"قطر الشريرة الصغيرة هذا الصديق الذي يضمر لنا السوء"

أصدر الكاتبان الفرنسيان نيكولا بو وجاك ماري بورغيه كتابًا بعنوان: "قطر الشريرة الصغيرة، هذا الصديق الذي يضمر لنا السوء".

وأوضح الكتاب أن الدوحة فرضت نفسها كفاعل مؤثر على الساحة الفرنسية في الاقتصاد والسياسة الخارجية في المناطق التي تمس مصالح باريس مثل لبنان وليبيا.

كما تناول الكتاب المخططات الخفية التي تعمل قطر من خلالها من أجل بسط نفوذها في أنحاء كثيرة من العالم رغم كونها إمارة صغيرة، وعدم امتلاكها مقومات الدولة العظمى واعتمادها بشكل أساسي علي سلاح واحد وهو سلاح المال، إذ يبلغ حجم استثماراتها الخارجية نحو 210 مليار دولار.

وأشار الكاتبان الفرنسيان، إلى أيديولوجية قطر التي تنتهج فكرًا متشددًا يتبنى تفسيرًا أصوليًا متشددًا للدين الإسلامي ومحاولة قطر استقطاب مسلمي فرنسا لهذا الفكر عن طريق تمويل المراكز الإسلامية هناك.

وركّز المؤلفان على دعم حاكم قطر السابق الأمير حمد بن خليفة وزوجته الشيخة موزة المسند ورئيس حكومته الشيخ حمد بن جاسم للنزاعات والحروب الأهلية في العالم العربي، ودورهم في التمهيد لتولي التيارات الدينية السلطة عقب ثورات الربيع العربي، ودعم قطر للمتشددين في شمال مالي رغم ادعاءهم بأنهم أصدقاء للغرب.

كما تناول الكتاب في فصل مستقل دور قناة الجزيرة كذراع إعلامي للدولة القطرية واستخدامها كسلاح دمار شامل مسلّط على الدول التي يستهدفها أمير قطر.

ولفت الكتاب إلى مساعي قطر للتعمق في الساحة الدولية في مختلف المجالات ومن ثمّ جاء فوز قطر بتنظيم كأس العالم في 2022 بتقديمها رشاوي سخية.


كما تطرّق المؤلفان الفرنسيان إلى طبيعة النظام القطري الذي يتسم بالطابع الاستبدادي وعدم الالتفات للمبادئ القانونية والدستورية ومبادئ حقوق الإنسان، مما يجعل "ربيع الدوحة" مسألة شديدة الصعوبة، نظرًا لتشدد النظام في تطبيق الحريات والتضييق على معارضيه.

وأكدّ الكاتبان أن الشعار الذي تنتهجه قطر هو "إظهار المزايا والفضائل وإخفاء العيوب والنقائص" إذ تحتل قطر مرتبة متأخرة للغاية في تصنيف الديمقراطيات حول العالم وهي المرتبة 138 من بين 157 دولة ومع ذلك تغض الحكومات الغربية الطرف ولا تتطرق لموضوع الحريات وحقوق الإنسان في قطر.

 وأضافا أن قطر تلعب دورًا سلبيًا للغاية في تفاعلات المنطقة بشكل عام، كما أن الأمير السابق حمد "الصديق الصدوق لإسرائيل" قد وجه اهتمامه نحو حركة حماس، وذلك بمساعدة أصدقائه الأتراك بأن تغير الحركة من فكرها وطبيعتها لتتخلى عن الكفاح المسلح وتعترف بإسرائيل.

 وتوقع الكاتبان سيناريو مستقبلي بأن تتخذ الحركة عمّان مقرًا لها بعد عزل الملك عبد الله ملك الأردن وإرساء جمهورية على النمط الإسلامي بدلًا من المملكة الهاشمية، علي أن يرأسها خالد مشعل زعيم حركة حماس وأن يتم منح إسرائيل الضفة الغربية.

 ويعيش الفلسطينيون في  الضفة الأخرى من نهر الأردن، إلا أن هذا المخطط لم يلق قبولًا من كل أعضاء حركة حماس ومن بينهم أحمد جبريل القائد العسكري للحركة والذي اُغتيل بصاروخ إسرائيلي، وكان ذلك الحادث بمثابة رسالة تحذير لكل من يشاركه نفس الرأي.