وفد استثماري إماراتي حكومي وتجاري

يسعى وفد استثماري إماراتي حكومي وتجاري كبير يضم ممثلي نحو/ 60 / شركة مصنفة ضمن فئة المشاريع الصغيرة والمتوسطة إلى عقد شراكات تجارية جديدة مع مؤسسات صناعية صينية خلال حضوره المتميز في فاعليات معرض الصين لسلع الصادرات والواردات " كانتون 2014 " التي بدأت في مدنية كوانزو التابعة لممقاطعة كوانغدونج الصينية أمس .

و تنظم وزارة الاقتصاد المشاركة الإماراتية في المعرض خلال مرحلته الأولى التي تمتد خمسة أيام ضمن دورته الحالية نصف السنوية الـ/ 166 / .. بالتعاون مع كل من دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي وصندوق خليفة لتطوير المشاريع بموجب شراكة استراتيجية تهدف إلى مساندة الشركات الصغيرة والمتوسطة الإماراتية للوصول إلى الأسواق الخارجية وبناء شراكات جديدة في أحدى أضخم الأسواق عالميا.

ويضم الوفد الحكومي الإماراتي سعادة جمعة محمد الكيت وكيل وزارة الاقتصاد المساعد لشؤون التجارة الخارجية ومحمد مطر سيف الشامسي مدير أول دائرة دعم وتطوير المشاريع لدى صندوق خليفة وبدر ناصر الجنيبي رئيس قسم دعم التجارة الخارجية والصادرات في دائرة التنمية الاقتصادية بأبوظبي ومسؤولين كبار في كل من برنامج محمد بن راشد لدعم مشاريع الشباب وبرنامج سعود بن صقر لدعم مشاريع الشباب وهيئة رأس الخيمة للاستثمار والمنطقة الحرة في رأس الخيمة ومؤسسة " رواد الأعمال ".

ويعقد " معرض كانتون" مرتين خلال شهري أبريل وأكتوبر من كل عام في مدينة كوانزو جنوب الصين برعاية وزارة التجارة الصينية والحكومة الشعبية لمقاطعة قوانغدونغ وبتنظيم من مركز الصين للتجارة الخارجية.

ويعد المعرض الأقدم والأشهر والأضخم والأوسع نطاقا وأكثر اكتمالا على مستوى العالم من حيث حجم البضائع المعروضة وأعداد العارضين والمشترين من الخارج وعدد الزائرين حيث يقام على مساحة / 170 / ألف متر مربع يعرض فيه نحو / 120 / ألف منتج صناعي بأسعار تنافسية بما يمكن الجهات المشاركة من الاطلاع على مختلف المنتجات الصينية من شتى الأقاليم من دون الحاجة إلى التنقل.

وتختص المرحلة الأولى للمعرض بعرض المنتجات الإلكترونية والأجهزة المنزلية الإلكترونية وأجهزة الإضاءة والمركبات وقطع الغيار والآلات ومواد البناء والمنتجات الكيماوية.

وبدأ الوفد الإماراتي نشاطاته أمس بالتجول في قاعة المنتجات الإلكترونية عالية التقنية التي تم استحداثها لأول مرة خلال الدورة الحالية للمعرض حيث تضم أحدث المنتجات والصناعات المنزلية ومواد البناء التي تستخدم تقنيات تكنولوجية عالية المستوى.

كما عقد الوفد الحكومي برئاسة سعادة جمعة الكيت اجتماعا مع سعادة كوانغوم نائب رئيس مجلس إدارة إتحاد الشركات في مقاطعة كوانغتشو "كوانغدونغ" وعدد من المسؤولين الكبار في الاتحاد على هامش أعمال زيارة المعرض حيث أكد الجانبان أهمية استكشاف فرص التعاون الاستثماري والتجاري بين البلدين الصديقين.

وأبلغ الكيت وكالة أنباء الإمارات عقب الاجتماع أنه قدم دعوة لاتحاد "كوانغدونغ" لحضور أعمال ملتقى الاستثمار السنوي الخامس الذي سيعقد في دبي في نهاية مارس من العام المقبل ووعد سعادة قوانجوم بتلبيتها.

وقال إن الهدف من زيارة الوفد الإماراتي للمعرض دعم فئة الشركات الصغيرة والمتوسطة لتمكينها من الدخول إلى الأسواق الخارجية من ضمنها سوق الصين والتعرف على أحدث التكنولوجيا المستخدمة فيها والاستفادة من التجارب الناجحة لأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة بما يسهم في دعم الاقتصاد الوطني لدولة الإمارات.

وتأسس اتحاد "كوانغدونغ" عام 1980 ويضم في عضويته نحو تسعة آلاف و/ 200 / شركة من أكبر الشركات الصينية التي تعمل في عدة قطاعات كبناء السفن وشبكات الكهرباء والمترو والاتصالات والعطور والتبغ والطيران وغيرها.

وذكر الكيت أنه أوضح للجانب الصيني أن الوفد الاماراتي يتطلع إلى إيجاد شراكات جديدة بين القطاعين الخاص في كلا البلدين .. مشيرا إلى أن هناك كثيرا من الفرص التي يمكن لأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة الاستفادة منها خصوصا أن الصين تعد سوقا مؤهلة للاستثمارات الإماراتية ومركزا تجاريا حيويا في القارة الآسيوية وعلى مستوى العالم .

