لندن ـ وكالات
استوقفني كتاب ميكو بيلد «ابن الجنرال»، الصادر بالإنجليزية عن «جست وورلد بوكس» 2012، في 220 صفحة من القطع المتوسط، لأكثر من سبب. فالكاتب ليس شخصا عاديا يسرد وقائع سيرة عادية. ولا تنطوي سيرته كخبير في فن الكاراتيه، على ما يثير اهتمام الكثيرين، لو اقتصرت روايته على هذا الجانب، ولا حتى هواة هذا الفن من الرياضة. ولا هي إسرائيليته وصهيونيته الموروثة وتخليه عنها مثلما فعل آخرون، هي ما استوقفني. بل لأنه الإسرائيلي اليهودي، ميكو متتياهو بيلد، ابن العائلة الاستثنائية، التي تفتح سيرتها على كثير من المراحل المهمة في حياتنا خلال أكثر من 60 عاما. سيرة تسمح باطلاعنا على حقائق ووقائع، غير تلك التي نقلتها لنا الأخبار اليومية عبر عقود. فميكو، في هذا الصدد، يتجاوز ذلك إلى ما خلف تلك الأخبار والأحداث، ليكشف لنا عن تحولات كبرى في حياة الأب، «جنرال الحرب والسلام»، كما يمكن أن أطلق عليه، وحياة الابن، خبير الكاراتيه الذي لم يصبح فقط من أكثر نشطاء السلام في المنطقة شهرة، يشاهد لقاءاته ومحاضراته في العالم عشرات الآلاف على «يوتيوب»، بل أكثر هؤلاء النشطاء مصداقية ودعما غير مشروط للفلسطينيين، وأكثرهم صداقة لهم أيضا.في البدء كان الأب، متتياهو بيلد الذي اشتهر بـ«ماتي»، الصهيوني القوي المعتقد، الجنرال في الجيش الإسرائيلي الذي بنى سمعته الواسعة واحترامه في الأوساط الإسرائيلية، السياسية والعسكرية والشعبية أيضا، على فطنته وشجاعته في حرب 1948، التي أنتجت نكبة الفلسطينيين، وحرب 1967 التي هاجمت فيها إسرائيل ثلاثة بلدان عربية، واستولت على شبه جزيرة سيناء المصرية، وهضبة الجولان السورية، وما تبقى من فلسطين تحت الحكم الأردني، أي الضفة الغربية. لكن شيئا ما تغيّر بعد ذلك. فالحرب تجاوزت الأهداف كثيرا، والمجازر التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، فتحت أعين الجنرال على حقائق جديدة، وأثرت فيه بعمق، وقادته إلى الاعتقاد، ومن ثم القناعة، بأن «بقاء جيش احتلال في أراض احتلها، سيقود، في النهاية، إلى أكثر أعمال العنف بشاعة وإحباطا، ليس للفلسطينيين المضطهَدين وحدهم، بل ولمضطهِديهم أيضا»، كما كتبت أليس ووكر، صاحبة الرواية الجميلة «اللون الأرجواني» والحائزة على جائزة «بولتزر» المرموقة وناشطة حقوق الإنسان الأميركية، التي اتخذت مواقف كثيرة شجاعة إلى جانب الفلسطينيين، في تقديمها لكتاب بيلد «ابن الجنرال.. رحلة إسرائيلي في فلسطين».التقيت ماتي بيلد الأب (ليس بصورة شخصية)، ضمن آخرين من كتاب وصحافيين وباحثين فلسطينيين، على هامش منتدى حول فلسطين، نظمته الأمم المتحدة في العاصمة القبرصية نيقوسيا، في نهاية تسعينات القرن الماضي. كان الجنرال بيلد قد غادر آنذاك الجيش، بعد مسيرة بدأت بخسارته صداقات تقليدية نشأت في أثناء خدمته في الجيش، أو بسببها، مع كبار القادة العسكريين والسياسيين في البلاد.