الهبوط الحاد بشركات التجزئة السعودية بطريقه للتلاشي

 

على ما يبدو فإن موجة التراجع، التي شهدها قطاع التجزئة في طريقها إلى التلاشي، فبعد هبوط مؤشر قطاع التجزئة السعودي بنسبة 36.4% منذ بداية العام، بدأت السوق تتلمس عودة انتعاش معظم أسهم شركات القطاع التي سجلت ارتفاعات ملحوظة في جلسات التداول الأربعة الماضية، باستثناء شركتي "فواز عبد العزيز الحكير" (-0.78%) و"ميكو"(-2.97%).


وارتفع مؤشر قطاع التجزئة 1.58% في تداولات يوم أمس، فيما بلغت المكاسب التي حققها المؤشر خلال أسبوع واحد بنسبة 7.30%.

وكان رئيس مجلس إدارة جرير للتسويق محمد العقيل قد قال إن التراجع الحاد الذي شهده قطاع التجزئة سينتهي بنهاية العام 2016 مع استقرار إنفاق المستهلكين بعد انكماشه نتيجة هبوط أسعار النفط وسياسات التقشف الحكومية.

واستند العقيل في اعتقاده إلى أن الناس بدأوا في اللجوء لمدخراتهم للحفاظ على مستوى الإنفاق.

ويتفق محلل أبحاث الأسهم في الأهلي كابيتال محمد طمليه مع العقيل، في حديث مع "العربية.نت"، على أن هناك حالة من عدم التيقن داخل القطاع بشأن مدى تأثير الإجراءات التقشفية التي اتخذت مؤخراً على إنفاق الفرد، لذا من الصعب برأيه التنبؤ في ما إذا كان الاستهلاك سيستمر ضعيفا خلال العام المقبل أم لا.

ويرى طمليه أن التعافي الذي يشهده قطاع التجزئة مؤخراً، يأتي بعد تراجعات حادة "غير مبررة" لاسيما في نتائج الشركات التي لا تصنف في خانة "الكماليات".

غير أنه يعود ليشير إلى أن نمو مبيعات الشركات في الفترة المقبلة، لا يرجع إلى نمو الطلب بل إلى ارتفاع أعداد المتاجر والفروع التي افتتحت خلال العام الماضي.

ورغم غياب عامل الموسمية، أيّ موسميّ الحج والمدارس، الذي أثر سلباً على مبيعات شركات التجزئة وبالتالي على صافي أرباحها في الربع الثالث، غير أن طمليه لا يتوقع أي تغير في أداء الشركات في الربع الرابع مقارنة بالربع السابق.
"فواز الحكير".. خسائر مستمرة

وفي مقابل هذه الصورة "الإيجابية" لعودة انتعاش قطاع التجزئة، تواصل شركة "فواز عبد العزيز الحكير" الاتجاه في المسار الهبوطي.

إذ أنهى سهم "فواز الحكير" تداولاته يوم أمس، التي اطلعت عليها "العربية.نت"، على خسائر بنسبة 0.78%، إلى مستوى 23.05 ريال للسهم، بتداولات بلغت قيمتها 91.6 مليون ريال ، وأحجام 3.9 مليون سهم.

إلا أن البيانات تؤكد أن مكرر ربحية سهم "فواز الحكير" يصل إلى 7.84 مرة، وهو ما يعتبر مستوى تاريخيا.

وبلغت خسائر سهم "فواز الحكير" خلال أسبوع 5.30%، علماً أن السهم قد تراجع بأكثر من 67.38% منذ بداية العام الجاري.

وتراجعت أرباح الشركة 81.1% إلى 58.7 مليون ريال في الربع الثاني من العام الجاري مقارنة بـ 310.6 مليون ريال في الربع الثاني من العام 2015.

وكانت شركة فواز عبد العزيز الحكير وشركاه قد أعلنت أن الرئيس التنفيذي للشركة سايمون مارشال قد تقدم باستقالته من منصبه أمس وذلك لأسباب شخصية.

يعزو طمليه تراجع صافي أرباح الشركة في الربع الثاني بالمقارنة مع الربع المماثل من العام الماضي إلى تأثر هامش الربح نظراً لزيادة الخصومات وكذلك تكوين مخصصات إضافية بقيمة 40 مليون ريال، بالإضافة إلى تكلفة المعارض الجديدة التي مازالت لم تصل بعد الى مستوى مبيعات المعارض الحالية.

كما إلى انخفاض المبيعات بالسوق السعودية بنسبة 24%، نظرا لانتقال جزء من مبيعات شهر رمضان من الربع الحالي إلى الربع الاول مقارنة مع العام السابق بالإضافة الى تدني المبيعات بعد موسم الحج متأثرة بطول مدة الإجازة وموسم العودة للمدارس.