أكد رياضيون أنه لا يوجد ما يمنع أندية العين والجزيرة والوحدة والوصل من المنافسة على لقب دوري أبطال آسيا، وتحقيق حلم الكرة الإماراتية بالفوز باللقب القاري للمرة الثانية في تاريخها، إذ فاز العين باللقب الوحيد في 2003، وغاب بعدها التوفيق عن الأندية الإماراتية، رغم التأهل إلى النهائي ثلاث مرات، بواقع مرتين عن طريق العين في 2005 و2016، والأهلي في 2015.
وحددوا لـ«الإمارات اليوم» خمسة أسباب تدحض أي حجج تسوقها الأندية في حال فشلها بالمنافسة على لقب دوري أبطال آسيا، مشيرين إلى أن كل الإمكانات متوافرة للأندية في الظهور بشكل قوي، خصوصاً أنها في المقام الأول تشارك باسم كرة الإمارات، ولا مجال للتضحية بسمعتها، بحجة التركيز على البطولات المحلية، عموماً، ودوري الخليج العربي، خصوصاً، الذي يؤهل الفائز به إلى كأس العالم للأندية 2018 في أبوظبي.
من جهته، أكد لاعب المنتخب الوطني والوصل السابق، فهد عبدالرحمن، أن اتحاد الكرة مطالب بأن يعقد اجتماعاً مع الأندية الأربعة التي ستمثل الدولة في دوري أبطال آسيا بالموسم الجاري، لمعرفة احتياجات هذه الأندية والمشكلات التي تواجهها سواء كانت مادية أو فنية أو إدارية، لضمان ظهورها بالصورة التي تليق بالكرة الإماراتية، مشدداً على أن الإمكانات التي تتمتع بها الأندية الإماراتية تؤهلها للمنافسة على اللقب.
وقال: «لا أتوقع أن يكون قرار الاتحاد الآسيوي بشأن رفضه خوض المباريات على الملاعب المحايدة، مؤثراً أو عذراً في حال الإخفاق، خصوصاً أن الأندية يجب أن تتعامل مع الأمر الواقع، ويكون تركيزها على الظهور بشكل قوي، وألا تخرجنا مشكلة الملاعب المحايدة من أجواء البطولة».
أمّا بالنسبة لتأثير تركيز العين والوحدة والوصل في المنافسة على لقب الدوري، وإمكانية التضحية بالبطولة القارية مع ضغط المباريات، قال: «المشكلة الأساسية ستكون بالنسبة للاعبين، وإعدادهم بصورة جيدة لمواجهة ضغط المباريات، وذلك مرتبط بأن يكون اللاعب محافظاً على نفسه خارج الملعب، وأن يؤدي نظاماً تدريبياً يتماشى مع المباريات، إلى جانب نظام التغذية، والعديد من الأمور الخارجية بعيداً عن الجوانب الفنية والتكتيكية».
وأشار عبدالرحمن إلى أن الجمهور يقع على عاتقه دور كبير في إنجاح مهمة الأندية في أبطال آسيا، وقال: «يجب أن يشهد جميع المباريات حضوراً جماهيرياً كبيراً من جميع الأندية، خصوصاً أن الأندية الأربعة تمثل الدولة».
واتفق المستشار الفني السابق لنادي الجزيرة عضو المكتب التنفيذي للجنة دوري المحترفين، عبدالحميد المستكي، في الرأي حول أن الأندية الأربعة مطالبة بتقديم كل ما لديها في دوري أبطال آسيا، وتمثيل الدولة بأفضل صورة.
وقال المستكي، إنه في كل موسم تظهر نغمة أن الأندية ستحقق نتائج سيئة في أبطال آسيا، وأنها غير مؤهلة للمنافسة، مشيراً إلى أن السنوات الأخيرة أثبتت أن هذه النغمة غير واقعية، وأن الأندية الإماراتية باتت من ضمن الأبرز في القارة الآسيوية، والدليل تأهل العين إلى نصف نهائي 2014، والأهلي إلى نهائي 2015، والعين إلى نهائي 2016، والعين ودّع البطولة الموسم الماضي من ربع النهائي.
وتابع: «الأندية الأربعة اجتهدت الموسم الماضي، لنيل شرف المشاركة في دوري أبطال آسيا، ولا أتوقع أنه بعد المجهود الذي بذلته الأندية أن تضحي بالظهور بشكل جيد في البطولة، إذ إن تمثيل الدولة شرف لا يضاهيه شرف».
