واشنطن - أ ف ب
دعت رئيس البنك المركزي الاميركي جانيت يلين مجددا الاربعاء الى رفع معدلات الفائدة الرئيسية هذه السنة في الولايات المتحدة بالرغم من "الشكوك" الاقتصادية المرتبطة خاصة باليونان او الصين.
وقالت رئيسة الاحتياطي الفدرالي مجددا في خطاب امام الكونغرس الاميركي "اذا تنامى الاقتصاد (الاميركي) كما هو متوقع ينبغي تصحيح الوضع الاقتصادي في وقت ما هذا العام عبر زيادة معدلات الفائدة الفدرالية والبدء بذلك بتطبيع السياسة النقدية".
ويبقي الاحتياطي الفدرالي منذ 2008 معدلات فائدته الاساسية قريبة من الصفر لدعم النشاط لكنه يفكر الان برفعها تبعا لتحسن الاقتصاد الاميركي ويقترب من هدفيه المتعلقين بتوفير العمالة وحد وتيرة التضخم السنوي ب2%.
وقد عولت الاسواق طويلا على اتخاذ اول تدبير لرفع معدلات الفائدة في حزيران/يونيو لكن بعض المؤشرات خاصة الضعف الشديد للتضخم السنوي الاميركي (+0,2% في نيسان/ابريل) دفعت البنك المركزي الاميركي الى توخي المزيد من الحذر.
وفي خطابها الاربعاء تحفظت يلين عن تحديد موعد دقيق لكنها اكدت مجددا رغبتها في اتخاذ اول اجراء لرفع معدلات الفائدة بحلول نهاية العام بالرغم من بعض الاصوات المتباينة.
فقد دعا صندوق النقد الدولي مؤخرا الاحتياطي الفدرالي الى التريث حتى النصف الاول من العام 2016 لتغيير السياسة النقدية.
كما اكد الحائز على جائزة نوبل للاقتصاد بول كروغمان الاثنين ان الاقتصاد الاميركي قد يشهد "عقدا ضائعا" جديدا ان رفعت معدلات الفائدة في وقت مبكر.
وخلافا لذلك اعتبرت يلين في خطابها الاربعاء ان الظروف المواتية لرفع معدلات فائدة الاحتياطي الفدرالي يتوقع ان تتوافر قريبا الا في حال حدوث طارىء.
ورات رئيسة البنك المركزي الاميركي ان سوق العمل الاميركي تذهب "في الاتجاه الصحيح" والتضخم السنوي يتوقع ان يعاود الصعود "تدريجيا" على خلفية ارتفاع اسعار النفط العالمية.
وخلصت يلين الى القول "ان الافاق تنبىء بتحسن جديد لسوق العمل الاميركي والاقتصاد بوجه العموم".
وبعد توقف عجلة الاقتصاد الاميركي في الفصل الاول مع انكماش النشاط بنسبة 0,2%، يتوقع ان يسجل النمو "انتعاشا معتدلا" في الربع الثاني كما رات رئيسة الاحتياطي الفدرالي محذرة في الوقت نفسه من بعض "التقلبات".
الى ذلك فان النشاط في القطاع العقاري الذي بدأ يتعافى منذ الازمة المالية في 2009، ما زال تحت "الضغط" بسبب تشديد شروط الاقتراض لشراة محتملين بحسب يلين.
لكن الساحة الدولية هي التي تقلق رئيسة الاحتياطي الفدرالي اكثر من اي شيء اخر.
في هذا السياق لفتت رئيسة الاحتياطي الفدرالي في خطابها الذي القته امام احدى لجان مجلس النواب الاميركي الى "ان الوضع في الخارج بشكل خاص يلقي ببعض الظلال الخطرة على الاقتصاد الاميركي".
فحالة اليونان التي ابرمت الاثنين اتفاقا تمهيديا مع دائنيها الاوروبيين للحصول على خطة مساعدة جديدة، تبقى "صعبة" بالرغم من الانتعاش في مجمل منطقة اليورو كما قالت يلين.
وكانت يلين عبرت في منتصف حزيران/يونيو عن قلقها من المصاعب المالية لدى اثينا التي يمكن ان تؤثر على الاقتصاد العالمي ويكون لها "انعكاسات" على الولايات المتحدة.
واليوم الاربعاء لفتت رئيسة الاحتياطي الفدرالي الاميركي ايضا الى حالة ثاني اقتصاد عالمي، اي الصين، التي تجتاز مرحلة من الاضطرابات القوية في البورصات.
واعتبرت يلين "ان الصين ما زالت تواجه تحديات يطرحها ارتفاع الدين وضعف السوق العقاري وتقلب الظروف المالية".
وقد تدهورت بورصة شنغهاي بحوالى 30% خلال الاسابيع الثلاثة الاخيرة ما اضطر السلطات الى اعلان تدابير صارمة لاستقرار الوضع.
ومن المقرر ان ينعقد الاجتماع المقبل للجنة السياسة النقدية للاحتياطي الفدرالي في 28 و29 تموز/يوليو.