بدأت تلك الخسارة بمؤشر ابتعاد واضح في تكوين الجنرال ظهر في اجتماع أسبوعي لهيئة أركان الجيش الإسرائيلي، هو الأول الذي يعقد بعد حرب يونيو (حزيران) 1967 مباشرة، حين كان «رئيس هيئة الأركان، إسحق رابين، والجنرالات الآخرون، مبتهجين بنشوة النصر. وحين اقترب الاجتماع من نهايته، تحدث والدي عن الفرصة الفريدة التي وفرها الانتصار لإسرائيل، لحل المشكلة الفلسطينية مرة واحدة وإلى الأبد». كما يروي ميكو الابن، استنادا إلى مقال كتبه الصحافي حييم هنغنبي، في يومية «معاريف» لاحقا قدم فيه وصفا حيا لذلك الاجتماع. وقد خاطب بيلد الآخرين حينها، قائلا أيضا: «للمرة الأولى في تاريخ إسرائيل، نكون وجها لوجه أمام الفلسطينيين من دون أن يفصلنا بلد عربي آخر. الآن، لدينا الفرصة لنقدم للفلسطينيين دولة خاصة بهم»، معتقدا أن خطوة كهذه ستفتح الطريق إلى علاقات طبيعية مع المحيط العربي كله أيضا. درس بيلد اللغة العربية وأتقنها وتحدث بها بطلاقة، وأصبح أستاذا لها في جامعتي تل أبيب وحيفا، وتحول إلى ناشط سلمي مبتعدا كثيرا عن السياسات الرسمية، وحتى المواقف والشعارات التي خاض حربين كبيرتين تحت مظلتها. ترجم بيلد الشاعر الكردي السوري، والروائي لاحقا، سليم بركات، وأقام علاقات صداقة مع نجيب محفوظ وزاره غير مرة، على حد ما يورد الابن في كتابه. شارك بيلد في تشكيل «القائمة التقدمية» التي تزعمها الفلسطيني محمد ميعاري، قبل الانتخابات البرلمانية (انتخابات الكنيست الـ11) التي جرت عام 1984، وضمت أفرادا ومجموعات عربية ويهودية راديكالية، التقت على قواسم مشتركة. وقد حصلت القائمة على مقعدين، احتلهما ميعاري وبيلد لـ4 سنوات.أقام بيلد الأب علاقات وثيقة بأوساط منظمة التحرير الفلسطينية، وفّرت فرصة التقائه بالرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، في تونس. وكان بيلد أجرى محادثات سرية مع بعض رموز منظمة التحرير البارزة، بموافقة عرفات ودعمه، في مهمة كانت محفوفة بالمخاطر آنذاك، أودت بحياة الدكتور عصام السرطاوي، مبعوث عرفات إلى هذه المحادثات، وعدد آخر من مسؤولي المنظمة وممثليها في أوروبا، ممن دفعوا حياتهم ثمن تلك الاتصالات الأولى. لم يكن بيلد والسرطاوي طرفين متحاورين، ومن ثم صديقين وحسب، بل امتدت صداقتهما إلى المستوى العائلي أيضا، فأمضت العائلتان وقتا كثيرا معا. اغتيل السرطاوي أثناء مشاركته في مؤتمر مع شيمعون بيريس عندما كان رئيس الوزراء الإسرائيلي، في لشبونة، أبريل (نيسان) 1984.