"بعد القهوة" أحدث رواية أصدرتها مكتبة الدار العربية للكتاب، الشقيقة الصغرى للدار المصرية اللبنانية، والتى يصفها مؤلفها الدكتور عبد الرشيد الصادق محمودي، فى عنوان فرعي بأنها"ثلاثية روائية". تدور أحداث الجزء الأول من تلك الثلاثية وعنوانه "قاتلة الذئب" في قرية "القواسمة" بمحافظة الشرقية، أما الجزء الثاني "الخروف الضال" فتقع أحداثه في مدينتي الإسماعيلية وأبوكبير، فيما تدور أحداث الجزء الثالث "البرهان" في فيينا عاصمة النمسا. تنهل الثلاثية من روافد ثقافية متعددة، فهي بالإضافة إلى الفولكور المصرى تتضمن إحالات صريحة أو ضمنية إلى الكتب السماوية الثلاثة، وإلى الأساطير اليونانية، وبخاصة ما جاء في إلياذة هوميروس وأوديسته، وبصفة أخص قصة ضياع أوديسيوس وهو في طريقه إلى وطنه عائدا من الحرب على طروادة، وإلى عدد من الروايات العالمية مثل "الإخوة كارامازوف" لدستويفسكي، و"الدكتور فاوستوس" لتوماس مان. ومدحت، بطل تلك الثلاثية هو في نهاية المطاف خلطة غريبة عجيبة، فهو فلاح مصري، لكنه في نفس الوقت يوناني قديم وأوروبي معاصر. ومحمودي هو موظف سابق في منظمة اليونسكو بباريس، بدأ حياته في المنظمة مترجما، فرئيسا لتحرير الطبعة العربية من مجلة "رسالة اليونسكو"، فأخصائي برامج بقطاع الثقافة، فمستشارا ثقافيا. الجدير بالذكر أن عبدالرشيد الصادق محمودي، درس الفلسفة في جامعتي القاهرة ولندن، وحصل على درجة الدكتوراه في مجال دراسات الشرق الأوسط من جامعة مانشستر، ومارس الكتابة الإذاعية للبرنامج الثاني في إذاعة القاهرة، وللقسم العربي في الـ "بي بي سي" بلندن.