محمود عيسي - صوت الامارات
تعتبر بطولة «خليجي 23» الأفقر هجوميًا، حيث بلغ عدد الأهداف التي سجلت في البطولة 23 بمتوسط 1.64% لكل مباراة وهي نسبة متدنية، ولا ننسى أن من بين تلك الأهداف «هدفين بنيران صديقة» بعد أن سجل سلطان الغيام لاعب السعودية هدفًا بالخطأ في مرماه، ومهند عبدالجبار لاعب البحرين، هدفًا في مرماه كلف فريقه الخروج من البطولة، وتعتبر تلك البطولة فقيرة فنيًا، مقارنة بالبطولة التاسعة التي أقيمت في السعودية وتم خلالها تسجيل 34 هدفًا في 21 مباراة.
طرق دفاعية
وتشير أصابع الاتهام نحو المدربين بأنهم السبب في ذلك، ولعل الخطط الدفاعية التي اتبعها عدد كبير من مدربي البطولة السبب في تواضع نسبة التهديف، من خلال اتباع طرق دفاعية، مع الاعتماد على مهاجم واحد مع دعمه بخطط فنية من الوسط والأطراف، وهو ما لم يكن كافيًا لاختراق الدفاعات التي تحصنت جيدًا، ولعل ضعف فترة الإعداد لمعظم الفرق وتعرض لاعبيها للإصابة أدى إلى عدم الجاهزية الكاملة لتلك البطولة التي تتميز بقوة المنافسات التي تعتبر ديربيات قوية.
ففي منتخب الإمارات انتهج المخضرم ألبرتو زاكيروني نهجًا دفاعيًا مع الاعتماد على مبخوت في المقدمة يعاونه عموري وأحمد خليل أو إسماعيل الحمادي وساهمت عدم جاهزية هذا الثلاثي بسبب الإصابة في عدم إحراز سوى هدف واحد في مرمى منتخب عمان في مباراة الافتتاح، ومع ذلك صعد الأبيض بهذا الهدف إلى المباراة النهائية للبطولة، ويمكن أن يفوز باللقب بهدف واحد للمرة الأولى في تاريخ البطولة.
معاناة
وعانى منتخب الكويت مع مدربه الصربي بونياك من أجل الوصول إلى الشباك، في ظل تواجد اللاعب محمد سعد بمفرده في الهجوم، مع الاعتماد على بدر المطوع، وفيصل عجب وكانت المحصلة هدفًا وحيدًا لعبدالله البريكي، وخروج الأزرق من منافسات البطولة في ختام الدور الأول، ليودع صاحب الأرض والجمهور بطولته.
ولم يختلف الأمر في منتخب عمان على الرغم من وصوله إلى المباراة النهائية برصيد هدفين منهما هدف من ركلة جزاء لأحمد كانو والآخر لسعيد الرزيقي، وهدف ثالث عن طريق نيران صديقة لمدافع البحرين في مرماه، وآخر رابع لمدافع سعودي في مرماه، حيث انتهج المدرب الهولندي بين فيريك نفس النهج الدفاعي الذي غلب على أداء معظم المنتخبات.
وفي البحرين والسعودية لم يتغير الأمر كثيرًا، فالبحرين سجل 3 أهداف، والسعودية 4 أهداف، مع المدربين التشيكي ميروسلاف سكوب والكرواتي كرونوسلاف، حيث غلب الأداء الدفاعي على أداء فريقهما، ويعتبر المدرب العراقي باسم قاسم الأجرأ بين المدربين على المستوى الهجومي بعد أن سجل فريقه 6 أهداف خلال منافسات البطولة، ومع ذلك ودع المنافسة في الدور نصف النهائي، فيما ودع المنتخب اليمني البطولة بلا أهداف، بل وتلقى الفريق 8 أهداف في مرماه.
منافسات
خلال منافسات البطولة لم يظهر مهاجم متميز، حيث ينافس على صدارة الهدافين 4 لاعبين برصيد هدفين لكل منهم، وهم جمال راشد من البحرين، والمعز علي، وعلي حصني وعلي فائز من العراق، فيما سجل طرفا المباراة النهائية الإمارات وعمان 3 أهداف، وسيكون أمام مهاجميهما فرصة تسجيل أهداف في المباراة النهائية التي أقيمت، السبت، لعل يخرج من بينهما هداف للبطولة بشكل منفرد.
وبشأن سبب تلك الظاهرة، قال جمال بوهندي مدير منتخبنا الأولمبي والمتواجد في البطولة، بأن أغلب المدربين في البطولة من المدربين الجدد، وليس لديهم استعداد للمغامرة، كما أن قرار إقامة البطولة جاء متأخرًا ما أدى إلى عدم جاهزية معظم المنتخبات.
