اليوان الصيني

رأى محللون اقتصاديون ، أن إدراج اليوان الصيني في سلة حقوق السحب الخاصة لصندوق النقد الدولي، اعتبارا من الأول من أكتوبر الجاري، "خطوة عظيمة سوف تسهل الاستثمار الصيني في مصر".وقال السفير جمال بيومى أمين عام اتحاد المستثمرين العرب إن دخول اليوان ضمن سلة حقوق السحب الخاصة " خطوة عظيمة بالنسبة للصين وما تمثله لدول العالم الثالث، فهذه أول مرة لدولة نامية تكون العملة المحلية بها مقبولة عالمية".

وأضاف إن " هذا سيكون له أثر عظيم على التجارة الصينية حيث سيكون للصين الحق فى التصدير والاستيراد باستخدام عملتها المحلية، وهذه خطوة كبيرة بلا شك للصين ودول العالم الثالث فى ظل الركود فى التجارة الدولية".

واستطرد " بالنسبة لمصر، فإن الصين لديها استثمارات فى مصر وهناك تبادل فى الصادرات والواردات، واستخدام اليوان سوف يسهل الاستثمار الصينى فى مصر".

وتابع " سوف تدفع الصين لمصر باليوان، فى المقابل ستستخدم مصر اليوان كعملة معترف بها، وهذا سوف يشجع الاستثمار الصينى، ويجعل الصين تتوسع في الاستثمار بمصر، ما ينعكس ايجابيا على العلاقات بين البلدين".

من جهته، عزا الدكتور إيهاب الدسوقي رئيس قسم الاقتصاد بأكاديمية السادات، دخول اليوان ضمن سلة حقوق السحب الخاصة إلى تنامي الاقتصاد الصينى، والنمو الكبير للتجارة الخارجية للصين، التى أعطتها الحق فى أن تدخل عملتها ضمن العملات الأقوى عالميا.

ورأى أن دخول اليوان في وحدة حقوق السحب الخاصة سيزيد من قوة عملة الصين المحلية.

فيما قال الدكتور نصر عبد العال أستاذ الدراسات الصينية بجامعة (عين شمس) المصرية، إن " الصين ركيزة اقتصادية كبرى، تمثل قاطرة من قاطرات الاقتصاد العالمى، فهي ثانى اقتصاد عالمى بعد الولايات المتحدة الأمريكية، مع وجود أكثر من ثلاثة تريليون دولار احتياطي نقدى أجنبى لديها، لذلك أصبحت عملتها المحلية هامة، وبات للصين حق التداول فى الحركة التجارية العالمية بعملتها المحلية، وهذا دليل على قوة الاقتصاد الصينى".

وفيما يتعلق بتأثير ذلك على مصر، أوضح عبدالعال إن الصين تقوم بتنفيذ أكبر مشروع طاقة فى مصر باستثمار 3.3 مليار دولار، وهناك شركات صينية تنوى استثمار المليارات فى مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، كما أن شركة (تيدا) الصينية تقوم بتطوير سبعة كيلو مترات في المنطقة الصناعية بشمال غرب قناة السويس.

وأضاف إن حجم التبادل التجارى بين مصر والصين تجاوز 11 مليار دولار سنويا، وهذا سوف يساعد الصين فى استخدام عملتها فى استثمارتها بمصر وبما يفيد الشركات الصينية الموجودة على أرض مصر، لأنها لن تحتاج إلى عملة وسيطة مثل الدولار للاستثمار فى مصر.

وختم إن ذلك سوف يساعد كثيرا فى تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية بين مصر والصين، كما ان استخدام اليوان قد يساهم فى تحقيق انفراجة بأزمة نقص الدولار فى مصر.

وتشهد مصر أزمة حادة بسبب شح الدولار، العملة الرئيسية للاستيراد والتصدير، ما أدى إلى ارتفاع سعر صرف العملة الأمريكية في السوق السوداء إلى أكثر من 14 جنيها مقابل 8.87 في البنوك، في خطوة أدت إلى ارتفاع أسعار السلع والمنتجات المستوردة.