اعلن فريق المسح الاثري لجزر ابوظبي ان الموسم الحالي "عام 2015" من عمليات التنقيب بموقع العبيد بدلما ادى الى اكتشاف نتائج طيبة وان الهدف هو اكتشاف الخارطة او الصورة الكاملة لاحد منازل مستطونة العبيد بجزيرة دلما.
واكد الدكتور مارك بيتش رئيس الفريق ورئيس قسم التراث الساحلي والاحافير بهيئة ابوظبي للسياحة والثقافة في تصريح لوكالة انباء الامارات " وام" خلال استئناف عمليات التنقيب في موقع العبيد بدلما يرافقه فريق عمل يضم احمد عبدالله الحاج اثاري تراث ساحلي بالهيئة ان الفريق لم يحصل على اكتشاف بيوت مبنية من الحجارة في هذه المنطقة في تلك الحقبة.
وكشف الدكتور مارك انه سوف يتم في المستقبل اجراء المزيد من التنقيب والابحاث لان الدراسة الجيوفيزيائية اكدت بان موقع العبيد بجزيرة دلما كان عبارة عن قرية للصيادين وذلك قبل 7 الاف عام مما شجع على اجراء المزيد من البحوث والتنقيب والدراسات لاكتشاف الصورة المتكاملة لقرية عصرالعبيد في دلما والتي ثبت وجودها كما سيتم اعداد الموقع واستثماره سياحيا واقامة متحف في الموقع لعرض نوعية الحياة ما قبل التاريخ.
وكان فريق المسح الاثري لجزر ابوظبي الذي يضم جوزيف الدس قد اكتشف من خلال عمليات التنقيب في موقع العبيد بدلما عام 1998 اول موقع لبيوت مبنية من العريش وعلى قواعد دائرية تعود الى 7 الاف عام.
كما وجدوا بالموقع قطعا من الفخاروالقلائد المصنوعة من حجر الصوان تعود لحضارة العبيد ويتميز الفخار بالجودة حيث توصل الفريق الى هذه النتيجة من خلال فحوصات معملية لمادة الكربون المشع ومن نواة التمرحيث اجريت في معامل متطورة اثبتت ان تاريخ حضارة العبيد ما بين 4600 الى 5100 الاف عام قبل الميلاد.
واكد الدكتور مارك بيتش ان الفريق اكتشف خلال فترة قصيرة من التنقيب الموقع الذى يعود الى عصر العبيد مشيرا الى ان حضارة ذلك العصرموجودة في جنوب العراق وامتدت هذه الحضارة الى شرق المملكة العربية السعودية والبحرين وقطر كما توجد في كل من جزيرة مروح وجزيرة دلما وجزيرة الاريام في امارة ابوظبي وكل من امارة راس الخيمة وام القيوين والشارقة.
وقال الدكتور مارك بيتش ان الحفريات تواصلت في هذا الموقع بجزيرة دلما وذلك في اطار مشروع المسح الاثاري لجزر ابوظبي حيث اكتشف1992 موقع حضارة العبيد وتواصلت الحفريات عامي 1993-1994 منوها الى انه في عام 1998 تم اكتشاف بيوت مبنية من العريش وتاخذ قاعدة البيوت الشكل الدائري مؤكدا ان الاكتشاف كان له الاثر في مواصلة االتنقيب في الموقع.
وقال ان اغلب الظن هو ان البيت الذي اكتشف في موقع العبيد بدلما مبني من العريش والاخشاب وكان قديما الموقع بالقرب من الساحل الجنوبي للجزيرة وعلى ارتفاع من مستوى سطح البحرومع مرور الزمن امتدت اليابسة وكان في هذ الوقت تتمتع جزيرة دلما بالمياه العذبة حتى عام 1930.
واشار الى ان من اهم النتائج التي توصلت اليها الاكتشافات ان تجارة اللؤلؤ بدات منذ قديم الزمان مضيفا انه اكتشف من خلال التنقيب في موقع البيت وجود مجموعة من عظام الاسماك ومنها سمك التونة والهامور والجش والجرجور " القرش" وغيرها من الاسماك وعظام لحيوانات برية مثل الغزلان .
وقال الدكتور مارك ان وجود سمك التونه يكشف ان اهل دلما قديما كانوا على قدر من الوعي حيث استعملوا المراكب لدخول الى اماكن في عمق البحر لاصطياد التونة لافتا الى ان هؤلاء الناس كان لديهم نوع من التقنية البحرية للدخول في اعماق البحر لاصطياد التونة وااسماك الدولفين والسلاحف افي اعماق البحر.
كما اظهرت الحفريات ان اهل دلما السابقين يصنعون الحلي والخرز والقلادات وتم ثقبها باحجارحادة كاكسوارات للزينة للمراة والرجل حيث وجد ادوات صنعت من حجر الصوان لثقب الخرز كما تستخدم هذه الحجارة الصلبة لتقطيع الاسماك والحيوانات ومنها الاغنام كما تستخدم هذه الادوات في سلخ جلد الحيوان مثل الاغنام.
ومن جهته افاد احمد عبدالله الحاج اثاري تراث ان التنقيب المنظم تواصل في الموقع في عام 2014 حيث قامت ادارة البيئة التاريخية بهيئة ابوظبي للسياحة والثقافة بالتنقيب والبحث في موقع العبيد بجزيرة دلما في فترات متتالية لافتا الى انه في عام 2013 اجريت بعض الدراسات الجيوفيزيائية للموقع وقد ظهرت نتائج ايجابية لتمركز الطبقي لمواقع عصر العبيد في المنطقة.
وام
أرسل تعليقك