ابوظبي - صوت الامارات
تدرس شركات التطوير العقاري في أبوظبي تطوير عدد من مشاريع الإسكان لذوي الدخل المتوسط خلال الفترة المقبلة، لتلبية الطلب المتزايد على هذه النوعية من العقارات، وسط نقص المعروض.
واتجهت شركات خلال معرض سيتي سكيب أبوظبي، مؤخراً، لطرح وحدات عقارية بأسعار مخفضة، وتسهيلات في السداد، بهدف استقطاب ذوي الدخل المتوسط.
وأشار تقرير صادر، مؤخراً، عن مجموعة «جيه إل إل» للاستشارات العقارية، إلى ضرورة بذل المزيد من الجهود لتصحيح الخلل الراهن بين العرض والطلب في شريحة عقارات متوسطي الدخل بالسوق الإماراتي، لمنع تفاقم حدة النقص الراهن في حجم المعروض من الوحدات السكنية لهذه الشريحة.
وأوضح التقرير أن قطاع متوسطي الدخل يشكل ما نسبته 40% تقريباً في الإمارات، مؤكداً أنه على الرغم من اختلاف تعريف «الأسعار المناسبة» من سوق لآخر، إلا أن سعر البيع «المناسب» في الإمارات ربما يقدر بنحو 790 ألف درهم، بينما يصل الإيجار السنوي المناسب إلى نحو 72 ألف درهم.
وقال أبو بكر صديق الخوري، رئيس مجلس إدارة شركة الدار العقارية: «إن (الدار) تضع على قائمة أولوياتها، خلال الفترة المقبلة، مشاريع الإسكان المتوسط»، مؤكداً أن الشركة تدرس متطلبات السوق بصورة مستمرة.
وأكد أن «الدار» تعتزم إطلاق مشروعات جديدة تلبي احتياجات كل العملاء خلال الفترة المقبلة، لافتاً إلى زيادة الإقبال على مشروع «ميرا»، الذي أطلقته الشركة في جزيرة الريم مؤخراً، ويضم 400 شقة، ضمن فئة العقارات الملائمة لمتوسطي الدخل، حيث تم بيع كامل وحدات المشروع لمختلف الجنسيات.وبدأ سعر بيع الشقة المؤلفة من غرفة واحدة بمشروع «ميرا» من 900 ألف درهم، ونحو 1,2 مليون درهم للشقة ذات الغرفتين، و1,6 مليون للثلاث غرف، فيما تم إعداد الشركة لطرق ميسرة للسداد، تختلف بناءً على قيمة الدفعة الأولى، حيث تنخفض الأسعار عند سداد دفعة أولى مرتفعة القيمة.
وأكد الخوري اهتمام «الدار» بطرح مشاريع بأسعار تنافسية تناسب كل الفئات، موضحاً أن أسعار الوحدات بمشروع «ياس إيكرز» الذي تم إطلاقه خلال معرض سيتي سكيب أبوظبي مؤخراً، لكل الجنسيات، تبدأ من 2.96 مليون درهم لوحدة التاون هاوس ذات 3 غرف نوم، كما تبدأ أسعار الشقق في مشروع «مايان»، الذي تم إطلاقه العام الماضي للتملك الحر من 800 ألف درهم.
حجم الطلب
بدوره، قال سامح مهتدي، الرئيس التنفيذي لشركة بلووم العقارية: «إن الشركة استقبلت، مؤخراً، العديد من الطلبات لتنفيذ مشاريع لذوي الدخل المتوسط، وهو ما يعكس حجم الطلب على هذه الفئة بالسوق العقاري».
وأوضح أنه بناءً على ذلك، فإن بلووم تدرس إطلاق مشروع «بلووم ديستريك» متعدد الاستخدامات بمدينة زايد في أبوظبي، والذي يوفر نحو 6 آلاف وحدة سكنية، منها نحو 5 آلاف وحدة سكنية لذوي الدخل المتوسط.
وأضاف أن المشروع يمتد على مساحة 2,2 مليون متر مربع، موضحاً أن الشركة قدمت، مؤخراً، تصاميم المشروع الأولية لمجلس أبوظبي للتخطيط العمراني، تمهيداً للحصول على الموافقات اللازمة لبدء الأعمال الإنشائية بالمشروع، والذي سيعد أكبر مشروع في تاريخ الشركة، ويتم تنفيذه على مدى 12 عاماً.
وأوضح أن المشروع سوف يضم 5 آلاف وحدة سكنية موجهة لذوي الدخل المتوسط، إضافة إلى 1000 وحدة ما بين تاون هاوس وفيلا، إضافة إلى 20 ألف متر مربع من المساحات المكتبية، و2 مليون قدم مربعة من المساحات التجارية، بجانب فنادق عدة، توفر نحو 2400 غرفة فندقية.
