فيما سيتيح الحكم بإلغاء القرار الصادر بإيقاف مانشستر سيتي الإنجليزي عن المشاركة الأوروبية في الموسمين المقبلين فرصة جيدة أمام جماهير اللعبة في القارة الأوروبية بالاستمرار في مشاهدة مجموعة من أبرز النجوم يتنافسون مع باقي الفرق على لقب البطولة، قد يصبح الحكم بإلغاء إيقاف الفريق أمرا سيئا بالنسبة لقاعدة اللعب المالي النظيف.
ونجح مانشستر سيتي في التماسه أمام المحكمة الدولية للتحكيم الرياضي (كاس) في أن يضمن المشاركة في بطولات الأندية الأوروبية خلال الموسمين المقبلين حال التأهل إليها وهو ما ضمنه بالفعل في الموسم المقبل من خلال موقعه في المركز الثاني بالدوري الإنجليزي هذا الموسم.
ولكن هذا الحكم الصادر من (كاس) أثار استفسارات وسؤالا واضحا عما إذا كانت قاعدة اللعب المالي النظيف ماتت بالفعل.
وفي بيانه الذي صدر عقب حكم (كاس) مباشرة، دافع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) بشدة عن قواعد اللعب المالي النظيف مؤكدا على الأهمية التي ما زالت تحظى بها في عالم اللعبة.
وأوضح اليويفا :"على مدار السنوات القليلة الماضية، لعبت قواعد اللعب المالي النظيف دورا بارزا في حماية الأندية ومساعدتها على الاستدامة المالية. اليويفا ورابطة الأندية الأوروبية (إيكا) ما زالا ملتزمين بمبادئهما".
وفي قراره الأصلي بإيقاف مانشستر سيتي ، والذي اعتمد على رسائل بريد إلكتروني مسربة من النادي ونشرتها مجلة "دير شبيجل" الألمانية ، أوضح اليويفا أن الشيخ منصور بن زايد مالك نادي مانشستر سيتي استخدم ثروته الخاصة لتمويل جزء كبير من عقد الرعاية المبرم مع شركة طيران "الاتحاد" الإماراتية في موسم 2015/2016 وذلك بقيمة تبلغ 67.5 مليون جنيه استرليني.
وألغت (كاس) قرار إيقاف مانشستر سيتي ، ولكن وكما ذكرت صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية اليوم الثلاثاء :"في الواقع، أفلت سيتي بناحية فنية".
وكان قرار اليويفا الذي صدر في فبراير الماضي، تضمن غرامة مالية قدرها 30 مليون يورو (34 مليون دولار) ولكن (كاس) قلصت الغرامة المالية إلى عشرة ملايين يورو.
ومن خلال هذا، أوضحت (كاس) أن العديد من الانتهاكات التي اكتشفها اليويفا كانت "مقيدة بالزمن"، وأن مرور أكثر من خمس سنوات يعني التأخر الشديد، بموجب القواعد، بالنسبة لهم.
وذكرت (كاس) أمس الاثنين أن انتهاكات أخرى "لم يتم إثباتُها".
ورغم أن غرامة العشرة ملايين يورو، ستكون هزيلة مقارنة بعائدات النادي الضخمة والثروة الكبيرة للشيخ منصور والعائلة الحاكمة في أبو ظبي، فإن سمعة مانشستر سيتي ما زالت تعاني بعض التأثير.
وأشارت صحيفة "ذي جارديان" البريطانية اليوم الثلاثاء، إلى أن (كاس) أيدت الحكم بأن مانشستر سيتي لم يتعاون مع تحقيقات اليويفا وأعاقها.
وكتب الصحفي روري سميث في صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن قوة اليويفا تراجعت بشكل أكبر من خلال حكم (كاس) الصادر لصالح مانشستر سيتي.
وأوضح :"بالنسبة للأندية الأغنى والأقوى، بدأت القواعد تبدو إلى حد كبير مثل الارشادات، وأصبح الانطباع هو أن اليويفا لا يستطيع فرضها عالميا، على أي حال".
وكان اليويفا قدم قاعدة اللعب المالي النظيف في موسم 2011/2012 لمنع الأندية من الإنفاق بشكل يفوق إيراداتها. كما صممت هذه القاعدة لمنع الملاك الأثرياء لبعض الأندية من ضخ أموالهم الخاصة في الأندية لتغطية ديونها.
ولكن جاري نيفيل النجم السابق لمانشستر يونايتد والمنتخب الإنجليزي صرح إلى شبكة "سكاي سبورتس" أمس الاثنين بأن قاعدة اللعب المالي النظيف كان يجب ألا توجد من الأساس.
وقال نيفيل : "كان من الخطأ أساسا فرض قيود على مالكي الأندية للحد من ضخ أموال في أندية كرة القدم".
وأضاف :"سواء كان هذا في تشيلسي أو مانشستر سيتي أو بلاكبيرن ، وكل تلك التجارب التي مررنا بها في الدوري الإنجليزي الممتاز على مدار العشرين عاما الماضية أو نحو ذلك ، فإن التحدي الذي ظهر من مانشستر يونايتد وأرسنال وأندية أخرى لم يكن ليحدث لو تم تنفيذ قاعدة اللعب المالي النظيف بأدق أشكالها".
وأشار : "لا أعتقد أن هذا صحيح. كان هناك دائما ملاك أثرياء يستثمرون في أندية كرة القدم وهذا لن يتغير اليوم. قاعدة اللعب المالي النظيف تحتاج التغيير إلى نموذج مختلف".
وقال نيفيل إنه يجب على مالكي الأندية "الوفاء بالالتزامات التي تعهدوا بها. وهذا هو رأيي في كيفية إنشاء نموذج الاستدامة في ناد لكرة القدم".
قــــــد يهمــــــــــــــــك ايضــــــــــــــــــا:
الدوري الإنجليزي ينادي أنشيلوتي بعد إقالته من نابولي
أرسل تعليقك