أبوظبي - صوت الإمارات
أكد جمعة محمد الكيت وكيل وزارة الاقتصاد المساعد لشؤون التجارة الخارجية متانة العلاقات التجارية والاستثمارية القائمة بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الصين الشعبية والتي شهدت على مدى السنوات الماضية نموا كبيرا أصبحت من خلاله الصين ثاني أكبر الشركاء التجاريين لدولة الإمارات.
وقال الكيت خلال مشاركته في افتتاح الدورة الرابعة من معرض إسبوع الصين للتجارة 2016 اليوم و الذي تستضيفه أبوظبي لمدة ثلاثة أيام إن الإمارات كانت من أوائل الدول التي دعمت مبادرة "حزام واحد طريق واحد" التي أطلقتها الصين قبل نحو 3 سنوات وساهمت بفعالية في كثير من الخطوات التي اتخذتها الصين لإحياء النشاط الاقتصادي والتجاري عبر أكثر من 60 دولة آسيوية وأوروبية تمثل دول طريق الحرير الجديد وحزامه الاقتصادي .
واعتبر أن دعم وزارة الاقتصاد لمعرض أسبوع الصين للتجارة الذي يعد أحد الأنشطة المنبثقة عن مبادرة "الحزام والطريق يمثل فرصة جديدة للتأكيد على اهتمام دولة الإمارات ودعمها لهذه المبادرة الرائدة ذات الآفاق التنموية الواسعة.
وأوضح الكيت أن الإمارات والصين تجمعهما قواسم مشتركة كثيرة في إطار مساعيهما لتحقيق التقدم والتنمية فكلا البلدين يحتل مكانة دولية مرموقة باعتباره محورا للتجارة العالمية وتقديم الخدمات اللوجستية ومركزا إقليميا للخدمات المالية وتتمتعان بالريادة في مجالات الاستثمار والعقارات وقطاع التشييد والبنى التحتية مشيرا إلى أن الرغبة المشتركة في تطوير العلاقات القائمة بصورة مستمرة في ظل هذه القواسم المشتركة التي أسهمت بصورة حقيقية في إرساء أسس شراكة اقتصادية راسخة بين البلدين.
وأكد أن هذه الشراكة انعكست بصورة جلية في أرقام التبادل التجاري حيث وصل إجمالي التجارة الخارجية غير النفطية بين البلدين في عام 2015 إلى 48 مليار دولار أمريكي وجاءت الصين في صدارة الدول المصدرة للإمارات في حين يمر عبر المرافق اللوجستية الإماراتية ثلثا تجارة الصين مع دول مجلس التعاون الخليجي.
ونوه إلى أن مجالات التعاون الاقتصادي بين الصين والإمارات عديدة ومتنوعة لا سيما تلك التي تتماشى و الأهداف الاقتصادية الاستراتيجية المندرجة في إطار محددات رؤية الإمارات 2021 بناء اقتصاد عالمي مستدام ومتنوع بقيادة كفاءات وطنية تتميز بالمعرفة مشيرا إلى أن من أهم تلك القطاعات المشاريع الصغيرة والمتوسطة والطاقة المتجددة والقطاعات المرتبطة بالابتكار والتكنولوجيا والبحث العلمي والقطاع الصناعي والسياحة وغيرها.
ودعا الكيت رواد الأعمال والمستثمرين الصينيين إلى الاستفادة من الفرص المهمة التي تتيحها البيئة الاقتصادية لدولة الإمارات ولا سيما في ظل استضافة دبي لمعرض إكسبو 2021 وما يرافقه من استثمارات ضخمة ونشاط تجاري كبير إلى جانب الميزات والحوافز الاقتصادية الكبيرة من موقع جغرافي استراتيجي وإعفاءات ضريبية وبنى تحتية عالمية المستوى ومنظومة تشريعية وتنظيمية جاذبة وحافزة لنمو الأعمال والاستثمارات ووجود نحو 40 منطقة حرة متطورة ومتعددة التخصصات تساهم بنحو ثلث التجارة الخارجية غير النفطية للدولة.