وأضاف مهتدي «(بلووم) طرحت خلال معرض سيتي سكيب أبوظبي، مؤخراً، مشروع «فاية»، الذي يضم 135 فيلا، بأسعار تنافسية تبدأ من 2,6 مليون درهم للتاون هاوس المؤلفة من 3 غرف، والتي تمتد على مساحة 200 متر مربع، إضافة إلى حديقة، فيما تبدأ أسعار الفلل ذات الغرف الخمس، والتي تمتد على مساحة 300 متر، إضافة إلى الحديقة، من 4 ملايين درهم». وأوضح أن هذه الأسعار تناسب ذوي الدخل المتوسط، وهو ما أدى إلى بيع نحو 90% من المشروع، حيث تم بيع كل وحدات التاون هاوس.
وأوضح أن «بلووم» توفر كذلك وحدات المرحلة الثانية من مشروع «سوهو سكوير»، والذي يضم 302 وحدة سكنية بجزيرة السعديات، بأسعار تنافسية تناسب معظم الفئات.
ولفت إلى بيع نحو 60% من المشروع ضمن المرحلة الأولى، فيما ستضم المرحلة الثانية نحو 100 وحدة، بأسعار تتراوح بين 1,13 و1,6 مليون درهم.
سياسة خاصة
بدوره، قال محمد الخضر، المدير التنفيذي لقطاع التطوير العمراني واستدامة بمجلس أبوظبي للتخطيط العمراني، اهتمام المجلس بتطبيق السياسة الخاصة بإلزام شركات التطوير العاملة بالإمارة بتخصيص 20% من المساحة السكنية الإجمالية للمشاريع الكبيرة والمتوسطة كمساكن للأفراد من ذوي الدخل المتوسط.
وأضاف: «مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني اعتمد خلال العام الماضي 101 مشروع، تمتد على مساحة طابقية إجمالية تبلغ 13.58 مليون متر مربع»، موضحاً أن بعض هذه المشاريع تنطبق عليها الاشتراطات اللازمة لتوفر وحدات لذوي الدخل المتوسط، من حيث حجم المشروع.
وأكد أن بعض هذه المشاريع تقع في المناطق الاستثمارية مثل الريم وياس والسعديات، ومن ثم تم إلزام المطورين بتخصيص وحدات لذوي الدخل المتوسط بهذه المشاريع، متوقعاً بداية دخول هذه الوحدات للسوق خلال سنوات قليلة.
وأوضح أن السبب في تأخر دخول وحدات ذوي الدخل المتوسط بالمشاريع التطويرية للسوق، يرجع إلى تنفيذ معظم المشاريع على مراحل، مؤكداً صعوبة الحكم على تجاهل أي مشروع لذوي الدخل المتوسط، قبل انتهاء كل مراحل المشروع.
وكان مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني أعلن قبل نحو 5 سنوات أن استراتيجية المجلس تهدف إلى توفير خيارات سكنية جيدة تلائم دخل المقيمين في أبوظبي، موضحاً أن السياسة الجديدة الخاصة بتوفير مساكن لمتوسطي الدخل تتعلق بالمشروعات التي تضم مباني سكنية متعددة الوحدات، فيما لن يتم تطبيقها على المشاريع المؤلفة من مبانٍ مخصصة لعائلة واحدة (التاون هاوس والفلل).
أسعار تنافسية
وعلى صعيد متصل، أطلقت شركة التطوير والاستثمار السياحي، خلال سيتي سكيب، مشروع «منطقة لجونز السعديات»، والذي يضم أكثر من 4000 وحدة سكنية وتاونهاوس، بأسعار تنافسية تبدأ من 2,5 مليون درهم. وأكدت الشركة أن المشروع يستقطب مختلف شرائح المستثمرين الأفراد والمحافظ الاستثمارية، نظراً لأسعاره المميزة، والتي تناسب مختلف الفئات، حيث تتوافر وحدات في متناول الفئة المتوسطة وذوي الدخل المحدود.
وسيتم تطوير منطقة لجونز السعديات على مراحل، المرحلة الأولى تتضمن 820 منزلاً تاونهاوس، تقع جميعها ضمن مجمع حصري مسور وبمداخل خاصة. وتأخذ هذه المنازل بالطراز العصري المريح، ومنها 236 وحدة بغرفتي نوم، و584 وحدة بثلاث غرف نوم.
وتابع: «ومن بين 820 وحدة سكنية في المرحلة الأولى، طرحت شركة التطوير والاستثمار السياحي 246 وحدة للبيع، خلال سيتي سكيب أبوظبي 2016.
وتعد منطقة لجونز السعديات أكبر منطقة في جزيرة السعديات، بمساحة تبلغ 6 ملايين متر مربع، منها 2.4 مليون مربع حدائق ومسطحات خضراء، وستضم المنطقة اثنين من المراكز التجارية الصغيرة، أحدهما يطل على المتنزه والبحيرة المركزية، وقرية شاطئية تقع بالقرب من حافة الماء، ويمكن الوصول إليها بسهولة، عن طريق مسارات مختلفة.
كما تعد شركة منازل العقارية من أوائل الشركات التي اهتمت بالتركيز على مشاريع الإسكان المتوسط، حيث قامت الشركة بتطوير مشروع «الريف 1»، والذي يعد من طليعة المشاريع التي تم تخصيصها لذوي الدخل المتوسط، فيما أطلقت مؤخراً «الريف 2»، والذي يضم 860 فيلا.