وقلل المستكي من تخوّف البعض من تراجع مستوى الجزيرة في الموسم الجاري، موضحاً: «الأمر نفسه حدث قبل مشاركة (فخر أبوظبي) في كأس العالم للأندية، ولكن الفريق ظهر بمستوى رائع، وقدم بطولة تاريخية، لذلك مستوى الجزيرة في البطولات المحلية ليس مقياساً لما يمكن أن يقدمه في أبطال آسيا، والأمر نفسه بالنسبة لتركيز العين والوحدة والوصل في الدوري لا يعني أنهم لن يظهروا بمستوى جيد في البطولة القارية».
وختم: «النسخة الحالية من أبطال آسيا مهمة للغاية في إعداد اللاعبين لكأس آسيا 2019، خصوصاً أن الأندية الأربعة تضم القوام الأساسي للمنتخب، وظهور هؤلاء اللاعبين بمستوى جيد، يسهم في تسهيل مهمة الجهاز الفني للمنتخب».
بدوره، أكد لاعب المنتخب الوطني ونادي الوحدة السابق ياسر سالم، أن تأهل العين إلى دور المجموعات، واكتمال عقد الأندية الأربعة يعد أمراً طبيعياً، مشيراً إلى أن «الزعيم» من أفضل الأندية التي مثلت الدولة في دوري أبطال آسيا، بينما أوضح أن الأندية الأربعة تضم نخبة من أفضل اللاعبين المواطنين والأجانب تساعدها على تقديم مستويات قوية، وتحقيق نتائج إيجابية.
وقال ياسر سالم إن المسؤولية ستكون كبيرة على الأندية الأربعة لتمثيل الدولة بأفضل صورة، مشيراً إلى أنه يرى أن ضغط المباريات في الفترة المقبلة بالبطولات المحلية مع بداية دور المجموعات لدوري أبطال آسيا، لن يؤثر في مردود أندية العين والوصل والوحدة والجزيرة بالبطولة القارية.
وأضاف: «جدول المباريات مناسب تماماً للأندية، وبات أمراً طبيعياً في كل موسم أن نشاهد خوض الأندية مباراة كل ثلاثة أو أربعة أيام، إلى جانب أنه مع وصول الأندية إلى المراحل المتقدمة في البطولة تكون هناك مرونة في أوقات المباريات، لدعم الأندية في مشوارها بأبطال آسيا».
وتحدث سالم عن حظوظ كل فريق، قائلاً: «قد يكون الوصل الأقل خبرة بين الأندية المشاركة، خصوصاً أنه يشارك بعد غياب طويل، ولكن مجموعته متوازنة، ويستطيع بقليل من الهدوء في التعامل مع المباريات أن يتأهل إلى دور الـ16، أما الجزيرة أرى أن مستواه في الدوري ليس مؤشراً لما يمكن أن يقدمه في أبطال آسيا، في المقابل يبدو الوحدة في أفضل حالاته، ولديه القدرة على مواصلة تألقه في البطولة القارية، والأمر نفسه بالنسبة لنادي العين الأكثر خبرة في هذه البطولة».
أمّا لاعب المنتخب الوطني ونادي العين السابق، حميد فاخر، فقال إن تأهل الأندية الأربعة للمشاركة في دوري أبطال آسيا، يعني أنها يجب أن تكون مستعدة للمشاركة في البطولة الأهم في قارة آسيا، خصوصاً أنها تمثل الدولة، ويجب أن تكون جاهزة للظهور بمستوى مشرف. وأوضح: «تحمل المسؤولية وإدراك قيمة تمثيل الدولة في دوري أبطال آسيا، يكفيان لأن تظهر الأندية بمستوى جيد، وتحقق نتائج تليق بسمعة الكرة الإماراتية، لأن هذه الأندية لا تمثل نفسها، ويجب أن تقدم كل ما لديها». وأضاف: «يجب التعامل بكل جدية مع بطولة أبطال آسيا، ومن خلال النسخ السابقة، يتضح أنه لا يوجد فروق كبيرة في المستويات بين الأندية المشاركة، وأرى أن المشكلة الحقيقية تكمن في أنديتنا واللاعبين، بألا يظهروا بمستواهم المعروف عنهم».
وأشار فاخر إلى أن حجة المنافسة على لقب الدوري، الذي يؤهل الفائز بلقبه إلى كأس العالم للأندية 2018 في أبوظبي، ليست منطقية، مؤكداً أن «الأندية في الوقت نفسه لن تتأثر بضغط المباريات، ولديها الإمكانات التي تؤهلها للظهور بشكل جيد في جميع البطولات، بينما شدد على أنه لا يمكن استبعاد الجزيرة من الترشيحات لتقديم مستوى جيد بسبب تراجع مستواه في الدوري»، لافتاً إلى أن ما قدمه «فخر أبوظبي» في مونديال الأندية العام الماضي، يؤكد أنه قادر على الظهور بشكل جيد، والأمر نفسه بالنسبة إلى أندية الوصل والعين والوحدة.
أرسل تعليقك