وأعرب سعادة الوكيل المساعد لشؤون التجارة الخارجية عن التزام وزارة الاقتصاد بتقديم الدعم لمعرض أسبوع الصين للتجارة في دولة الإمارات باعتباره أحد المنصات المهمة في استدامة الزخم والنشاط الذي تشهده العلاقات الاقتصادية والتجارية مع الصين إضافة إلى حرصها على تسهيل توفير كل عوامل النجاح للأعمال والاستثمارات الصينية في الدولة بما يساهم في الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية إلى مرحلة جديدة ومستدامة من النمو.
ولفت سعادته في ختام كلمته إلى أن معرض أسبوع الصين للتجارة الذي يقام برعاية وزارة الاقتصاد وافتتحه سعادة ني جيان سفير جمهورية الصين الشعبية لدى الدولة - وتنظمه مجموعة "إم آي إي" للفعاليات والمعارض يوفر فرصة بالغة الأهمية لمد جسور التواصل المباشرة بين مجتمع الأعمال الإماراتي وطيف واسع من المستثمرين والمصنعين الصينيين بما يعود على الجانبين بمنافع تجارية واستثمارية مشتركة و يساهم في الوقت نفسه بتعزيز التبادل الثقافي والاجتماعي وتبادل الخبرات والمعارف بين الإمارات والصين الأمر الذي يضفي بعدا مهما آخر على العلاقات الثنائية الوثيقة بين البلدين والشعبين الصديقين.
ويعد المعرض منصة سنوية تستقطب مجموعة واسعة من الشركات الصينية .
وبلغ عدد الشركات العارضة لدورة العام الحالي 300 شركة صينية تغطي أهم القطاعات التجارية والصناعية و تعرض لزوار المعرض أكثر من 1000 منتج صيني معظمها يركز على التكنولوجيا المتقدمة والصناعات القائمة على الابتكار.
حضر الافتتاح كبير مندوبي اللجنة الصينية لتنمية التجارة الخارجية لمنطقة الخليج ومدير المعارض والفعاليات في غرفة الصين للتجارة الخارجية إضافة إلى مسؤولين من الشركة المنظمة والذين قاموا بعدها بجولة على مختلف منصات المعرض واطلعوا على أبرز المنتجات الصينية المعروضة.
من جانبه ألقى السفير الصيني كلمة أكد فيها اهتمام بلاده بتعزيز علاقاتها الاقتصادية مع دولة الإمارات على مختلف المستويات مشيرا إلى أن إقامة معرض أسبوع الصين للتجارة في أبوظبي يمثل خطوة مهمة في هذا الإطار ويدعم جهود الحكومة الصينية في الدفع قدما بمشاريع وفعاليات مبادرة الحزام والطريق.
و أوضح أن منتجات قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة تمثل جزءا كبيرا من المعرض لهذا العام وأن 80 في المائة منها تعرض في دولة الإمارات للمرة الأولى التي اعتبرها المكان الأمثل لترويج منتجاتهم وتنمية تجارتهم .. وأشاد بما يتمتع به البلدان من علاقات راسخة وأثنى على المقومات الاقتصادية القوية التي تتمتع بها دولة الإمارات الأمر الذي جعل منها وجهة لأكثر من 200 ألف مواطن صيني يقيمون ويعملون على أرضها ومقرا لأكثر من 4000 شركة صينية تمارس أعمالها في الإمارات بنجاح ونمو مستمرين.
و أضاف السفير الصيني إن التوجهات الاقتصادية لدولة الإمارات نحو التركيز على الابتكار والمعرفة وريادة الأعمال والاستثمار في الطاقة وإضافة مجالات اقتصادية جديدة كالاقتصاد الإسلامي يمثل حافزا كبيرا للاستثمارات الصينية مشيرا إلى أن الاستثمارات الصينية المباشرة في الإمارات بلغت خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري 390 مليون دولار.
وألقى كبير مندوبي اللجنة الصينية لتنمية التجارة الخارجية ومدير المعارض والفعاليات في غرفة التجارة الخارجية الصينية كلمتين أكدا خلالهما أهمية المعرض ودوره في تعزيز أواصر العلاقات الاقتصادية بين البلدين.