القاهرة - وكالات
صدر مؤخرا عن وكالة الصحافة العربية بالقاهرة كتاب بعنوان "نساء ضد التيار رائدات العمل النسائى فى مصر" للكاتب هشام نصر، يتحدث عن نساء شهيرات رائدات فى العمل الفكرى، ابتداء من السيدة صفية زغلول، مروراً بالسيدة عائشة عبد الرحمن، ختاماً بأول قاضية مصرية وهى المستشارة تهانى الجبالى. يقدم الكاتب كتابته قائلاً "لعبت المرأة دوراً مهماً فى المجتمع المصرى، فقد حكمت حتشبسوت مصر فى الفترة من 1479 ق. م حتى 1457 ق. م، وكان لها دور تاريخى فى تعضيد أركان الدولة فى ميادين الدين والتجارة الخارجية، وعلى هذا النهج سارت نفرتيتى وكليوباترا، ومع قيام الدولة الحديثة فى عهد محمد على، برز دور المرأة واضحاً، حيث أنشئت مدرسة الممرضات عام 1932، وكانت النواة الأولى التى مهدت لخروج المرأة المصرية إلى ميدان العمل. ويبدأ الكاتب بذكر أولى رائدات العمل النسائى فى مصر، وهى أم المصريين من رائدات حركة تحرير المرأة فى مصر صفية مصطفى فهمى، زوجة سعد زغلول، وابنة رئيس الوزراء المصرى الأسبق مصطفى فهمى، وقد عرفت باسم صفية زغلول نسبة إلى زوجها الزعيم المصرى، وخاضت هى وهو معاركا فائقة فى مواجهة الإنجليز أسفرت عن رصيد هائل من الشـعارات والتـنديدات، وإنجاز آخر مهم هو تتويج السيدة صفـية أما لـكل المـصريين بعدما أقصى الإنكليز زوجـها خارج البلاد. وعن نبوية موسى، رائدة تعليم الفتيات فى مصر الحديثة، التى قهرت ظروف التخلف وطوعت الحياة لإرادتها وحفرت اسمها بحروف من نور فى تاريخ التعليم. ويكشف الكتاب بدايات علاقات نبوية موسى بالتعليم، وذكاءها الذى مكنها من تعليم نفسها، وتصميمها على تنفيذ إرادتها وإصرارها على تحقيق أهدافها، دون الخضوع لمجتمع كان يرى فى تعليم البنت خروجا على الآداب العامة، وهكذا التحقت نبوية موسى بالقسم الخارجى للمدرسة السنية عام 1901 وفى عام 1903، التحقت بالسنة الأولى قسم معلمات السنية، وحصلت على دبلوم المعلمات سنة 1906؛ لتتعين معلمة بمدرسة عباس الابتدائية، لتبدأ رحلتها فى مجال ممارسة التعليم. وصممت بعد ذلك على أن تحصل على شهادة البكالوريا، الثانوية العامة، واستعدت لها بمجهود ذاتى، فلم يكن فى مصر آنذاك مدارس ثانوية بنات، وتقدمت لهذا الامتحان، فأثارت ضجة فى وزارة المعارف باعتبارها أول فتاة فى مصر تجرؤ على التقدم لهذه الشهادة. ويذكرنا الكاتب برائدة أخرى وهى أول من قادت مظاهر نسائية فى 16 مـارس سـنة 1919، والذى أصـبح بعد ذلك عيداً للمرأة المصرية، فقد بدأ كـفاح "هدى شعراوى" السـياسى، عندما خرجـت على رأس مظاهرة نسـائية من 300 سيـدة مـصرية للـمناداة بالإفراج عن سعد زغلول ورفاقه، وخرجت لتواجه فوهة بندقية جندى بريطانى، وشهد هذا اليوم التاريخى استشهاد أول شهيدة للحـركة النسائية. وعلى صعيد العالم الاجتماعى أسهمت هدى شعراوى ضمن ما أسهمت فى إنشاء مبرة محمد على لمساعدة أطفال المرضى سنة 1909، وفى مارس 1923 أسست جمعية باسم الاتحاد النسائى المصرى، بهدف رفع مستوى