إجراءات أميركية تجهض نوايا الشركات في التهرب الضريبي

تبنت الولايات المتحدة بشكل نهائي، أمس الخميس، إجراءات تم اقتراحها في إبريل الماضي، وتهدف إلى تفادي تهرب الشركات الأميركية متعددة الجنسيات من الضرائب من خلال نقل مقارها إلى الخارج أو إلى فروعها.

وصرح وزير الخزانة الأميركي جاك لو في مؤتمر صحافي عبر الهاتف بأن هذه الإجراءات الإدارية التي اتخذت بسبب "عدم تحرك الكونغرس"، تهدف إلى "جعل إفلات الشركات متعددة الجنسيات من تسديد الضرائب في الولايات المتحدة أكثر صعوبة".

وأضاف أن "هذه الإجراءات ستحد أيضاً من الامتيازات التي يمكن أن تحصل عليها المجموعات الأميركية في حال نقل مقرها إلى الخارج".

ويأتي تبني هذه الإجراءات بينما يسود توتر بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حول الضرائب التي تسددها هذه المجموعات الكبيرة، مثل "آبل" التي تطالبها المفوضية الأوروبية بتسديد 13 مليارات يورو من التسهيلات الضريبية التي حصلت عليها في ايرلندا.

وذكر لو أن "هذه التطورات الأخيرة مثل تحقيقات المفوضية الأوروبية حول الدعم الحكومي، سلطت الأضواء على قضية مكافحة التهرب من الضرائب من خلال نقل مقر الشركة إلى الخارج".

وأجبر إعلان هذه الإجراءات في إبريل عملاق الأدوية الأميركي "فايزر" على العدول عن شراء مجموعة "اليرغان"، ومقرها ايرلندا، حيث الضرائب على الشركات أقل بثلاث مرات بالمقارنة مع الولايات المتحدة لقاء 160 مليار دولار.

وأوضح لو أن هذه الإجراءات "يمكن أن تخفض الضرائب المالية لشركة ما من خلال إجراء تخفيضات مهمة على الفوائد، عندما تزيد الشركة ديون فرع في الخارج دون تمويل مشروع جديد في الولايات المتحدة".

وبعد أن جمعت وزارة الخزانة تعليقات الشركات، أخذت أيضا في الاعتبار الاستثناءات، لا سيما في ما يتعلق بالخزانات المشتركة بين الفروع أو القروض على المدى القصير.

ويفترض أن تؤمن هذه الاجراءات للخزينة الأميركية فائضاً متواضعاً من عائدات الضرائب يتراوح بين 600 و700 مليار دولار في السنة، بحسب مسؤول كبير في وزارة الخزانة.

لكن لو شدد على أن هذه الإجراءات لا تحل "نهائيا المشاكل" الناجمة عن نقل مقر شركة وأساليب المحاسبة لفرز الأرباح.

وتابع أن "الحل الحقيقي يقوم على إقرار الكونغرس لإصلاح واسع للضرائب على الشركات، مع اتخاذ اجراءات محددة ضد نقل مقر الشركة لدفع الضرائب في بلد آخر"، كما أشار إلى أن هناك "دعماً متزايداً من الجانبين حول ضرورة التحرك بسرعة"، خصوصاً بعد تحقيق المفوضية الأوروبية إزاء "آبل".