أكد اللواء «م» صالح سعيد المطروشي مستشار ولي عهد عجمان، وأحد الرياضيين البارزين في الدولة، حاجة الرياضة لخطة عمل جديدة في المرحلة المقبلة ورهن تحقيق ذلك بـ«الغربلة» لتغيير بعض الوجوه وتغيير أسلوب العمل التقليدي في معظم الاتحادات، معبراً عن تفاؤله الكبير بقدرة الهيئة العامة للرياضة برئاسة معالي اللواء محمد خلفان الرميثي، على تحقيق طموحات الرياضيين.
وأبدى المطروشي ملاحظات وآراء جريئة في ملفات احتراف كرة القدم والألعاب الجماعية والفردية، وفي نادي عجمان الذي مارس فيه كرة القدم لاعباً وإدارياً، كما أبدى وجهة نظره في الإعلام الرياضي، جاء ذلك من خلال حوار خاص مع «البيان الرياضي».
كيف ترى المرحلة المقبلة للرياضة
أولاً أهنئ نفسي والرياضة عموماً باختيار معالي اللواء محمد خلفان الرميثي قائد عام شرطة أبوظبي، رئيساً للهيئة العامة للرياضة وهو اختيار صادف أهله، وسبق وعملت مع معاليه في اتحاد الشرطة الرياضي وهو من الشخصيات الذين يتميز عملهم
بالاعتماد على الدراسات والنتائج والتحليل واتخاذ القرارات بشكل جماعي ويحترم الأفكار الجديدة ويشجع على الآراء، ووجوده في هذا المنصب يبشر بالخير على الرياضة.
رأي صائب
ما رأيك في مطالبة رئيس الهيئة الاهتمام بالألعاب الأخرى غير الكرة ؟
هو رأي صائب ، وللأسف الشديد، تعرضت تلك الألعاب للإهمال وأصبحت مهجورة وليست في بند اهتمامات معظم رؤساء الأندية، فتركيزهم على الكرة وصرف الملايين بلا رقيب ،فحدث الإهمال لتلك الألعاب، وانعكس على نتائج الإمارات خلال الـ5 سنوات الماضية، باستثناء محدود في بعض الألعاب الفردية، برغم أن الدولة صرفت الكثير وأن المسؤولين قدموا الكثير دون الحصول على نتائج ملموسة، والمشكلة ليست فقط في الاهتمام بكرة القدم، بل هناك مشكلة أخرى في الاتحادات نفسها، حيث لم يحدث فيها تغيير في نهج عملها أو في الشخصيات التي ظلت تحتفظ بمناصبها سنوات طويلة، بل إن هناك اتحادات تدار بنفس الوجوه منذ 20 سنة، وحتى التغيير الذي يحدث فيها مجرد تحريك كراسي من منصب إلى آخر بنفس الاتحاد، وهذه الشخصيات يعجبها هذا الوضع كي تحتفظ بمناصبها، والمصيبة الكبرى أن كثيرين منهم يسعون لمصلحة أنديتهم
ومصلحة زملائهم أكثر من التركيز على مصلحة الرياضة والعمل على تطوير العمل في الاتحادات التي يديرونها، وهذا الحديث ليس تعميماً على الكل فهناك شرفاء حريصون على الإخلاص في التطوير ولكن كلمتهم محدودة، أو بالأصح هم محاربون من كل صوب وأصبحوا «مكتفين»، وأعتقد أن دور
رئيس الهيئة في المرحلة المقبلة يكمن في نفض الغبار عن تلك الاتحادات حتى تسير في الطريق الصحيح، والرياضة عموماً تحتاج إلى «غربلة» وتنظيف الشوائب، لا سيما والحكومة تدعم بقوة وتوفر الإمكانيات المطلوبة بفضل اهتمام القيادة الرشيدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وأصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة،حيث توفرت للرياضة بنية تحتية لا مثيل لها في معظم بلاد العالم ومن المفترض استثمار ذلك بعمل صحيح.
الاحتراف
هل تدهور الألعاب سببه التحول للاحتراف في كرة القدم؟
عاصرت موضوع الاحتراف، منذ بدايته مع عجمان، وبكل صراحة نحن قفزنا للاحتراف بدون ركائز ولم نكن جاهزين له، وباستثناء المنشآت التي كانت موجودة أصلاً لم يكن لدينا عناصر الاحتراف الحقيقي، ومفهوم الاحتراف عند اللاعبين والمدربين والإداريين لم يتوفر ولو بنسبة 20%، وما حدث مجرد صرف أموال وأرقام صفقات دون ضوابط.
والأندية في زمن الاحتراف ذبحت الرياضة وهناك أندية كثيرة أصبحت ضحية لأندية كبيرة، وبعد مرور سنوات، أصبحت هذه الأندية الكبيرة نفسها تعاني وواجهت خسائر مالية ومديونيات، وكل ذلك يبرهن أننا لم نصل للاحتراف الذي قمنا بتطبيقه من النقطة العاشرة وليست الأولى، والوضع أشبه بـ «دفن الرؤوس في الرمال».
