المخرج يوسف إبراهيم

أعرب المخرج والممثل القطري يوسف إبراهيم عن أسفه لحال الحركة الفنية في قطر، بالرغم من الإمكانيات الهائلة التي توفرها الدولة. مشدداً على ضرورة الارتقاء بالفن والثقافة على حد سواء، والاهتمام بالطاقات الشبابية.
وقال في حديثه لــ "بوابة الشرق" إن المهرجانات المسرحية في الدولة تفتقر إلى الجمهور القطري، وأن الدولة بحاجة إلى النشاط السينمائي، "مع أن هناك مهرجانا سينمائيا سنويا يقام في الدوحة لترويج الفيلم العربي والدولي ولتطوير صناعة سينمائية في قطر".
    الطاقات القطرية تحتاج إلى الدعم والإبتكار .. ويجب الإرتقاء بالفن والثقافة
وتابع: إن هناك أفلاما قصيرة شبابية ظهرت للآوانة الأخيرة حققت قدراً لابأس به من النجاح، منوهاً أن الشباب القطري يعاني من انعدام الخبرة فيما يخص صناعة الأفلام، وذلك بسبب قلة الدورات والورش التدريبية.
وانتقد المخرج يوسف إبراهيم الدراما المحلية، مؤكداً أنها في السابق كانت الأقوى إلا أنها بدأت تضعف تدريجياً، نظراً لقلة دعم الطاقات الشبابية التي لاتزال تنتظر فرصتها، وسيطرة الفنانين الكبار على المشهد الدرامي، مما أدى إلى عزوف الكثير من هذه المهنة..
دور السينما
وتحدث المخرج إبراهيم يوسف عن بداياته في الإخراج والتمثيل قائلا" كانت بداياتي في المسرح، حيثُ شاركتُ في العديد من المسرحيات الشبابية، والمهرجانات التي كانت تقام في هذا الإطار، والحقيقة أكسبني المسرح الكثير من المهارات الفنية، إلا أن الحركة المسرحية مازالت بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد للنهوض بها، ومؤخراً انتقلتُ لإخراج الأفلام القصيرة الهادفة والتي تمثل واقع المجتمع القطري، ومثلتُ (3) أفلام (رحلة شتاء) و(ماعندي فلوس) و(صرخة)،"لافتاً إلى أن صناعة الأفلام تحتاج إلى دورات تدريبية وبرامج تأهيلية، وإن أغلب من دخل هذا المجال من الشباب القطري يفتقر للقاعدة الأساسية والخبرة الكافية..
    سيطرة الفنانين الكبار على المشهد الدرامي أدت إلى عزوف الشباب
وقال "تلعب السينما دورا هاما في نقل معطيات الفكر والحياة، وقد أصبحت اليوم أداة من أدوات الثقافة والمعرفة، مؤثرة في إحداث التغيير الاجتماعي، وعاداته، فضلاً عن أنها تستخدم كوسيلة للتوجية والإرشاد الثقافي"، موضحاً بأنه تعلم الإخراج عن طريق جهود فردية والدروس التي تنشر على موقع "اليوتيوب"..
ونوه بأن الدولة تفتقد للنشاط السينمائي، مؤكداً أن الأفلام الأجنية طغت على دور عرض السينما، على الرغم من وجود أفلام شبابية هادفة، لافتاً إلى أن الأفلام السينمائية تحتاج إلى ميزانية ضخمة ومخرج متمكن يملك خبرة كافية في صناعة الفيلم الجيد، كما هو الحال للأفلام القصيرة، والتي تحتاج أيضاً إلى مهنية عالية وخبرة كبيرة، مطالباً الجهات المختصة بطرح دورات تدريبية في هذا المجال.
الفن رسالة
وعن سبب عزوف القطريين عن التمثيل، أوضح المخرج إبراهيم يوسف أنه لاتوجد دراما محلية في الوقت الحاضر، فضلاً عن سيطرة الفنانين الكبار على المشهد الدرامي مما أدرى إلى عزوف الكثير من الطاقات الشبابية، وفيما بعد تأتي العادات والتقاليد، وبعض المفاهيم المغلوطة عن الفن والتمثيل، لافتاً إلى أن هناك وجوها شبابية قطرية تملك مواهب عديدة تنتظر فرصتها للظهور، وموضحاً أن الفن رسالة سامية من خلاله يقدم الفنان فكره وثقافته، ومدى وعيه بما يحدث في العالم.
وأكد أن مواقع التواصل الاجتماعي ساهمت بشكل كبير في انتشار بعض المواهب الفنية، موضحاً بأن هناك من استغل هذه المواقع في تقديم فن راق، وهناك من أساء لهذا الفن، وأخذ النجومية من فراغ، لافتاً إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي لم تخدمه شخصياً، بل هو من سعى إلى إحداث تغيير في نفسه، وتحفيزها على المواصلة في هذا المجال، منوهاً بأنه لايزال في بداية مشواره الفني وأمامه الكثير من المطبات.
    تعلمتُ الإخراج بجهود فردية بسبب إنعدام الدورات التدريبية في المجال
وحول الحركة المسرحية أوضح بأن الحركة مرضية نوعا ما، وتسير في الطريق الصحيح، إلا أنها تحتاج إلى مزيد من الأفكار والطاقات الشبابية، لافتاً إلى أن المهرجانات المسرحية في الدولة تفتقر للجمهور القطري، مشيراً إلى أن حالياً يعمل على نص مسرحي للمشاركة في مهرجان الدوحة المسرحي في شهر مارس المقبل، والنص سيكون من واقع المجتمع القطري، إذ يتحدث عن قضية "العنوسة" والمشاكل التي تواجه الفتيات اللاتي فاتهن قطار الزواج، ونظرة المجتمع لهن.