المرأة الأدبى والاجتماعى، للوصول إلى حد يجعلها أهلاً للاشتراك مع الرجال فى جميع الحقوق والواجبات. كما اختيرت هدى شعراوى عضواً فى اللجنة التنفيذية للاتحاد النسائى الدولى، فى مؤتمر الاتحاد النسائى الدولى العاشر فى باريس عام 1926، وبذلك أصبحت الممثلة الوحيدة للمرأة من بلاد الشرق الأقصى والأدنى فى هذه اللجان. ويتحدث الكتاب أيضا عن (لطفية النادى)، التى حظيت بالريادة العربية والأفريقية فى ميدان الطيران، عندما صممت على الالتحاق بمدرسة الطيران، وبعد ثلاثة أشهر فقط من التحاقها بمدرسة الطيران حصلت على رخصة الطيران. أما الرائدة "سهير القلماوى" فقد كانت أول فتاة تلتحق بجامعة فؤاد الأول، جامعة القاهرة حالياً، حيث التحقت بكلية الآداب، واختارت قسم اللغة العربية الذى كان يرأسه عميدها د. طه حسين، وكانت البنت الوحيدة فى القسم. وحصلت على ليسانس قسم اللغة العربية واللغات الشرقية عام 1930، كما تعد "القلماوى" أول فتاة مصرية تحصل على الماجستير، كما حصلت على الدكتوراة فى الآداب عام 1941 عن "ألف ليلة وليلة". وعن "عائشة عبد الرحمن" يقول المؤلف: لم تكن بنت الشاطئ كاتبة ومفكرة وأستاذة وباحثة فحـسب، بل نموذجاً نادراً ومزيداً للمرأة المسلمة التى حررت نفسها بنفسها بالإسلام، ولها مؤلفات فى الدراسـة القـرآنية والإسلامية؛ أبرزها: "التفسير البيانى للقرآن الكريم"، و"القرآن وقضايا الإنسان"، وتراجم "سيدات بيت النبوة"، ولها دراسات لغوية وأدبية وتاريخية أبرزها "نص رسالة الغفران للمعرّى"، و"الخنساء الشاعرة العربـية الأولى" و"مـقدمة المنهج.. إلخ" كما أنها لم تكتف بالكتابة فحسب، بل خاضت معارك فكرية شهيرة، وكان أبرزها معاركها ضد التفسير العصرى للقرآن الكريم، ودعمها لتعليم المرأة واحترامها بمنطق إسلامى، وحجة فقهية أصولية، دون طنطنة نسوية، ومواجتهتها الشهيرة من أهم ما كتب فى الموضوع من دراسات سلطة الضوء على علاقة البهائية بالصهيونية العالمية. وينقلنا الكاتب إلى سميرة موسى، أول عالمة ذرة مصرية صاحبة شخصية موسوعية جمعت بين الثقافة والعلوم، ساردا بعض تفاصيل حياتها ونشأتها وتعليمها، وعن إيمانها بمبدأ التكافؤ فى امتلاك الأسلحة النووية. ويذكر الكتاب أيضا العديد من الرائدات مثل الإعلامية "صفية المهندس"، و"راوية عطية"، أول امرأة فى البرلمان، وأول سفيرة الدكتورة عائشة راتب. وفى ختام كتابه يحدثنا الكاتب عن المستشارة تهانى الجبالى، أول قاضية مصرية، قائلاً: تم تعيين تهانى الجبالى المحامية المصرية البارزة فى يناير 2003، أول قاضية فى البلاد، وهى أول محامية مصرية منتخبة لعضوية مجلس نقابة المحامين العامة لمصر منذ إنشاء النقابة عام 1912، وعملت عضواً باللجنة التشريعية واللجنة السياسية بالمجلس القومى للمرأة، حتى تاريخ التعيين بالقضاء، ونالت العديد من الأوسمة والدروع وشهادات التقدير من منظمات محلية وعربية ودولية فى مجال الدفاع عن قضايا حقوق الإنسان وقضايا حقوق المرأة والنشاط الاجتماعى والسياسى.