منصور الشامسي

تأتي مجموعة "إسار" لمنصور جاسم الشامسي، ضمن سلسلة الأصوات الإماراتية الجديدة التي تحاول تقديم أوراق اعتمادها، دفعة واحدة، بعد أن استوفت الشروط الأولى لكتابة النص، وهذا ينمَّ بحق عن نضوج الموهبة، من جهة، ونضوج الأدوات، من جهة أخرى، لاسيما أننا نكاد ألا نقع على نصوص سابقة، ممهدة، منشورة للناص، وهوما يسجل له، ويسجل لجيل العقد الثاني من الألفية الثانية الذي ينتمي إليه، لاسيما إذا وضعنا بعين الاعتبارأن غواية النشر الإلكتروني، قد باتت تتوسع دائرتها، وهوما يشكل خطراً على تجييل الشعرية، بمفهومها التقليدي.
ويتبين لنا ذلك، أنى تتبعنا الخط البياني لهذه الشعرية، منذ مظانها الأولى في نهاية سبعينات القرن الماضي وحتى الآن، بما في ذلك عقدي الثمانينات والتسعينات اللذين شهدا إنجازات حقيقية، في مسارات هذه الشعرية، سواء أكان ذلك، في عالم قصيدة النثر التي تنتمي إليها هذه المجموعة، أوعلى صعيد قصيدة التفعيلة التي برزت على أيدي عدد من شعرائها، واستطاعوا أن يحققوا معادلة ثنائية "الحداثة/ الأصالة"، وبمستويات متفاوتة، حسب، عمق التجربة الشعرية لدى كل صوت على حدة .
تمتدّ مجموعة "إسار" على مئة وأربع وخمسين صفحة من القطع المتوسط، عبر سبعة وعشرين نصا، يحمل العناوين التالية: امتدادات قهوة - بكاء - رحيل - سقف أحلامي - عند الراهبات - فرح بحبها - مسافة - مغلق - هجرة - هذه قهوتك - اتصال - إسار - أشد ضُمني حزناً - أعرفك - اكتشاف - الثورة المضادة - الخط الأحمر - الفارس الأوحد - الورد الأحمر - بعض مالم أقله لك - تلاش - توق - طريق حبيبتي - توق - طريق حبيبتي - قلب آخر - مصير - مواصلة - هي وعيد الحب .
نصوص المجموعة كتبت في الفترة ما بين العامين 2012-2013 بل وإن التدقيق في التواريخ أكثر، يبين أنها أنجزت في أقل من سنتين، وفي هذا ما يدل على أن تتاليها، على هذا النحو، من دون أن تكون هناك نصوص خارج هذا التحديد الزمني، يعني أنها نصوص حالة واحدة، ومفهوم الحالة هنا، هو طبيعة الهم الواحد، ضمن هذا القوس الزمني، وأن التعمق في استقراء مناخات هذه النصوص يؤكد أن تخيرها، من لدن الشاعر، لم يأت اعتباطياً البتة، بل ثمة مسوغ فني لها، من ضمن عوالم النصوص ذاتها .
يجذب عنوان المجموعة "إسار" وهو عنوان أحد النصوص، قارئها، لاسيما أن هذه الكلمة كنقيض للحرية، جاءت مفردة، غير مضافة، أو موجودة ضمن سياق آخر، يبين أي نوع من الإسار هو المعني، لاسيما أن معنى كلمة "أسر في معجم المعاني الجامع" يأسر-أسراً، فهو آسر والمفعول مأسور، وأسير، أسر جندياً قبض عليه وأخذه أسيراً في الحرب، أسره سجنه، وحبسه وقبضه أسيراً . أسر الأسير شده بالإسار، هذا الفتى يأسر القلوب بخلقه، أي يشدها . إذاً، نحن في حضرة حالة أسر، تشي بها عتبة المجموعة، وإن كان معنى الأسر مفتوحا، بما يوفر له بعضاً من الحرية، من خلال المعنى الرمزي للأسر الذي يحيل إليه الشرح المعجمي .
وما دمنا في حضرة عتبة العنوان، فإنها تحيل على نحو مباشر إلى فهرست المجموعة، لنجدنا أمام عناوين مكثفة للنصوص، تتراوح بين المفردة والمفردتين والثلاث مفردات، ومن دون أن نجد سوى واحداً يزيد عن الثلاث مفردات وهو العنوان "بعض ما لم أقله لك"، الذي يأتي تحت هيمنة القول، باعتباره مؤهلاً للاسترسال، في ظل رفع الضوابط التكثيفية التي تكتب -عادة - لداع فني، هو من صميم النص الجديد، حيث نجد ثلاثة عشر عنواناً مكوناً من مفردة واحدة، وأحد عشر عنواناً مكوناً من عنوانين، ونصين مكونين من ثلاثة عناوين وأكثر .
