منذ أن تطرقت جريدة “الصباح” قبل سنة من الآن للبطل ميكائيل بن يحيى، سائق سيارات السرعة الاحترافية، وحامل مشعل “ماكلارين” الشهيرة، تطور مسار الشاب البالغ من العمر 20 سنة، بشكل لافت، في الأشهر الأخيرة، بتحقيقه لإنجازات متعددة وهامة، في سباقات “جي تي 4″، رفعت راية المغرب عاليا في مدارات عالمية معروفة، بألمانيا وإيطاليا، ودول عالمية أخرى.
وفي نهاية 2019، كان لهذا المسار المتألق والصعود المثير، إلا أن يجذب تنويها مولويا من راعي الرياضيين الشباب الأول، الذي مافتئ يشجع الأبطال الشباب لرسم مسارات التألق قاريا وعالميا، وخاصة المواهب التي تعيش بالخارج، ولا تتردد في اختيار ألوان البلد الأم.
وإذا أوقفت الجائحة السباقات مؤقتا طيلة الأشهر الماضية، فإن شعلة بن يحيى لم تنطفئ قط، بل زادت اشتعالا، واستغل البطل المغربي السباقات الافتراضية للتأكيد على إمكانياته الهائلة في سياقة سيارات السرعة،
إذ تمكن بن يحيى من التواجد ضمن ألمع السائقين في عالم سباقات السيارات، أخيرا، في بطولة “أل ستار”، والتي جمعت سائقين مثل الإسباني فيرناندو ألونسو بطل العالم السابق في “فورمولا 1″، ثم خوان بابلو مونتويا، وإيمرسون فيتيبالدي وآندي بريولكس وتياغو مونتيرو، شاركوا كلهم في سباقات افتراضية في أهم حلبات السباقات في العالم، وهي حلبة موناكو و لومان الفرنسية وإنديانابوليس الأمريكية، لينتهي بين يحيى المطاف سادسا في الترتيب النهائي، من بين ما يقارب 40 اسما من خيرة السائقين في العالم.
رغم هذه الإنجازات العالمية، والتي وضعت بن يحيى ضمن السائقين الشباب المتوقع لهم بمسار هائل مستقبلا، إلا أن الوزارة الوصية في عهد الوزيرين السابقين الطالبي العلمي والحسن عبيابة، لم تحرك ساكنا لدعم هذا البطل، باستثناء وعود، لم تترجم لأرض الواقع.
واستغرب العاملين مع طاقم بن يحيى، لكيفية التعامل مع ملف السائق المغربي، خاصة بعد الدعم الملكي، متمنين ألا تكون هناك “لوبيات” هي المسؤولة عن هذا التهميش غير المبرر.
ومع حلول عثمان الفردوس على رأس الوزارة، علمت الصباح أن الوضع يسير نحو التغيير، وأن للوزير الشاب الجديد، نية لتشجيع الأبطال الشباب في كل الرياضات، خاصة تلك الاحترافية، والتي تساهم في بروز المغرب في محافل دولية وعالمية شهيرة، علما أن سباقات السيارات تجلب عدد جماهير قياسي منذ سنوات طويلة، بل باتت دافعة للسياحة وجلب الاستثمارات في دول عالمية كثيرة، ما يفسر اهتمام دول عربية أخيرا باحتضان سباقات احترافية، مثل الإمارات والبحرين والسعودية.
سبق للمغرب احتضان سباقات في إطار بطولة العالم للسيارات السياحية “دابليو تي سي سي” بمراكش، إذ شارك فيها المغربي مهدي بناني، الذي حقق نتائج جيدة في فئة المستقلين الهواة، قبل أن تتحول هذه السباقات إلى احترافية، إذ ارتفع مستوى التباري، ليضطر بناني للجوء إلى سباقات “تي سي أر”، الأقل تنافسية، وتعرف مشاركة هواة سباقات السيارات الشباب المبتدئين، وهو ما سيفسح له المجال للفوز بالسباقات، والاستمرار في التوصل بالدعم.
وكان لجريدة الصباح قبل سنة من الآن، أن تطرقت لموضوع مفاوضات بين مسؤولين بالاتحاد الدولي لسباق السيارات “فيا” ومسؤولين بوزارة الشباب والرياضة، من أجل تنظيم سباق ل”فورمولا 1″ بالمغرب، نظرا لرغبة المسؤولين الدوليين تنظيم سباق احترافي بإفريقيا، القارة الوحيدة الغائبة في أجندة أول وأشهر سباقات السيارات في العالم، لكنها لم تأت بنتائج.
استضافة المغرب لسباقات “الفورمولا 1” مستقبلا، سيكون بمثابة قفزة مهمة في اتجاه ولوج عالم الاحتراف، من خلال تنظيم سباقات تتوفر على قاعدة جماهيرية كبيرة، وتعتبر الأهم في أجندة الاتحاد الدولي لسباق السيارات، بعد محاولة أولى ناجحة في سباقات السيارات السياحية.
ولعل ما وصلت إليه الإمارات والبحرين من نجاحات سياحية واستثمارية من خلال استضافة سباقات “الفورمولا 1″، لدليل على قيمة هذه السباقات الكبيرة، وأن عائداتها لا تقارن بتاتا بتنظيم سباقات أخرى أقل قيمة. وإذا كانت الإمارات والبحرين وصلتا لهذا النجاح، فإنهما لاتزالان تمنيان النفس بإنتاج سائق يحمل علمهما، ليضاعف الأرباح، وهو ما يتوفر عليه المغرب في ميكائيل بن يحيى، شريطة تقديم الدعم للبطل الاحترافي الحقيقي، سيأتي كل شيء بعد ذلك تباعا.
قــــــــــــــــــــد يهمـــــــــــــــــك ايضـــــــــــــــــــــــــــــا
علامات تلف بطارية السيارة والموعد المُتوقَّع لتغييرها
تعرّف على أسباب توقف محرك السيارة أثناء التشغيل والسير والوقوف
أرسل تعليقك