شاب عمره 35 عاما اشتهر باسم «سراييفو» يعمل إمام مسجد لبعض الوقت بكارنيه مضروب من وزارة الأوقاف، ليزيد دخله بمعدل 200 جنيه شهريا، وتقوده نزواته إلى إدارة وكر صغير للدعارة تحت ستار مكتب محام يؤسسه بموجب عضويته في نقابة المحامين التي اكتسبها بعد تخرجه في كلية الحقوق وعمله موظفا في إدارة الشؤون القانونية لشركة منظفات، براتب ضئيل لا يكفي لتلبية حاجات أسرته الأساسية. الشاب واسمه أحمد عبد الله محمد، تضعه المصادفة في مواجهة سلطة غاشمة تقرر إزالة أحد الأحياء العشوائية وتشريد أهله لمصلحة مفسدين كبار، فتحيله تلك السلطة إلى المحاكمة بتهمة «التدبير لقلب نظام الحكم، والاستقواء بقوى أجنبية لتحقيق ذلك». تلك باختصار هي الحكاية المركزية في رواية «الشهير بسراييفو» لعلي سيد علي الصادرة مؤخرا عن دار «روافد» في 96 صفحة، وتدور أحداثها في حي فقير بمدينة الإسكندرية، قبيل ثورة 25 يناير لتفضح تواطؤ فساد سلطة الحكم مع تيار سياسي واجتماعي جارف يتخذ الدين ستارا لتحقيق مآربه غير البريئة بالطبع، وفي ظل عالم أوسع يتواطأ مع جرائم ضد الإنسانية تقع علنا، بل وتحت سمع وبصر ما يسمى بقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. وعلي سيد علي، المولود بالقاهرة عام 1978، يعمل صحفيا، وصدر له ديوان «أقول الشعر» عن سلسلة إشراقات، الهيئة المصرية العامة للكتاب عام 2005، ورواية «كشف هيئة» عن دار ملامح  للنشر عام 2010، وله قيد النشر رواية ثالثة بعنوان «برج العرب».