رياضة عجمان
كيف ترى رياضة عجمان والنادي ؟
إمارة عجمان شهدت تطوراً شاملاً في كل مناحي الحياة والرياضة جزء من ذلك شملها التطور والدعم المقدر من صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان، ومن سمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي ولي عهد عجمان رئيس المجلس
التنفيذي، والشيخ أحمد بن حميد النعيمي ممثل صاحب السمو حاكم عجمان للشؤون الإدارية والمالية رئيس دائرة التنمية الاقتصادية، والشيخ عبد العزيز بن حميد النعيمي رئيس دائرة التنمية السياحية، والشيخ راشد بن حميد النعيمي رئيس دائرة البلدية والتخطيط رئيس نادي عجمان،
وجميعهم يمارسون الرياضة ويتابعون بدقة العمل وبفضل ذلك كانت النتائج إيجابية، ومفهوم الرياضة في عجمان أن تكون هناك إنجازات وبصمة، ليس فقط بالصرف والبذخ، بل بصرف معقول وتشجيع النادي على تأسيس مصادر دخل، ويسير العمل وفق هذا النهج بشكل مميز وخلال 3 سنوات قادمة
سوف تغطي استثمارات النادي، معظم ميزانية النادي ، وأكثر ما يميز النادي أن الكل يشارك والجميع أسرة واحدة، ومن النادر أن تجد 4 أو 5 رؤساء مجلس إدارة سابقين يتواجدون في ناديهم ويكونوا قريبين منه، وهذا ما يتوفر في نادي عجمان، كأبسط دليل على روح الأسرة الواحدة.
حلول
أندية متخصصة لتطوير الألعاب
تحدث اللواء «م» صالح سعيد المطروشي عن حلول تطوير الألعاب وقال: الحلول تكمن في تكوين أندية متخصصة لكل لعبة بنفس اسم النادي وخاصة بالنسبة للألعاب الجماعية، وبالنسبة للفصل الذي حدث في بعض الأندية بين تلك الألعاب وكرة القدم من خلال تشكيل مجلس إدارة للألعاب ومجلس إدارة لكرة القدم، فهو فصل شكلي فقط، ولكن الميزانيات هي هي متداخلة مع بعضها، ونظام الفصل والتخصص موجود في أوروبا وأمريكا، فتجد مثلاً نادي برشلونة لكرة السلة وبرشلونة لكرة اليد وبرشلونة لكرة القدم فكل كيان قائم بذاته، فلماذا لا ننقل هذا النهج الصحيح الذي يطور الرياضة؟
ولا ننسى أن هناك أندية كثيرة عندما تريد التخلص من بعض كوادرها والمنتمين لها، تدفع بهم للاتحادات الرياضية وهذا مفهوم خاطئ تسبب في كثير من السلبيات في اتحادات الألعاب الرياضية، بل إن هناك أندية وتقوم بترشيح شخص منها لاتحاد لعبة معينة لا تمارس في النادي.
ومعالجة مثل هذه السلبيات، تكون بتحديد دورة واحدة للشخص وتكون هناك محاسبة وتقييم وتنشر المعلومات في الإعلام ومن ثم يقف الناس على ما قدمه حتى تكون إعادة ترشيحه منطقية.
تحفظ
برامج تلفزيونية تميل للإثارة
أبدى اللواء «م» صالح المطروشي تحفظه الشديد على بعض ما يرد في الإعلام، خاصة في بعض البرامج التلفزيونية، وقال: هذا النوع من الإعلام تهمه الإثارة واستمرارية المشاكل «على حد تعبيره» للإكثار من الجدل، مشيراً إلى أن الإعلام الحريص على المصلحة العامة يركز على البحث في الإخفاقات ووضع مقترحات العلاج، ولا ينتظر فقط الإخفاق للتشهير بالشخصيات أو التشكيك في كفاءاتهم.
وضرب اللواء «م» صالح المطروشي مثالاً بمحللين غير معروفين يفتون بعدم كفاءة مدرب يكون معروفاً في العالم كله، وقال: بعض المحللين غير معروف في بلده وغير مؤهل للتقييم، ويفتي في أشياء لا يعرفها، سواء كانت فنية أو إدارية، بل إن بعضهم يشكك في كفاءة مدرب وصل لكأس العالم.
المحاسبة بعيداً عن التشهير
أكد اللواء «م» صالح المطروشي أن الجدل الذي رافق العقوبات التي تعرض لها عدد من لاعبي المنتخب الوطني مؤخراً، بعد مشاركتهم في «خليجي 23» في الكويت، ما كان له أن يحدث لو تم التعامل بشكل سليم، فهناك لوائح تحكم العمل في اتحاد الكرة.
وقال اللواء «م» صالح المطروشي :كان من المفترض محاسبة اللاعبين بعيداً عن الترويج في الإعلام وفقاً للوائح، والموضوع لا يحتاج كل هذا التشهير. جدير بالذكر أن اتحاد الكرة وعبر لجانه أصدر عقوبات على ثلاثة من لاعبي المنتخب الوطني لخروجهم من دون اذن من معسكر المنتخب خلال مشاركته الاخيرة في بطولة كاس الخليج بالكويت.
تجديد الدماء مطلوب
طالب اللواء «م» صالح المطروشي بتولي وجوه جديدة العمل في الاتحادات الرياضية، مشيراً إلى أنه لمس من خلال تواصله مع معالي محمد خلفان الرميثي القائد العام لشرطة أبوظبي، رئيس الهيئة العامة للرياضة، رغبته في تجديد الدماء مثلما حدث في تكوين مجلس إدارة الهيئة، فالوجوه الجديدة في أي عمل سوف تضيف الكثير.
واكد اللواء «م» صالح المطروشي أن تحقيق الإنجازات العالمية ليس شرطاً بالتركيز على لعبة محددة أو ألعاب فردية، فما يتوفر من إمكانيات يؤهل الإمارات للسير في التنافس وتحقيق الإنجازات خارجياً في مختلف الألعاب جماعية أو فردية، والدليل أننا وصلنا في كرة القدم لكأس العالم قبل 28 سنة وقبل التفكير في شيء اسمه احتراف.
أرسل تعليقك