استوقفني ميكو الابن قبيل الانطلاق معه في «رحلة إسرائيلي في فلسطين»، كما يشير العنوان الفرعي للكتاب، بجولته الفاعلة في الأوساط اليهودية في الولايات المتحدة، كعضو في مجموعة حوار يهودية - فلسطينية، تشكلت في سان دييغو، هدفها «هدم الحدود» بين طرفي النزاع المستمر منذ 100 عام. تنقل ميكو شارحا ومحاورا، ومفندا ببراعة لم نجدها إلا عند عدد محدود من الإسرائيليين، أمثال نورمان فنكلشتاين صاحب كتاب «صناعة الهولوكست»، والبروفسور شلوموساند، مؤلف كتاب «اختراع الشعب اليهودي»، الادعاءات الصهيونية والإسرائيلية، بجرأة غير معهودة في مواجهة أبناء جلدته، مستفيدا مما تركه «المؤرخون الإسرائيليون الجدد» الذين قدموا قراءات قيمة لوثائق النزاع، وخصوصا حرب 1948 والنكبة، واعترافات غير مسبوقة بمسؤولية إسرائيل عن التطهير العرقي الذي تم آنذاك، ومن هؤلاء، ايلان بابيه، وبني موريس، وآبي شلايم. ولد ميكو في القدس، في ديسمبر (كانون الأول) 1961، ابنا رابعا للجنرال متتياهو بيلد وزيكا كاتزنلسون اللذين تزوجا عام 1946، في أواخر فترة الانتداب البريطاني لفلسطين. وجاء ميكو رابعا بين إخوته. نشأ ميكو وتربى في بيت شهد زيارات ولقاءات لأقارب وأصدقاء كانوا من كبار قادة البلاد السياسيين والعسكريين، بدءا من عمه بالنسب، زلمان شازار، رئيس الدولة الثالث، وانتهاء ببنيامين نتنياهو، الذي كان زميل شقيقته نوريت في الدراسة، وكانت زوجته سارة صديقة عمرها، وبين هؤلاء طيف من قادة إسرائيل؛ عيزر وايزمان، وإسحق رابين، وإيهود أولمرت، وإيهود باراك.لم تتوفر لميكو ظروف العيش في بيت كان هؤلاء زواره وحسب، ولا تأثير الأب الجنرال الذي كان رجلا مبدئيا ورافضا للمعايير الإسرائيلية المزدوجة، كما يقول عنه، بل وحظي بتأثير الأم زيكا. كانت زيكا محبة لأفراد العائلة، ولمن هم خارجها أيضا، ووفية لجيرانها. ينقل ميكو عن لسان والدته: «عرفت العائلات الفلسطينية، كطفلة ترعرعت في القدس (...) كنت أتمشى في الضاحية، أيام السبت، وأشاهد تلك العائلات تجلس في شرفات منازلها، التي كان أمامها دائما شجرة ليمون، وخلفها حديقة بها أشجار فاكهة». وتتذكر زيكا كيف تم نهب ممتلكات العائلات الفلسطينية الميسورة خلال الحرب من قبل اليهود. وكزوجة لجنرال إسرائيلي، قُدّم لها بيت إحدى تلك العائلات الفلسطينية من الجيران الذين أجبرتهم الحرب على الهجرة، رفضت زيكا أخذ بيت عائلة أخرى، في حي القطمون المقدسي. وينقل ميكو عنها قولها له: «هل آخذ بيت عائلة ربما تعيش في مخيم للاجئين؟ بيت أم أخرى. هل لك أن تتصور كم سيفتقدون بيتهم؟ أخبرتني بهذه القصة مرارا في طفولتي مصرة وتقول لزيكا أيضا: «لم يكن سهلا أن نرى الإسرائيليين يبتعدون ومعهم مسروقاتهم من السجاد والفرش الثمين. شعرت بالخجل بسببهم. لا أدري كيف يستطيعون فعل ذلك».