سهام أحمد
توقع محافظ المصرف المركزي، مبارك راشد المنصوري، أنّ يسجل القطاع المصرفي الإماراتي أداءً قوياً خلال النصف الأول من العام الحالي وأن يكون أداء القطاع أفضل كثيراً من الفترة نفسها من العام الماضي، مؤكداً أن هناك العديد من المؤشرات على قوة الأداء فتم تسجيل تحسن واضح في حجم الودائع كما أن هناك تحسناً في مجال ترشيد النفقات التشغيلية للمصارف مع توقعات بانخفاض تكلفة الودائع بالدولة وسط العديد من المؤشرات الإيجابية خلال الفترة المنقضية من العام الحالي.
جاء ذلك في تصريحات صحافية، عقب إعلان بنك الاتحاد الوطني أنه أول مؤسسة من القطاع الخاص وأول بنك بالدولة يحصل على تصنيف معتمد ضمن "نظام النجوم العالمي لتصنيف الخدمات" الذي أطلقه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي تماشياً مع رؤية دولة الإمارات لتكون من أفضل الدول في العالم بحلول عام 2021 بهدف تحقيق نقلة نوعية في كفاءة الخدمات ورفع مستوى التنافسية في مختلف القطاعات بين الشركات ومراكز الخدمات ومراكز الاتصال والتطبيقات الذكية.
وحضر الإعلان عن هذه الخطوة رئيس مجلس إدارة بنك الاتحاد الوطني الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، ومحافظ المصرف المركزي مبارك راشد المنصوري ومساعد المدير العام للخدمات الحكومية والريادة حصة عيسى بوحميد، في مكتب رئاسة مجلس الوزراء بوزارة شؤون مجلس الوزراء وعدد من كبار المسؤولين بالمصرف المركزي وببنك الاتحاد الوطني، حيث يعد نظام النجوم العالمي لتصنيف الخدمات جزءاً لا يتجزأ من البرنامج الوطني للسعادة والإيجابية لكافة القطاعات والذي أطلقته وزيرة الدولة لشؤون السعادة لدعم حكومة الدولة لتحقيق السعادة والإيجابية في مجتمع الإمارات، ويتضمن نظام النجوم العالمي لتصنيف الخدمات تقييم جودة الخدمات وإدارة علاقات العملاء والموارد البشرية وأنظمة تكنولوجيا المعلومات والمنتجات وقنوات التسليم فتم تصنيف فرع بنك الاتحاد الوطني / السلام بـأربع نجوم ليكون أول مؤسسة من القطاع الخاص تحصل على هذا التصنيف، وذلك بعد مرحلة التقييم من قبل اللجنة المسؤولة من مكتب رئيس الوزراء وشركة لويدز ريجيستر كواليتي أشورنس العالمية.
وقال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، إن بنك الاتحاد الوطني ملتزم بالشراكة مع مكتب رئيس الوزراء والمصرف المركزي لرفع مستوى خدمة العملاء بهدف تحقيق سعادة المجتمع وتماشياً مع رؤية القيادة الرشيدة لدولة الإمارات من المقرر أن يتم ترشيح فروع أخرى لبنك الاتحاد الوطني للحصول على نظام النجوم العالمي لتصنيف الخدمات.
وبيّن محافظ المصرف المركزي في تصريحات صحافية، أن القطاع المصرفي بالدولة مبني على دعامة متينة ومعدل كفاية رأس المال أكثر بكثير من المطلوب مما يجعل القطاع قادراً على لعب دور فعال في الانتعاش الاقتصادي الذي تشهده الدولة في ظل نمو تسجيل معدل نمو بالناتج المحلي الإجمالي الحقيقي الإماراتي 3 % خلال العام الماضي، وواصل رأس المال واحتياطيات البنوك العاملة في الدولة ارتفاعه بنسبة 2.4 % إلى 338.7 مليار درهم خلال الربع الأول من عام 2017 فيما حافظت نسبة ملاءة رأس المال على نفس مستواها وظلت تتجاوز 12 % ونسبة الشق الأول تتجاوز 8 % وهي النسب المقررة من قبل المصرف المركزي، حيث بلغ معدل كفاية رأس المال بنهاية الربع الأول من 2017 نحو 18.6 % مقابل 18 % بنهاية الربع الأول من 2016 وبلغت نسبة كفاية الشق الأول من رأس المال 16.9 % مقابل 17.3 % بنهاية 2016 و 16.3 % بنهاية الربع الأول من 2016، معربًا عن تفاؤله بنتائج القطاع المصرفي بالدولة خلال العام الحالي مشيرا إلى أن الارتفاع المطرد في مستويات الودائع لدى القطاع المصرفي وتفوقها على القروض يدل على قوة الاقتصاد الوطني وثقة المستثمرين والعملاء المصرفيين بشكل عام، ومنوّهًا إلى أن مبادرة إسعاد العملاء في القطاع المصرفي تعد محوراً هاماً ضمن استراتيجية المصرف المركزي لعام 2017 – 2021 مؤكداً أن بنك الاتحاد الوطني كان سباقاً لتحقيق هذا الإنجاز المميز، وأن المصرف المركزي قام بتوقيع مذكرة تفاهم مع مكتب رئاسة مجلس الوزراء لتطبيق نظام النجوم العالمي على القطاع المصرفي في الدولة حيث يقيم هذا النظام تجربة المتعامل مع البنك ومدى قدرة الفروع التابعة له على تقديم خدمات استثنائية للمتعاملين تضاهي أفضل المستويات العالمية في جودة تقديم الخدمات، و أن هذا النظام أسهم في تحويل دولة الإمارات إلى دولة مصدرة لأفضل الممارسات العالمية في مجال تقديم الخدمات الحكومية متمنياً أن تكون الإمارات أول دولة تصدر أفضل الممارسات الخاصة بخدمة المتعاملين في القطاع المصرفي من خلال تطبيقه.
وأضاف المنصوري أنّه "نحن على مشارف شهر رمضان الكريم وفي عام الخير نتطلع إلى تعزيز المهارات السلوكية الخاصة بالموظفين لدى بنك الاتحاد الوطني وبقية البنوك العاملة بالدولة المتعلقة بالعطاء وتقديم الخير والابتكار في إسعاد المتعاملين، مهنئًا قيادة بنك الاتحاد الوطني وموظفيه وخصوصاً موظفي فرع شارع السلام الذين ضربوا مثلاً لإعلاء قيمة سعادة المتعاملين ليصبحوا مثالاً يحتذى به في باقي أفرع البنك والبنوك الأخرى وحثهم على الاستمرار في تطبيق هذه المبادرة على فروع البنك الأخرى متمنياً حصول فرع شارع السلام على السبع نجوم في القريب العاجل مؤكداً أن لديهم القدرة والكفاءة على تحقيق هذا الهدف.
وبمناسبة الاحتفال بالسبق الذي حققه بنك الاتحاد الوطني في هذا المجال قالت حصة عيسى بوحميد مساعد المدير العام للخدمات الحكومية والريادة في مكتب رئاسة مجلس الوزراء بوزارة شؤون مجلس الوزراء، إن تطبيق نظام النجوم العالمي لتصنيف الخدمات في قطاع الخدمات المصرفية يأتي لتحقيق أهداف رؤية دولة الإمارات لتكون من أفضل دول العالم بحلول عام 2021، وتم مشاركة تقرير التقييم الخاص ببنك الاتحاد الوطني مع مصرف الإمارات المركزي من قبل مكتب رئيس الوزراء الذي أثنى على الجهود الرائدة التي يبذلها بنك الاتحاد الوطني وحصوله على هذا التقييم المتميز بجودة الخدمات للعملاء.
وتوقع محمد نصر عابدين الرئيس التنفيذي لبنك «الاتحاد الوطني» أن يشهد القطاع المصرفي الإماراتي نمواً خلال العام الحالي بنسبة تتراوح بين 5 و 10% مقارنة بالعام الماضي الذي شهد ظروفاً صعبة تعرض لها الاقتصاد العالمي تزامناً مع انخفاض أسعار النفط وظهور بعض التعثرات متعلقة بإقراض الشركات الصغيرة والمتوسطة وارتفاع تكاليف الودائع المصرفية مما أدى إلى انخفاض الأرباح بالقطاع بوجه عام بنسب متفاوتة، وأعرب عن تفاؤله بأداء القطاع المصرفي خلال 2017 في ظل تحسن أسعار النفط وبوادر انتعاش بالعديد من القطاعات الاقتصادية والتزام البنوك بضوابط جيدة في التعامل مع المشروعات الصغيرة والمتوسطة.