استقبل سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات في قرية بوذيب العالمية للقدرة أمس، مانويل بانديرا دي ميلو مدير رياضة القدرة بالاتحاد الدولي للفروسية، وذلك على هامش فعاليات مهرجان الفروسية العاشر في بوذيب، وتبادل سموه مع ضيفه الحديث حول القوانين الجديدة لقرية بوذيب التي وجه بها حيث أثنى المسؤول الدولي عليها.
وقال مانويل: إن هذه القوانين مهمة ومن شأنها إحداث تغيير جذري في سباقات القدرة والتحمل لجانب المحافظة على صحة ولياقة الخيل، مشيراً إلى أن ندوة سباقات الخيل الأولى التي نظمت في بوذيب حول هذه القوانين وضمت نخبة من أبرز مسؤولي وخبراء سباقات القدرة في العالم وما دار فيها من آراء وأفكار يؤكد صحة وصواب رؤية سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان المستشرفة للمستقبل.
وأكد أنه سيطالب اتحادات الفروسية المحلية والعالمية لتعميم فكرة وقوانين سباقات القدرة في بوذيب على مستوى العالم.. منوها إلى أن بوذيب وصلت إلى العالمية بقوانيها ورؤية سموه الثاقبة.
ولقيت ندوة سباقات الخيل التي ركزت على قوانين بوذيب لركوب القدرة ترحيباً كبيراً، حيث ذكر عدد من الخبراء أن قوانين بوذيب فرضت على الاتحاد الدولي للفروسية إعادة النظر في قوانينه لسباقات القدرة.
وتقدم جميع المتحدثين بخالص الشكر والعرفان لسمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان على رؤيته للحفاظ على الخيل وصحته وضمان سلامته، مشددين على أهمية تطبيقها على مستوى العالم، وتأكيد سموه أن الخيل مخلوق شجاع ومسؤوليتنا الحفاظ عليه وحمايته.
وعقدت الندوة الدولية الأولى حول سباقات القدرة والتحمل في القاعة الكبرى بقرية بوذيب، بمشاركة وحضور نخبة من الخبراء والمهتمين من دول العالم الذين قدموا محاضرات وأوراق عمل تهتم بحالة الخيل الصحية ومتابعة الإجراءات البيطرية للحفاظ على صحتها.
وأوضحت ديدري هايد مسؤولة قسم التوليد في مزرعة ورسان من خلال ورقة عمل في افتتاح الندوة أن سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان أكد من خلال بروتوكول بوذيب لركوب القدرة على الحفاظ على الحالة الصحية للخيل والسعي إلى تطوير رياضة القدرة والسباقات، لاسيما لجهة تقليل السرعة إلى 20 كلم وأيضا معدل نبض القلب للخيل إلى 56 نبضة في الدقيقة الواحدة.
وركزت هايد على القوانين الجديدة المطبقة في قرية بوذيب والنتائج الإيجابية التي تم تحقيقها خاصة بشأن تجنب الحوادث الخطيرة للخيل، حيث إن السرعة تقتل الحيوان كما الإنسان، مشددة على أهمية توعية الفرسان والفارسات وتدريبهم على مهارات الفروسية وكيفية تقديم العناية والرعاية للخيول.
من جانبه، قال الأميركي ديوب هويتد مستشار الاتحاد الدولي للفروسية لدى الإمارات، إن قوانين بوذيب أمل الفروسية على مستوى العالم، حيث تطرق إلى هذه القوانين ومدى نجاحها في سباقات الركوب في قرية بوذيب.
كما تناولت الدكتورة سو ستوف من الإدارة البيطرية بجامعة كاليفورنيا الحالات الصحية الحرجة والعرج في الخيل وأساليب العلاج والرعاية الصحية التي من شأنها العمل على المحافظة على صحة مستدامة لخيول السباقات.