وهناك حالة تجديد في صفوف معظم المنتخبات، وتعدد حالات الإصابة مع تنفيذ طرق دفاعية، مما أدى إلى صعوبة وصول المهاجمين إلى مرمى المنافسين وكانت تلك المحصلة الفقيرة في التهديف.
تنظيم
من حق الكويت قيادة وشعبًا وكوادر إدارية أن تفتخر بتنظيم منافسات «خليجي 23» بتلك الكلمات بدأ هشام الزرعوني رئيس اللجنة المالية في اتحاد الكرة حديثه، مشيدًا بالتنظيم المتميز للبطولة على الرغم من قصر الفترة التي تم خلالها إسناد البطولة للكويت، حيث بذل الجميع جهدًا غير اعتياديًا من أجل تنظيم متميز، مضيفًا عليه حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، لذلك من الطبيعي أن نقول الكويت تفوقت على نفسها خلال تلك البطولة.
وقال رئيس اللجنة المالية في اتحاد الكرة، التقييم يبدأ من حفل الافتتاح الذي جاء متميزًا وشاملًا ومعبرًا، على الرغم من قصر فترة الإعداد له، ومع ذلك نال إعجاب الجميع، ما أعطى انطباعًا للجماهير أننا على موعد من بطولة متميزة، وتوالى من خلال عمل كافة اللجان الكبير، وتسخير كل الإمكانات من أجل رضاء المشاركين، وكانت اللمسة الملفتة للنظر فتح المدرجات بالمجان أمام الجماهير فحققت البطولة نجاحًا جماهيرًيا كبيرًا.
إعداد
وعلى صعيد المستوى الفني، أوضح هشام الزرعوني، أن تواضع المستوى الفني للمنتخبات المشاركة في أغلب المباريات خاصة المرحلة الأولى من المنافسات، يعود إلى قصر فترة إعداد المنتخبات للبطولة، حيث جاء قرار إقامتها بشكل مفاجئ لعدد كبير من المنتخبات.
ومع مرور الوقت تحسن الأداء وتطور مستوى اللاعبين، وشهدت مباريات الدور نصف النهائي سخونة في المنافسات، ما نال إعجاب الجماهير وتفاعلها مع المباريات، مضيفًا، لعل إقامة بطولة الخليج في الكويت تكون بداية لعودة الكرة الكويتية إلى الواجهة بصورة طيبة بعد رفع الإيقاف عنها دوليًا، وأن يتم تجهيز المنتخب الكويتي بشكل قوي للمشاركات القوية المقبلة، لأننا نفتقد الكرة الكويتية العريقة خلال الأعوام الأخيرة التي توقفت خلالها دوليًا.
حضور
بدوره، يرى فيصل علي، لاعب العين ومنتخبنا الوطني السابق، ومدرب فريق 15 عامًا بنادي العين، أن المستوى الفني عمومًا في دورة خليجي 23 بالكويت، لم يرتق إلى مستوى التطلعات، موضحًا أنه كمتابع عادي كان يتوقع أن يكون مردود المنتخبات المشاركة أفضل مما ظهرت عليه في هذه النسخة، وأشار إلى أنه على عكس الدورات السابقة، فلم تكشف البطولة عن أي لاعب يستحق أن يكون نجمًا أو حتى هدافًا، فالأهداف المحرزة كانت قليلة جدًا في البطولة.
وأكد لاعب العين الأسبق، أن منتخبنا الوطني لديه الأفضل، وكان متوقعًا أن يكون له حضورًا قويًا في هذه المسابقة، ولكن ربما كان للمدرب الإيطالي ألبرتو زاكيروني رأي آخر باعتماده للأسلوب الدفاعي في كل المباريات التي خاضها، وربما أنه يأمل في أن يتقن اللاعبون هذا الأسلوب حتى موعد نهائيات أمم آسيا العام المقبل.
ولكن عمومًا كنا نأمل كجمهور أن نشاهد القوة الهجومية للأبيض الإماراتي في هذه البطولة وهو ما لم يحدث، إذ إن منتخبنا تأهل إلى النهائي بهدف واحد فقط سجله من ركلة جزاء، ومن وجهة نظري كان أفضل لو تم تطبيق طريقة زاكيروني في التصفيات الآسيوية أمام منتخبات قوية كاليابان وأستراليا وغيرها، وليس في كأس الخليج.
أرسل تعليقك