وأكد حرص وزارة الاقتصاد على تقديم التسهيلات لأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة كافة وتأمين البيئة الملائمة لهم لتطوير مشاريعهم ومختلف أعمالهم التجارية المتنوعة من خلال إطلاق المبادرات التي تدعم هذه الشريحة المهمة في اقتصاد الدولة وكان أحدثها إصدار القانون الاتحادي رقم / 2 / في شهر مارس من العام الحالي الخاص بالمشاريع والمنشآت الصغيرة والمتوسطة يهدف إلى تحقيق عدة أهداف من ضمنها تطوير المشاريع والمنشآت وتشجيع ثقافة البحث والابداع والابتكار وريادة الأعمال وتعزيز التنافسية.

وبين الكيت أنه بالرغم من صغر سوق دولة الإمارات نسبيا مقارنة بالسوق الصينية إلا أنها تعد نقطة انطلاق إلى مناطق الخليج والشرق الأوسط وشمال وشرق أفريقيا .. وقال " إننا فخورون بأن عددا كبيرا من السلع الصينية تستخدم السوق الإماراتية كنقطة انطلاق إلى مختلف الأسواق العالمية وأن ما نسبته / 60 / في المائة من صادراتها إلى أسواق المنطقة تعبر من البوابة الإماراتية ".

وأوضح أن العلاقات الاقتصادية بين الإمارات والصين تشهد ازدهارا كبيرا ومتناميا إذ بلغ حجم التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين / 38.5 / مليار دولار أمريكي في العام الماضي بارتفاع نسبته / 13 / في المائة عن العام السابق له.

وتشير التقديرات إلى أن عدد الشركات الصينية العاملة في الدولة يبلغ نحو أربعة آلاف و/ 200 / شركة و/ 356 / وكالة تجارية وأكثر من ألفين و/ 500 / علامة تجارية تعمل في مختلف القطاعات الاقتصادية مثل العقارات والإنشاءات والتجارة والخدمات والسياحة.

كما تستحوذ دولة الإمارات على حصة / 30 / في المائة من إجمالي الاستثمارات الصينية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية خلال عامي 2005 و2012 .

ويبلغ عدد سكان الصين نحو/ 1.4 / مليار نسمة على مساحة تمتد / 9.5 / كليومتر مربع ويبلغ ناتجها المحلي الإجمالي حوالي / 13.4 / تريليون دولار أمريكي ويصل معدل نمو ناتجها الإجمالي إلى ما نسبته / 7.7 / في المائة.

ووصلت قيمة صادرات الصين في العام الماضي إلى نحو/ 2.2 / تريليون دولار بينما بلغت قيمة وارداتها تريليونا و / 950 / بليون دولار كما حققت الصين استثمارات خارجية تقدر بنحو/ 541 / مليار دولار فيما بلغت قيمة الاستثمارات الأجنبية لديها حوالي / 1.3 / تريليون دولار .

وبينت الإحصاءات الرسمية لوزارة الاقتصاد الإماراتية .. أن الصين جاءت في المرتبة الثالثة بالنسبة للأهمية النسبية لحجم التجارة الخارجية للدولة في العام الماضي بقيمة / 19.4 / مليار دولار كما احتلت الصين نفس المرتبة بالنسبة لأهمية الدول المصدرة لدولة الإمارات بقيمة / 17.6 / مليار دولار فيما جاءت في المرتبة / 11 / بالنسبة لأهمية الدول المستوردة من دولة الإمارات بقيمة / 873.1 / مليون دولار.

وكانت آخر مشاركة لدولة الإمارات في معرض كانتون في أكتوبر من العام الماضي ضمن المرحلة الثانية التي تختص بالسلع الاستهلاكية والهدايا والديكور المنزلي.

يذكر أن الدورة الحالية الـ/ 116 / لمعرض كانتون تعقد على ثلاث مراحل خلال الشهر الحالي مدة كل منها خمسة أيام متتالية حيث تبدأ المرحلة الأولى في / 14 / من الشهر والثانية في / 23 / والثالثة في / 31 / من الشهر.

وعرفت كوانزو قديما باسم كانتون وهي مدينة عريقة تقع في جنوب الصين وكانت تعد نقطة انطلاق طريق الحرير البحري وخلال عهد "تشينغ" كانت أول ميناء تجاري تفتح للخارج وكان السبب في ذلك كونها أفضل منطقة متقدمة في الصين في ذلك الوقت.

وتحتوي المدينة على آثار تاريخية عظيمة بعضها مصنف ضمن التراث العالمي ويوجد فيها بعض الآثار الإسلامية والعربية وتعد حاليا قاعدة اقتصادية وتجارية عملاقة ويوجد فيها خمس مناطق اقتصادية متطورة.

كما تعد كوانزو أكبر ميناء في الصين وترتبط بـ/ 500 / ميناء تجاري في / 170 / دولة كما تمتلك شبكة مواصلات ضخمة تحتوي على شبكة مترو وباصات وسكك حديدية ومطار كوانزو الدولي.