جرف هار لتهاني الهاشمي

صدر عن دار مداد للنشر والتوزيع في دبي رواية (جرف هار) للكاتبة الإماراتية تهاني الهاشمي، وجاءت في 280 صفحة من القطع المتوسط .

تندرج الرواية في سياق الروايات الاجتماعية، التي تبوح من خلالها الزوجة بكثير من محطات حياتها البائسة، وبالتالي تحاول الانعتاق من هذا الواقع، هي رواية الاحتجاج ومحاولة الخروج من دائرة الروتين والكآبة التي تفرضها اشتراطات الزواج التقليدي الذي لم تفلح معه كل أشكال النعمة والترف الشكلي، تلك المنزلة الاجتماعية التي يتعامل معها الزوج بوصفها ديكورا يكمل حياته الشخصية، الزوجة بالنسبة إليه ليست أكثر من متاع وشكل، تستلزمه البروتوكولات التي يجد نفسه منساقا إليها بحكم وظيفته، فتتغلغل هذه الطبائع إلى وجدانه لتصبح أصلا، بدلاً من أن يكون متوازنا وذكيا ومتواضعا ومقدرا لواجباته تجاه عائلته .

تقدم الكاتبة لروايتها بعنوان "هي" الذي تضيء من خلاله على شخصيتها، بل بوحها الداخلي بقولها "كان الضوء مسلطا على عنقي، شعرت به يخترق قصبتي الهوائية، في محاولة لكشف كل ما تجمع في صدري من أوجاع، ونزعات مجنونة، كنت موجوعة بحق، ولم أكترث لأحد في غرقي الوشيك سوى ذاتي" .

في المقابل تقدم تمهيدا عن الزوج " لم تستهوني إمرأة قط لحد الولع بها، كلهن مجرد محطات في حياتي، وحتى زوجتي تعودت على وجودها في حياتي، لا أخشى فقدها أبدا، حصلت عليها كسهولة قطف ثمرة لذيذة من شجرة متوسطة الارتفاع، فهي دائما ما تحاول تذليل نفسها لي، ما يشعرني ببعض النفور منها، لا أميل لأداء الواجبات العائلية . . .ألخ" .

تنتهي الرواية بقصة مأساوية "سحبني من شعري وصفعني عدة مرات، حين ينتهي الحب أدرك أنه لم يكن حبًا . . الحب   لابد أن يعاش، لا أن يتذكر، ويبقى السؤال لماذا هوينا إلى الجرف؟" .