حدد رياضيون إماراتيون سبعة مطالب أساسية، على المدرب الجديد للمنتخب الوطني، المزمع التعاقد معه خلال الساعات القليلة المقبلة، تنفيذها لدى استلام زمام الأمور الفنية في الأبيض، أبرزها ضرورة أن يختار طريقة اللعب بما يتناسب مع أداء ومستوى لاعبي المنتخب، والاستعانة بعناصر جديدة، وإصلاح المنظومة الدفاعية التي تعاني خللاً واضحاً، ظهر بوضوح في المباريات السابقة، إضافة إلى قدرته على وضع استراتيجية جديدة حتى أمم آسيا 2019. وتمثلت المطالب الـ7 في
1- اختيار طريقة لعب تتناسب مع مستوى لاعبي المنتخب.
2- فرض شخصيته القيادية.
3- الفهم السريع للكرة الإماراتية.
4- اكتساب تعاون اللاعبين وحسن التعامل معهم.
5- إصلاح المنظومة الدفاعية.
6- الاستعانة بعناصر جديدة.
7- وضع استراتيجية طويلة المدى حتى 2019.
واقترب اتحاد الكرة من التعاقد مع الأرجنتيني إدغاردو باوزا، ليكون مدرباً للأبيض خلفاً للمدرب الوطني مهدي علي، الذي قدم استقالته عقب الخسارة من أستراليا بهدفين دون رد، في تصفيات كأس العالم. وقال رياضيون، لـ"الإمارات اليوم"، إن "باوزا في حال توقيعه رسمياً على عقد تدريب الأبيض، سيكون مطالباً بالفهم السريع للكرة الإماراتية، والتعرف إلى سلبياتها، وضرورة وضع علاقة جيدة مع اللاعبين".
وقال عضو مجلس إدارة نادي الوحدة، الدكتور جمال الحوسني، إن "من أهم الأشياء المطلوبة في المدرب الجديد، أن يكون جريئاً في اتخاذ القرارات، وأن يستعين بعناصر جديدة، بعدما تراجع مستوى بعض العناصر التي كان يعتمد عليها المدرب السابق مهدي علي"، مضيفاً: "أرى أن باوزا مطالب - في المقام الأول - بإصلاح المنظومة الدفاعية التي عانت في مباريات المنتخب الأخيرة بتصفيات كأس العالم، خصوصاً من على الأطراف، والتي شكلت نقطة ضعف واضحة في الخط الخلفي".
وأوضح: "المدرب الجديد مطالب، أيضاً، بضرورة أن يضع استراتيجية طويلة المدى حتى 2019، والخاصة ببطولة أمم آسيا والتي ستقام في الإمارات، دون أن يكون تركيزه على كأس العالم فقط، خصوصاً أن حظوظنا في التأهل باتت صعبة للغاية". ومن جهته، أكد نائب المدير التنفيذي للنادي الأهلي، السابق، محمد فرج، أن "عملية اختيار المدرب الجديد للمنتخب الوطني الأول لكرة القدم، من المفترض أن تخضع لعوامل عدة، يتم تحديدها بعد معرفة الأهداف التي يرغب اتحاد الكرة في تحقيقها، وهي إذا كان المدرب سيتم التعاقد معه لخوض المباريات المتبقية في تصفيات كأس العالم، أم للهدف الأبعد وهو كأس آسيا 2019، التي تستضيفها الدولة".
وقال فرج إن "جنسية المدرب من العوامل المهمة في اختياره، لتظل الأنسب مع طريقة أداء اللاعبين"، داعياً إلى أن "يكون هناك سقف للراتب الذي سيحصل عليه المدرب الجديد، وألا يكون مبالغاً فيه، على أن يكون التركيز على جانب حصوله على حوافز ومكافأة عن كل إنجاز يحققه، وتتم كتابة ذلك في العقد، ما يسهم في أن تكون لديه رغبة دوماً في تحقيق الأفضل".
وقلل نائب المدير التنفيذي السابق للنادي الأهلي من وجود تأثير عامل اللغة، وطريقة تفاهم المدرب مع اللاعبين، مؤكداً أن وجود مترجم، إضافة إلى أن كرة القدم لغة عالمية، واللاعبين تعاملوا مع العديد من المدربين من المدارس المختلفة، ولن يجدوا صعوبة في فهم المدرب الجديد، حتى إذا لم يكن يتحدث الإنجليزية. وشدّد فرج على أنه كان يتمنى أن يكون المدرب الجديد على دراية بالكرة الإماراتية، لجعل فترة تعرفه إلى اللاعبين والمنتخب أقصر.
