دعوة إلى تغيير لغة خطاب رواد التقنية من هجومية إلى تصالحية
آخر تحديث 00:40:59 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

دعوة إلى تغيير "لغة خطاب" رواد التقنية من هجومية إلى تصالحية

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - دعوة إلى تغيير "لغة خطاب" رواد التقنية من هجومية إلى تصالحية

لغة خطاب
دبي _صوت الأمارات

على مدار العقدين الماضيين استخدم رواد تقنية المعلومات، كباراً وصغاراً، لغة خطاب مليئة بشعارات هجومية، تتصادم مع الواقع الذي يعيشونه، وتدعو إلى إرباكه والقضاء عليه، لينشأ مكانه واقع جديد، يعتمد على مفاهيم وقواعد مختلفة تستند إلى ما يقدمونه من إبداع جديد، وأساليب مبتكرة في العمل والحياة، لكن العديد من المفكرين والمحللين والمستثمرين الكبار في مجال تقنية المعلومات باتوا يرون أن هذه لغة خطاب قديمة، تبعث برسائل سيئة، ولم تعد تناسب الأوضاع الحالية في صناعة تقنية المعلومات وفي حياة البشر عموماً، ولابد من تغييرها لتنتقل من كونها لغة هجومية تبث الرسائل السيئة إلى لغة تصالحية تبعث الأمل وتزرع الحلم بحياة أفضل.

ويعد مؤسس شركة «فلوود جيت»، مايك مابليس، والتي تعد إحدى أكبر صناديق الاستثمار المخاطر بوادي السيلكون وشاركت في إنشاء شركات عملاقة أبرزها «تويتر» و«تويتش»، من أهم الداعين إلى تغيير لغة الخطاب الحالية لدى رواد التقنية ومستثمريها وأصحاب الشركات الناشئة، والمسؤولين عن البحوث والتسويق والابتكار في الشركات والمؤسسات الكبرى.

بدعة زوكربيرغ

ونشر مابليس الذي يعتبر أكبر مستثمري وادي السيلكون، تحليلاً في هذا الخصوص بموقع «بيزنس إنسايدر» دعا فيه رواد التقنية إلى الإقلاع عما أسماها بدعة مارك زوكربيرغ وزملائه الذين شاركوه تأسيس شركة «فيس بوك»، حينما رفع شعاراً من هذا النوع هو «تحرك بسرعة واكسر الأشياء»، في دلالة على أن «فيس بوك» تقدم أشياء مختلفة، وإبداعات جديدة، تتطلب من أصحابها التحرك السريع جداً، والهجوم بلا توقف على كل ما هو قائم، لزحزحته وهزه وجعله يضطرب ويرتبك وينكسر، ليحل محله الجديد الذي يحملونه، على حد تعبير مابليس.

وفي رأي مابليس، أن الغالبية الساحقة من رواد التقنية الحاليين في مجالات البحث والأفكار والشركات الناشئة والتسويق، لايزالون أسرى لشعارات ومفهوم زوكربيرغ، ويستنسخون خطابه الهجومي بصورة أو بأخرى، ويحرصون على تقديم إبداعاتهم من زاوية هجومية عنيفة، غير مدركين أن الزمن تغير جذرياً.

واعتبر مابليس أن استنساخ زوكربيرغ لم يعد أمراً مناسباً أو مفيداً، لأن زوكربيرغ نفسه غير شعاره في عام 2014 إلى شعار أكثر تحملاً للمسؤولية ليصبح «تحرك بسرعة مع بنية تحتية مستقرة».

ثقافة سائدة

ويتساءل مابليس عما كان سيحدث لو قاد عالم الكهرباء والطاقة، توماس أديسون، حملة تدعو لتكسير مصابيح الكيروسين وهو يقدم اختراعه الخاص بالمصباح الكهربائي، وهل هذا النهج مقبول في تقديم الإبداعات للناس الآن؟

ويجيب بقوله إنه ربما كان مقبولاً إلى حد ما قبل عقدين من الزمان، حينما كانت التقنية في بداية اكتساحها للحياة العامة للبشر، ففي ذلك الوقت كانت أشبه بثورة مضادة، حاول كسر وخلخلة ما هو قائم ومستقر من أوضاع يتسم الكثير منها بالجمود، ومن ثم لم تكن عملياً تنتمي إلي هذا الواقع، بل تأتيه من خارجه بغية البحث لنفسها عن موطئ قدم، عبر تغيير وكسر وربما التهام ما يمكنها التهامه من الثقافة السائدة الجامدة، والأوضاع القائمة الراكدة التي تنقصها الحركة والمرونة.