ثم جاء التحول الأكبر في مسار ميكو الفكري والسياسي، أو لحظة الانعطاف الكبرى في حياته، مع مقتل سمادار (13 علما) ابنة شقيقته نوريت، عام 1979، في عملية انتحارية نفذها في القدس فلسطينيان. «كانت المأساة المؤلمة تلك نقطة انطلاق رحلتي. الرحلة التي غيرت قلبي، وأنبأتني بحياة نشطة والبعض يقول خطرة، فموتها (أي سمادار)، زج بي في امتحان مكشوف لمعتقداتي الصهيونية، وتاريخ بلدي، والوضع السياسي الذي غذى الانتحاريين اللذين قتلاها». رفضت شقيقته نوريت، والدة القتيلة، ما أثارته وسائل الإعلام من أسئلة حول الانتقام لمقتل ابنتها. ووقفت بشجاعة نادرة لتقول إنها أم، ولا تتمنى أبدا لأي أم أن تعاني ما عانته نتيجة فقدان ابنتها. وحمّلت قادة إسرائيل مسؤولية مقتل ابنتها، نتيجة للاحتلال والقمع الذي تواصله الحكومات المتعاقبة ضد الفلسطينيين. في ذلك الحين، بادر بيلد الأب، إلى القول إن على إسرائيل أن تجلس لتفاوض بدلا من مقاتلة حركة التحرر الفلسطينية، لربما «أمكن تفادي قتل الأبرياء جميعا». في مقطع يصف جوانب من يوم تلقي العزاء بمقتل سمادار، يكشف ميكو الوجه الآخر للقادة السياسيين والعسكريين في إسرائيل: «كان إيهود أولمرت عمدة القدس آنذاك.. وإيهود باراك كان وقتذاك زعيما لحزب معارض ويفعل كل شيء من أجل أن يصبح رئيسا للحكومة، وكان ينظر إليه كخليفة ناجح لإسحق رابين، سيقوم بدور رجل السلام، الدور الذي دفع رابين حياته من أجله. هذا الـ(إيهود باراك)، كان جالسا بيننا، يحاول إقناع الناس بأنه من أجل صنع السلام عليه أن يخوض (الانتخابات) من دون أن يظهر بأنه راغب في السلام، حتى لا يفقد أصوات تجعله صانع سلام. جلست هادئا مستغربا ما إذا كان أحدا يصدّق هذا الكلام الفارغ. في النهاية، لم أعد قادرا على التحمل، فقلت لباراك: لماذا لا تقول الحقيقة؟ ساد الغرفة صمت. لماذا لا تقول للناس إن هذه (العمليات) وغيرها من المآسي، تقع لأننا نحتل أمة أخرى؟ وأنه من أجل إنقاذ أرواح أخرى، فإن أفضل ما نفعله هو إنهاء الاحتلال، والتفاوض من أجل سلام عادل مع شركائنا الفلسطينيين؟». كنا جميعا في العائلة نؤمن بذلك. يقول ميكو. ويضيف أن «بنيامين نتنياهو لعب دورا خطيرا في هذه التراجيديا (مقتل سمادار). كان رئيسا للحكومة عندما قتلت). هاتف بيبي نوريت (شقيقة ميكو)، لعزائها قائلا: لا أظن أن رامي (زوج نوريت ووالد سمادار) يريدني أن أحضر (إلى البيت). كان نتنياهو من الذكاء بحيث يلحظ أن رامي وبقية أفراد العائلة يمقتون سياسته. كان نتنياهو ونوريت مثل شقيقين، ومع ذلك لم يحضر جنازة سمادار، حتى إنه لم يزرنا مرة واحدة خلال أسبوع العزاء».في واحد من أحاديثها الصحافية، نقلت «نيويورك تايمز» عن نوريت قولها: «إن حكومة إسرائيل التي يقودها نتنياهو، تضحي بأطفالنا من أجل جنون عظمتها - من أجل أن يضطهدوا ويسيطروا». بعد يومين، صرحت نوريت لصحيفة «لوس أنجليس تايمز» قائلة: «هذه (المأساة) ثمرة أعمالهم الخاطئة.. إنهم يريدون قتل عملية السلام وتحميل المسؤولية للعرب».