بدوره، قال لاعب الوصل السابق، بدر حارب، إنه يجب التركيز على القدرات الفنية للمدرب، بصورة أكبر من النظر إلى جنسيته، مؤكداً أنه هناك العديد من التجارب لمدربين، من جنسيات ليست لديها نجاحات كبيرة على المستوى التدريبي، ومع ذلك حققت نجاحاً، من خلال كفاءة هؤلاء المدربين. وأشار إلى أنه يجب التضحية في مسألة راتب المدرب، موضحاً: "المنتخب الوطني يخوض مرحلة مهمة من تصفيات كأس العالم، إضافة إلى الاستعداد لكأس آسيا 2019، ومع ضيق الوقت لا يوجد مجال للعديد من الخيارات، ومع علم المدربين بأن الأبيض بحاجة إلى مدرب في أسرع وقت ستكون هناك مبالغة في المطالب المادية، لكن لا مجال سوى التضحية، مع تمنياتنا أن تكون له نتيجة في النهاية، وتتحقق نتائج إيجابية".
وأكد حارب أن عامل اللغة لن يكون عائقاً في نجاح المدرب الجديد لـ"الأبيض"، مشيراً إلى أن "اللاعبين لديهم خبرة كبيرة، وسبق لهم التعامل مع العديد من المدربين من المدارس المختلفة، ولن يجدوا صعوبة في التعامل مع المدرب أو استيعاب الخطط الفنية، بينما أكد أن مسألة دراية المدرب بالكرة الإماراتية تعد عاملاً إيجابياً، لكنها ليست حاسمة أيضاً في اختيار المدرب"، وقال "بالتأكيد أن يكون المدرب سبق له التدريب في الإمارات أو المنطقة عامل إيجابي، لكن هناك تجارب أخرى ناجحة لم تتأثر بخوضها أول تجربة في الدولة، وأبرز مثال مدرب الوصل الأرجنتيني رودولفو أروابارينا الذي فرض نفسه مدرباً ممتازاً، وحقق نتائج رائعة مع الوصل، رغم أنه أول مرة يقوم فيها بالتدريب خارج الأرجنتين".
وأوضح لاعب الوصل السابق أن تحكم اللاعبين في مسألة نجاح المدرب من عدمها، واقتناعهم بالمدرب، تخضع لاتحاد الكرة، وقال: "يجب أن نوجه رسالة إلى اللاعبين أهم ما فيها هو أن لهم دوراً محدداً مثل الموظف يجب أن يقوموا به، حتى إذا لم يكن هناك اقتناع بالمدرب، لأنهم في النهاية يمثلون الدولة، كما أن اتحاد الكرة يجب أن تكون له سيطرة في هذا الجانب، بحيث لا يتذمر بعض اللاعبين بسبب عدم مشاركتهم أو خروجهم من القائمة، وعلى سبيل المثال المدرب الفرنسي زين الدين زيدان، يتلقى انتقادات بسبب عدم إشراكه الإسباني إيسكو مع ريال مدريد، لكن زيدان يطبق ما يراه كمدرب ولم نجد تذمراً من اللاعب، وإنما يؤدي المطلوب منه عندما يشارك في المباريات".
أما لاعب المنتخب الوطني السابق فهد عبدالرحمن، فأكد أن "نجاح المدرب الجديد يتوقف - في المقام الأول - على تعاون اللاعبين معه من عدمه". وقال: "هذا الجيل من اللاعبين هم أنفسهم من حققوا إنجازات الوصول إلى الأولمبياد، والفوز بخليجي 21، والحصول على الميدالية البرونزية في آسيا مع المدرب الوطني مهدي علي، وهم أنفسهم الذين أخفقوا في تصفيات كأس العالم مع المدرب ذاته". وأضاف: "لذلك يجب على اتحاد الكرة أن يركز أكثر مع المدرب الجديد، على ضرورة إعادة تأهيل اللاعبين نفسياً للمباريات المتبقية في تصفيات كأس العالم، والتعرف إلى المشكلات التي عانى منها الأبيض في الفترة السابقة، وأثرت سلباً في النتائج، لكي يبدأ العمل من حيث ما انتهى إليه المدرب السابق مهدي علي". وزاد: "من النقاط المهمة الأخرى علاقة المدرب باللاعبين، فهو ليس مطلوباً منه أن "يمسك بالعصا، أو أن يلين في التعامل ليكسب حب واحترام اللاعبين، بل إن عمله داخل أرضية الملعب، وعلاقة الاحترام خارج الملعب، سيساعدانه على تحقيق النجاح الذي نأمله".
أرسل تعليقك