من خلال هذا التقسيم للعناوين، على أساس عدد المفردات، نجدنا أمام مستويين في صياغة العتبات الثانوية، أحدهما الميل للتكثيف، وهو من شروط النص الجديد، مقابل آخر تظهر خلاله هيمنة القول، في ظل عدم استيفاء المفردة الواحدة دلالتها الإشارية في العنونة، لتكون مفتاحاً للناص إلى عالم النصوص، وإن كان في هذا الافتراض مجرد مقاربة، احتمالية، لا يمكن جزمها إلا بعيد وضع نصوص المجموعة على طاولة التشريح، ومن الممكن أن تتم القراءة السيميائية لهذه المفاتيح، على نحو أكثر تعمقا، من خلال ما توحي إليه المفردة الواحدة، أو العلاقة بين أكثر من مفردة في العنوان، ودرجة صلة ذلك بالنص، بل ومدى تمكن المفردة - في العنوان كما النص - من خروجها على المعجمية العامة، عبر مقدرتها على خلق معجمها الخاص، ليكون للنص الواحد معجمه، كما للنصوص التي يضمها غلافا المجموعة معجمها، بل ومن الممكن مقايسة ذلك بلغة الخطاب الفني لدى النص في إطار تجربته، في حال توافر نصوص ما قبل هذه التجربة، وما بعدها .
وإذا كان الناص قد أورد مفردة "إسار"، وما يحيل إليها، مرة واحدة، وعلى نحوصريح، في متن المجموعة، كعنوان نص، استطاع أن يكون عنوان المجموعة، كاملة، فهو مايشي بانبتات هذا العنوان، بل وهذا النص، عن جسد المجموعة، للوهلة الأولى، إلى أن تستبين عوالم النصوص أي افتراض مسبق .
ومن العلامات الفارقة التي تسجل للمجموعة، أن الناص لم يمهد لها بمقدمة خاصة من لدنه، وفي هذا ما يبين درجة ثقته بنصوصه، كما أنه لم يكلف سواه، وهذا أيضاً ليعزز حضور هذه الثقة في شخصيته، ناهيك عن مسألة أخرى وهي أن الكتاب لم يصدَّر بإهداء إلى أحد، كما أن النصوص برمتها تخلو من الإهداءات، وكأن بالناص يقول: إن العوالم التي أتناولها في نصوصي واضحة، ولا التباس فيها، لذلك فما من داع إلى أية دعامات أخرى . وحسناً تصرفت جهة النشر عندما لم تقدم للكتاب، لترفع بذلك أية وصاية على الناص والمتلقي، وإن كانت المقدمات، بأشكالها، مفاتيح جد ضرورية في خدمة المؤلف، والمؤلف، والمؤلف له، بيد أن هناك بعض المفاتيح التي ترهق كاهل شعرية الخطاب .
وما دمنا قد تناولنا المفاتيح النصية، أوعتبات النص، فإنه لمن اللازم الإشارة إلى أن هناك رسومات بالأسود، ترافق نصوص المجموعة للفنانة نيفين عزالدين، وهي تبدأ منذ ما بعد عنوان النص الأول، كي تساور النصوص، وتتفاعل ضمن فضاءاتها، في موازاة مع الشريط اللغوي، تأخذ مكانها إلى جانب اللوحة، أو تفرد لنفسها صفحة كاملة، وفي ذلك بعد جمالي، يظل في انتظار معرفة، هل أن هذه الرسوم كتبت كامتداد للنصوص، أم كانت سابقة عليها، أو تالية لها:
"دخلت بك كتاب العاشقين
ورسمتك خطا أحمر
لا يدنو منه أحد
لا يتجاوزه أحد"
نص "الخط الأحمر" ص 93
اللامكانية
إذا كان الناص قد دون تواريخ كتابة نصوصه، واحداً تلو الآخر، بيد أننا نجده يغفل مكان كتابة النصوص، وفي هذا لا يعني غياب جماليات المكان، حيث ثمة مقهى وثمة قلب أو ثمة بيت أوقصر أو شوارع أو طرقات أو أرض إلخ، بيد أن هذه الأمكنة عامة، يضاف إلى ذلك أن ثلاثية المكان الإماراتي: الصحراء - البحر - الجبل، تكاد لا تظهر إلا على نحو طفيف، إيمائي، بارق، على خلاف الحال لدى الكثيرين من الناصين الذين سبقوه في الأجيال السابقة، بل وعدد من مجايليه، حيث نجد التركيز على المكان، لاسيما بمعناه الجغرافي، أوحتى الفني:
"لا تأتني في الوقت الضائع
ليست لدي بضاعة أمنحها لك
أو قلب أفتحه لك