وأضاف مابليس أنه في مثل هذا المناخ كان من المقبول نوعاً ما استخدام لغة خطاب ترفع شعارات هجومية عنيفة على طريق شعار «فيس بوك»، أو مثل «الروبوتات تلتهم الوظائف»، و«حطم الاشياء من حولك وفي داخلك» إلى غيرها، أما الآن فقد أصبحت تقنية المعلومات نفسها وفي حد ذاتها جزءاً كبيراً ومهماً ولا يتجزأ من الثقافة السائدة، والسياق العام الذي يشكل حياة الناس، ومن ثم انتفت عنها صلاحية العمل كثورة مضادة على وضع قائم، لأنها تكون في هذه الحالة كمن يهاجم نفسه، ويأكل نفسه، ليعوض ما أكله بأشياء مختلفة.

إعادة النظر

وخلص مابليس إلى أن الناس في صناعة التكنولوجيا بحاجة إلى إعادة النظر في اللغة التي يستخدمونها لوصف طموحاتهم، وهذا أمر واجب الحدوث، لأن تحول التقنية إلى ثقافة سائدة يوجب استخدام لغة أكثر مسؤولية، لأن شعارات مثل «التحرك السريع وكسر الأشياء» هو الشيء نفسه الذي يتسبب في بروز أخبار مزيفة عن النظام الأساسي الخاص بك، فمثل هذه العبارات باتت منفصلة عن روح صناعة التكنولوجيا بشكل عام، وتنفر ليس فقط المستهلكين المحتملين، لكن الناس الذين يشاركون في أي صناعة أخرى غير التقنية.

أفضل رواد التقنية

قال أكبر مستثمري وادي السيلكون، مايك مابليس، إن أفضل رواد التقنية الذين عرفهم لا يعطلون شيئاً ولا يسعون إلى إرباك شيء، بل ينشئون الأشياء، ويضيفون قيمة، وهذا كله يأتي من الحب والعاطفة والابتكار الحقيقي الذي يأتي من القيمة المضافة، وليس من سرقة عمل وفرصة شخص آخر.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دعوة إلى تغيير لغة خطاب رواد التقنية من هجومية إلى تصالحية دعوة إلى تغيير لغة خطاب رواد التقنية من هجومية إلى تصالحية



GMT 06:02 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون
 صوت الإمارات - أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون

GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 14:45 2017 الأحد ,16 إبريل / نيسان

"الشيكولاتة المكيسكية" أبرز وصفات لويز باركر

GMT 09:19 2016 الأحد ,21 شباط / فبراير

اليابان تبتكر "موبايل" قابل للغسل

GMT 16:02 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

يوسف السركال" القطريون دبروا ما حدث في بانكوك"

GMT 08:27 2015 الأربعاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

نهيان بن مبارك يفتتح معرض "السوربون أبو ظبي"

GMT 17:09 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

تسريبات تكشّف تفاصيل عن مواصفات "سامسونغ غالاكسي S10"

GMT 14:25 2015 الأحد ,25 كانون الثاني / يناير

الشارقة الدولي للكتاب يشارك في معرض القاهرة

GMT 21:15 2015 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

توم فورد يقدم عطرًا مستوحى من ازدواجية إمرأة

GMT 07:09 2017 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

كتابيه لـ عمرو موسى الأكثر مبيعًا في مهرجان الكويت

GMT 08:23 2013 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

مراسلو الإذاعة في ميادين مصر لرصد الاحتفالات الشعبية

GMT 14:28 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

الوجبات الخفيفة تعزز طاقة الجسم وتحميه من الجوع
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates