القاهرة ـ مصر اليوم
توقع الدكتور أبو زيد راجح، رئيس مركز بحوث الإسكان الأسبق، أن يصل عدد سكان مصر إلى نحو 142 مليون نسمة عام 2050، مشيرًا إلى ضرورة العمل على إعادة توزيع السكان في ظل تركز السكان على نحو 5% من مساحة مصر. وحذر أبو زيد، خلال المؤتمر السنوي الـ48 لجماعة الإدارة العليا، الخميس، من تراجع معدل الأراضي الزراعية، مشيرًا إلى فقد نحو 300 ألف فدان زراعي منذ ثورة يناير وحتى الآن، على الرغم من اتجاه الدولة إلى استثمار نحو 10 مليارات جنيه منذ التسعينيات لتنمية نحو 350 ألف فدان في توشكى ولم يتحقق شيء حتى الآن. ولفت إلى تقديرات الدكتور فاروق الباز، التي قال فيها إنه طبقًا لصور الأقمار الصناعية، ستنتهي الأراضي الزراعية في مصر بحلول عام 2150. وحول العشوائيات الموجودة في مصر، أكد أن النمو العشوائي أصبح واقعًا لا يمكن حله أو القضاء عليه، ووصف كل المحاولات والإجراءات للتخلص من العشوائيات بأنه كلام غير علمي وغير دقيق. وتوقع أن يستمر تواجد العشوائيات ونموها في مصر إلى ما بعد القرن الحالي، مشيرًا إلى أن الأحياء العشوائية أصبحت ظاهرة كل المدن والقرى. من جانبها، قالت الدكتورة مها فهيم، رئيس قسم التخطيط الإقليمي بهيئة التخطيط العمراني، إن هناك تناميًا في معدلات الفقر، حيث بلغ نحو 26% خلال العام الجاري، مقابل نحو 25% عام 2010، فضلاً عن ارتفاع معدل البطالة التي بلغت نحو 16% عقب الثورة. وانتقدت سوء توزيع السكان، حيث إن سكان القاهرة الكبرى يمثلون نحو 25% من السكان، بينما تمثل نحو 3% فقط من مساحة مصر، في المقابل تصل مساحة الوادي الجديد وأسيوط لنحو 50% من مساحة الأرض، بينما يعيش بها نحو 5% من السكان. وأكدت أن الزيادة السكانية تحتاج إلى زيادة مساحة الأراضي الزراعية، مشيرة إلى أن الدراسات أكدت أن نحو 40% من إجمالي مساحة مصر، يمكن زراعتها على مدى السنوات المقبلة، ولكن في ظل الزيادة السكانية نحتاج بصورة عاجلة خلال 40 عامًا إلى إضافة نحو 6 ملايين فدان، يمكن توفير مياه النيل لنحو 3 ملايين منها، ولكن لابد من البحث عن مصادر ري أخرى منها تحلية مياه البحر. على مستوى آخر، أكد أحمد عبد الحليم، الخبير الاستراتيجي، أن مصر لديها العديد من العوامل التي تمنع إسرائيل من القيام بأي عملية ضدها، على عكس الوضع في الماضي. وقال، خلال المؤتمر، إن عملية تطهير سيناء من العناصر الموجودة هناك لابد أن تتزامن مع تنميتها، وإلا ستعود هذه العناصر مجددًا بعد الانتهاء منها. وحذر من محاولات الاستيلاء على أرض المفاعل المخصصة في الضبعة الآن، مشيرًا إلى أنها ليست عفوية، ولكن المقصود بها تعطيل البرنامج، منتقدًا الآراء التي تدعو إلى إقامته في سيناء وقال «كيف نقيمها بالقرب من التهديد الإسرائيلي». وأكد أهمية الحفاظ على تنسيق العمل بين مصر وإيران وتركيا، معتبرًا إياها رمانات الميزان في الشرق الأوسط، وأن تفتيت المنطقة يمكن أن يتحقق من خلال وقوع خلافات بينها أو خروج واحدة منها خارج الإطار.