لندن ـ كاتيا حداد
تم أخيرا افتتاح فرع لـ "سليب ستوديو" Sleep Studio (متجر به جميع ما يساعد على النوم) في سوهو SoHo، وهي خطوة منطقية تماما في حي تحول على مدار بضعة عقود من متاجر الحلويات إلى المصارف الاستثمارية إلى وجهة للسائحين المرعبين الذين تأخروا عن رحلاتهم الجوية ويرغبون في رؤية متجر محلي شهير مثل Agent Provocateur للملابس الداخلية.
في الواقع، ستجد داخل المتجر الألعاب والدمى الجنسية التي أصبحت منتشرة في معظم الثقافات الغربية لدرجة تدفع للرتابة، حتى أن الواجهة الزجاجية مليئة بهم، فهم يستخدمونهم عاملا مساعدا على الاسترخاء.
قالت إحدى الموظفات التي امتلأ صدرها العريض بالوشم وبدت ودودة للغاية: كان من المفترض أن يكونوا أكثر رقيا من ذلك. وأضافت "ماذا الذي يمكن فعله بهذه الدمى على أية حال؟ أنا لا أعرف".
والحقيقة انك ستجد أيضا في متجر "سليب ستوديو" مجموعة صغيرة من الملابس الداخلية (ثوب نوم أسود لانجليكا تيدي بمبلغ 313 دولار). ولأن المهمة الأساسية ليست إثارة الغرائز بل التهدئة، فستجد معها نعلاً من الكشمير يشبه نعل الجدة، وهناك بعض الطنين الخفيف الذي يبعث على الاسترخاء مع بعض الوسائد المغرية من الريش، والتي تحمل علامة تجارية تقول إنها مجرية أو من سيبيريا، أحد هذه الوسائد كان يلمسها بفتور زوجين شابين في أحد أيام الآحاد أخيرا. وقد احتوى المتجر على نسخة من هذا الفراش لكن بحجم كبير يبدو وكأنه صنع بالطلب ويبلغ ثمنه 6500 جنيه.
وغني عن الإشارة، أن المشروب هنا ليس شاي ليبتون ولكن بدلاً منه مشروب البابونج والكركديه اللذان يبعثان على الاسترخاء. وتحت الثريا التي تذكرك بأوبرا "بحيرة البجع" أو بمنفضة ريشية ضخمة (وثمنها 250 دولارا)، ستجد آرون، وهو موظف يبدو أنه تم توظيفه فقط لما يتمتع به من رباطة جأش، وقد سكب لي كوب من شراب وردي لذيذ يدعى بالانسينج انفيوجن Balanchine Infusion.
وإلى جانب الشاي، أخذ أرون يقرأ على بعض النصائح من كتاب بعنوان "ليلة شفاء: علم وروح النوم، والحلم، والصحوة" للكاتب روبين نايمان والذي يباع جنبا إلى جنب مع كتاب فرويد "تفسير الأحلام" و"حكايات الأخوان جريم".
وأخذ يقول لي النصيحة رقم واحد: قم بإخراج جميع الساعات من غرفة نومك. رقم 2: الجأ فقط للضوء الأزرق الخافت. أنا أعلم أنه يبدو مخيفاً إلى حد ما، ولكن لا تشعل ضوءا ليس خافتا. أتعلمون، فإن المتجر يعرض مثل هذه المصابيح الخافتة بلون بسعر40 دولارا.
الحقيقة أنه لم يسعني سوى أن أشعر ببعض اليأس وخيبة الأمل لأن المكان الذي كان من المفترض أن يكون رومانسيا مظلما تحول إلى مكان مترف ملىء بالإكسسوارات التي لا لزوم لها. لقد تحول النوم إلى شىء جديد ملىء بالريش.
أرسل تعليقك