أو دم أسكبه لك
تعال إلي
حين آتي إليك"
نص "مغلق" ص 41

النص يرسم رموزه وأساطيره

النص في المجموعة، لا يتعكز على الأساطير، والتراث، كما أنه لا يطمح للتعكز على المزيد من الرموز الخارجية، ما دام أن المبدع الأصيل قادر على صناعة المزيد من الرموز، وكأنه يؤسس لأساطيره، ورموزه، من داخل خطابه، وإن على نحو أولي، على اعتبار أن مشروع الناص قائم، ومتواصل، بل إن تحقيقه لتجاوز الذات بين نص وآخر، يجلي إمكان الرهان على صوت يمتلك إمكانات تشكيل ملامح الذات التي لن تحيل إلا لذاته: حين تركته لهم معلماً
"آن لي أن أسترده
ليست كل الأوقات مفتوحة أبواب قلبي
آن لي أن أغلقه
كم جاملتهم
ودنوت من حبيباتهم، بعد إذنهم
كي أكتب لهم القصيد الممنهج
كي يسعدوا للأبد
ولا يغدوا متضائلين"
نص "مغلق" ص 43
اللغة
قبل كل شيء، إن أية قراءة بانورامية، أولى، لنصوص المجموعة، تبين أن من أول أوراق الاعتماد التي يقدمها الناص تلك اللغة المطواعة التي تظهر في نصوصه، إذ إن لبنة اللغة، أو المفردة، تحقق حضورها العام، وتأتي عفوية، رغم أن الجملة تجمع في بعض الأحيان بين مفردة معجمية، ضمن العبارة المكتوبة بلغة ما هو يومي، إلا أنها في الحالتين تنم عن وجود معجم خاص لدى الشاعر، وبغض النظرعن تقويم غناه، إلا أنه كاف لإشادة عمارة النص، من دون أي إحساس من قبل المتلقي بوجود فجوة لغوية، وهذه من أهم مقومات الشعرية، وإن كنا نفرق في هذه الحال بين مستويين من اللغة، أحدهما المستوى العام، وهو ما لا يعنينا كثيراً في هذا المقام، ثانيهما المستوى خاص، ويدخل ضمن رصيد الناص الذاتي، أثناء بناء قصيدته .
مؤكد، أن هناك مايشوب هذه اللغة، على صعيد الصياغة، أو الإملاء، أو النحو، بيد أن هذه الحالات الطفيفة، تبدو نشازاً ليس إلا، عندما يتم تقويم حضور اللغة في النص، لاسيما أن المتلقي لايجد أية تباينات في استخدام اللغة، بين نص وآخر، وإنما سيجد أن الحدود الأولى المطلوبة متوافرة، وهي جزء مهم من عدة أي مبدع، في تعميق تجربته، ومواصلة ديمومتها، وتقديم ما هو في مستوى الحلم .
وما دمنا في صدد تقويم اللغة النصية، فإنه يتوجب الإشارة إلى أن النص مدعو إلى خلق تراكيبه اللغوية التي يقترحها من داخله، بعيداً عما هو مألوف، لنكون أمام انزياحات جديدة، وإن كان الكثير من الدفء والعذوبة يمكن التقاطه في أكثرمن نص، أضف إلى ذلك ضرورة صياغة الواقع، بلغة أخرى، متمايزة عن لغة السارد، حتى وإن توجه إلى ما يدخل ضمن شعرية نثريات الحياة، لأن الكثير من هذه الحالات تم استهلاكها، نتيجة تناولها من قبل الناصين .
شعرية الحالة
من يقرأ نصوص مجموعة "إسار" يجد أن في نصوصها، رغم كل ما يمكن تسجيله عليها، ثمة معادلة فنية محققة، إذ يخرج النص عن إسار السرد، من خلال تحقيق كيميائه الشعري، ليس بوساطة ما هو مكرر، مستنسخ، بل من خلال محاولة اقتراح ملامحه الخاصة، وإن كان النص المشهدي، المتداخل مع ما هو شفاهي، قد يحيل إلى فضاءات "ماغوطية"، وذلك على صعيد انبثاق النص عن حالة ما، على نحو عفوي، بعيداً عن الصنعة، والبهلنة، من دون أن يخطط على صعيد بنائيته، اعتماد هندسة الصوت السابق عليه، ومن بين ذلك فيما يخص خواتيم النصوص، وعنصر المفاجأة، كي تتوزع لديه، كما حال ما يؤتى به النص من إدهاش على نحو غير مخطط، وفي هذا ما يجعل النص في حاجة إلى إعادة الكتابة، وكأنه رغم توافر مقدمات شرطه الإبداعي في حاجة عبارة عن اقتراحات من أجل نص تال، أو صياغة تالية .
