون في وظائف مرموقة فهناك رؤساء الشركات، الأطباء والمضاربون في البورصة والذين يرتدون جميعاً ملابس بسيطة وخفيفة تتناسب مع طبيعة الرحلة والطقس السائد، حيث أنهم في هذه الرحلة يعملون في مهنة واحدة فكل شخص من هؤلاء بَحَّارٌ مسؤول على اليخت الذي يحمل أسرته، ويتناول الجمع الليلي خليطاً من العصائر الطازجة مع وجبات مصنوعة من أجود أنواع الأسماك الطازجة أيضاً.
وبعد أن يغط الجميع في نومٍ عميقٍ طوال الليل، يستقيظون في اليوم التالي ويبدأون رحلتهم إلى مرفأ سبانيش تاون في جزيرة جوردا، أحد أجمل جزر فيرجين، للاستمتاع بما يُطلق عليه "الحمامات"، وهي عبارة عن تكوينات من الصخور تُكَوِّن فيما بينها ما يُمكن استخدامه كأحواض سباحة، حيث يبدأ السائحون في ممارسة السباحة في المياه شديدة البرودة بعدها ينطلقون إلى أحد البارات على الجزيرة لتناول المشروب الرسمي للمكان والذي يسميه البعض "المسكن".
وفي طريق العودة، يجد السائحون أنفسهم مجبرون على تشغيل محرك اليخت مرة ثانية، حيث تعلو الأمواج ليصل ارتفاعها إلى 6 أقدام. ويمضي هؤلاء البحارة الهواة في طريقهم ليمروا على تجمعات الشعاب المرجانية الرائعة. كما تتوقف اليخوت لشراء الأسماك من حاويات الصيد في عرض البحر للحصول على أسماك طازجة من الدرجة الأولى يراها السائحون أثناء اصطيادها وهي لا زالت حية، وعند الرُّسُوِّ على أي من شواطئ الجزر الـ 50 المُكَوِّنة لمجموعة جزر فيرجين البريطانية تبدأ حفلات الشواء.
أما الجزء الأطول من هذه الرحلة فيقطعه السائحون إلى جزيرة جاردن باي حيث يمكن التوجه إلى منتجع حافل بالمناظر الطبيعية الخلابة لالتقاط بعض الصور التذكارية قبل انتهاء الأيام السبعة.
أرسل تعليقك