وقال الدكتور جيمس بريانت الخبير الكندي في سباقات القدرة والفروسية خلال ورقة عمل له، إن النظام الجديد في بوذيب يشكل ثورة في عالم الفروسية وأنظمتها، مشيراً إلى أن الإحصائيات تشير إلى تحسن وتطور قوانين السباقات من خلال الرقابة على سرعة الخيول للمحافظة على سلامتها وصحتها، كما تطرق إلى تطور أعمال الرقابة البيطرية على صحة الخيول خلال السباقات وفقا للقوانين الجديدة.
وأكد الدكتور علي الطويسي رئيس قسم البيطرة باتحاد الفروسية أن القوانين الجديدة شددت على إعطاء جائزة أفضل حالة خيل بعد نهاية السباقات وقياس السرعة ونبضات القلب، منوهاً بأن السرعة بقيت مفتوحة لكن المعايير اهتمت بنبضات القلب «56» نبضة وتم اعتمادها لتخفيف السرعة في مسارات السباق، وأن معايير نجاح أي سباق تتصل بنسبة الخيول التي تنهي السباق وعددها من حيث اجتيازها لمراحل السباق دون إصابات.
وأشار اللواء كيفين كروك خبير في سباقات القدرة من كندا إلى أهمية التغيير في مجال سباقات القدرة وأنه أمر محتوم وعلى الأشخاص التكيف مع التغيير.
وقال إن الدليل على نجاح التغيير هو ما تم في قرية بوذيب، مشدداً على أنه من دون هذه التعديلات لا مجال لتحقيق النجاح وأنه شاهد بنفسه نجاحات بوذيب الجديدة، مهنئاً القرية على التطور الذي وصلت إليه مستويات سباقات القدرة والتحمل.
وأشار المدرب الدولي إيميت روز الرئيس السابق لقسم الفروسية لدى فريق القدرة الأميركي عضو منظمة سباقات الفروسية العالمية في مدينة برومونده الكندية في ورقة عمله إلى الممارسات السلبية السابقة لأصحاب الخيول والفرسان، منوهاً بأن الحال قد تغير وتحسن بفضل «بروتوكول بو ذيب».
من جانبه، ثمن الطبيب البيطري الدكتور هنك باسون رئيس اللجنة البيطرية من جنوب أفريقيا جهود سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان وما تحقق من إنجازات واصفا ما تحقق بأنه نجاح باهر، حيث ازداد عدد الخيول المتسابقة فيما قلت الإصابات، بل تلاشت في بعضها.
وقال الدكتور براين شيهان رئيس اللجنة البيطرية بالاتحاد الدولي للفروسية، إن ما تحقق في قرية بوذيب جهد مقدر، لاسيما فيما يتعلق بسلامة الخيول وان ما نشهده من تقدم متسارع أكبر بكثير مما شاهدته في أكثر من عقد، وأملي كبير في استمرار ومتابعة هذا التطور والنجاحات بفضل ما يكرسه سمو الشيخ سلطان بن زايد من اهتمام وجهد لهذه الغاية.
وقدم الدكتور فرانسوا كيربول من فرنسا ومسؤول أجهزة التوقيتات والمراقبة بالسباقات والحكم الدولي في الاتحاد الدولي للفروسية عرضا توضيحيا عن تطور مشروع «بروتوكول بوذيب»، حيث أصبح هذا المشروع يعرف بهذا الاسم، مشيراً إلى القوانين الجديدة وكيفية احتساب العلامات وتصنيف الفائزين.
وشدد على أن الهدف من القوانين الجديدة هو قتل السرعة لا الحصان؛ لأن حماية الحصان هي الأهم.. مشيراً إلى أن من الأمور التي تثير الفخر والاعتزاز في قرية بوذيب أن العيادة البيطرية قد لا يزورها أي جواد في بعض السباقات.
ودار نقاش ومداخلات حول ما جاء في محاور الندوة التي اختتمت بتقديم الشكر والثناء على رعاية واهتمام سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان بالخيل والفرسان وحفظهما ورعايتهما على أكمل وجه.
أرسل تعليقك