ورغم كل هذا، فإن النص ليس معزولاً عن أدوات تأثيره، بل إنه يمتلك مقدرة على جذب المتلقي، وتشويقه، للتدرج من نص إلى آخر، وهذه السمة تحديداً لا تأتي إلا نتيجة روح شاعرة، تكمن وراء النص، وراء خلق النص، وإن كانت هذه الروح في حدود منجزها الأول، تلفت الأنظار إلى إنتاجها، بل أنها تدفع إلى خلق حالة ترقب المنجز التالي لها، من قبل المتلقي، المتابع، متذوق الجمال، وفي هذا نجاح في محاولة التجسير إلى المعني بالخطاب .
ثمة شعرية، يمكن تلمس هيولاها، بوضوح، تام، في نصوص المجموعة، وهي قائمة على دعامات عدة، إضافة إلى لغتها، ومن بين ذلك شعرية الحالة، لاسيما أن مايتناوله الناص هو ثيمة الحب، حيث ثمة: أنثى، على هامش النص، وفي متنه، توقد المفردة، أو الصورة، تترك أثر حرائقها، أنى تحل، ذات الناص، وهي تستعير من عالم السرد شخصية الراوي، البطل، والمخاطب/ الأنثى، ما يعزز سطوة النص، وما يغوي المتلقي في التفاعل مع النص، وإن كانت الصور تقدم نفسها، كما يتم في النص المفتوح، أو كما يتم في النص الشفاهي، من دون أن يتم تعميق خطوطها، من الداخل، متكئة بذلك على بدائل متعددة، لم يتلكأ النص الجديد في إيجادها، في الأشكال الأدبية المعروفة، حيث نجد للقص حضوره الجلي، كما أننا نجد للحوار المسرحي حضوره، إلى جانب إيقاعات بديلة، عن التفعيلة، أو العمود، وهي تتم عبر علاقة المفردة بسواها ضمن العبارة، وهكذا من خلال علاقة العبارة بغيرها ضمن البناء النصي .
وفي ما إذا كانت هناك مباشرة ما، نلحظها على امتداد نصوص المجموعة، فإن سبب ذلك هيمنة ما هو معرفي، على ما هو تقني، ووجودهم، ينطلق منه، ليكون النص تجسيداً لحالة يقدمها الناص، مقدماً من خلالها ما هو تفصيلي، يومي، في إطار علاقته بالأنثى، بما في ذلك أحلامه، وأحزانه، وأفراحه، انكساراته، وإنجازاته، وهو في حضرتها، على حد سواء .
بعيداً، عن الولوج إلى عالم المجموعة، من خلال المفردة التي جاءت على الغلاف الأول، وتصفها بأنها تنتمي إلى الشعر، فإن أية متابعة من قبل المتلقي لعوالم هذه النصوص، تبين أنها تنتمي إلى نوع كتابي مختلف . فصحيح، أن هناك تقاطعات، وبأكثر من شكل مع ما هو سردي في هذا النص، أوذاك، إلا أن هناك مالايتقاطع مع ثيمة السرد، بل يفترق عنه، من خلال تشكيل ملمحه الجمالي الخاص، بما يجعله رهن هوية فنية أخرى سرعان ماتنكشف له، أنى تتبع الشريط اللغوي، ضمن فضاء النص الواحد، أوجملة النصوص التي تشكل خريطة هذه المجموعة .
لا بد من الإشارة، هنا، إلى أن كل نص من نصوص المجموعة، من الممكن أن يتم استقراؤه، على انفراد، عبرخطاب قرائي، إن لم أقل نقدي، انطلاقاً من أن كل نص إبداعي، يفرز نصه النقدي على حد قول "تزفيتيان تودوروف" من دون الانطلاق من أي تقعيد مسبق، وإسقاطه على النصوص، أو إخضاعها له، على نحو "بروغوستي"، وتأسيساً على هذا، فإن هذه القراءة، ستحاول اختيار خمسة نصوص، أحدهما النص الافتتاحي للمجموعة "امتدادات قهوة" وثانيهما نص "إسار" إضافة إلى ثلاثة نصوص، متناولة بشكل عشوائي، ضمن القراءة العامة للمجموعة، وهي: هي وعيدالحب - هذه قهوتك - اكتشاف .
في النص الافتتاحي، والذي يرد فيه - بدوره - أحد اشتقاقات مفردة الأسر، ثمة خطاب للذات، تظهر من خلاله الأنثى، يصف عبره حالة إنسانية، بالكثير من الرومانسية، رغم غيابها الفيزيولوجي، في المقهى، تبدو روحها حاضرة، من خلال رائحة عطرها، وفنجان قهوتها عبر نص إيماضي، مكتوب في أقل من ثمانين مفردة - فيما إذا حذفنا الأحرف والأدوات - ويعد من أكثر النصوص التي اعتمد فيها الناص على التكثيف، وإن كان في مقدوره، حذف الكثيرمن الاستطالات والزوائد فيه، مادام أن في "تضييق العبارة" "اتساع المعنى" .