القسم الأول من الكتاب، ويمتد لمائة صفحة، يبدو للقارئ العربي، والفلسطيني بشكل خاص، محبطا. فالحديث عن هجرة جد ميكو وأقاربه من روسيا وبولندا إلى فلسطين، ودورهم في «حرب الاستقلال» عام 1948، التي كانت في الواقع النكبة الكبرى للشعب الفلسطيني، الذي تعرض للتطهير العرقي، ودمرت 450 من قراه، وشرد خارج وطنه، هو حديث قاسٍ ومستفز للمشاعر، ومع ذلك، يمكن فهمه في سياق حقيقة أن ميكو ولد لعائلة صهيونية، وأن نشأته الأولى لم تخرج عن الإطار العام لما يُلقّن به الآخرون من الإسرائيليين من مفاهيم، الكثير منها يستند إلى أساطير وحتى خرافات، ومواقف سياسية عنصرية. ويكشف لنا هذا الجزء من الكتاب كثيرا من تفاصيل تلك المعتقدات التي تزرع في أذهان أطفال البلاد، وتكون أساس موقفهم لاحقا. ولا ينقذنا من عسف هذا الاستفزاز، وحتى الغضب الناتج عنه، سوى التحول الذي نتابعه تدريجيا، في شخصية ميكو على امتداد الفصول المتبقية. وهي ربما الفصول الأقل إثارة وتشويقا، نظرا لأنها لا تكشف لنا الكثير مما لا نعرفه عن العلاقات اليومية في حياة المستوى السياسي في إسرائيل، والجانب الاجتماعي فيها. لكنها، وهذا قد يبدو مثيرا وغريبا، تكشف عن عمق ما أنتجته تلك الثقافة والتربية الصهيونية من مخاوف لدى الإسرائيلي العادي، حين يلتقي الفلسطيني وسط بيئته، سواء كانت هذه البيئة الضفة الغربية وقطاع غزة، أو حتى في داخل إسرائيل التي يعيش فيها أكثر من مليون فلسطيني، من المفترض أنهم مواطنون. فالخوف الذي يعتري حتى ميكو في زيارته الأولى للناصرة، كونها مدينة عربية، للقاء صديقه الفلسطيني نادر البنا، الحاصل على الجنسية الأميركية، التي مكنته للعودة إلى بلاده للمرة الأولى، كسائح، بعد أكثر من 50 سنة، لا يقل عن خوف الآخرين. إنها لحظة الخروج من دائرة الأكاذيب التي تربى عليها، إلى حقيقة الفلسطينيين الذين سيكتشف أن صورتهم لا تمت بصلة لتلك التي رسمت له في الذهن.يكبر الصبي ميكو ويتغير، بتطور معارفه وتجاربه واحتكاكه المتواصل بالفلسطينيين. وينتقل من موقع الإيمان الكامل بالصهيونية، إلى ناشط ضدها محب للسلام بقوة، حين يبلغ مرحلة الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة، التي لا يمكن إدراكها، إلا بهزيمة التربية الخاطئة والمعلومات المزورة التي تُلقّن للإسرائيلي منذ الطفولة، للحفاظ على روح للفلسطينيين ولكل ما هو عربي في البلاد. تحرر ميكو عندما كسر حاجزين كبيرين: الفكر الصهيوني الذي تربى عليه، والخوف من «الآخر» الفلسطيني، العدو الذي لا يريد التعايش معه ولا يسعى إلا لقتله، كما تقول حتى المناهج الدراسية. «ابن الجنرال»، سيرة الابن والأب أولا، ثم الأم والأخت والعائلة. وخلال هذه السيرة، ينفتح السرد على تفاصيل مشوقه، وعلى خطوط ومسارات نتعرف عليها للمرة الأولى، في علاقات العائلة التي تأسست على مكانة الأب الجنرال، العسكرية والسياسية، ثم موقعه كناشط سلمي. شخصية مرموقة في مجتمعها بدأت تفقد مكانتها وبريقها كلما اقتربت أكثر من الفلسطينيين، وكلما مشت خطوة أخرى نحو العدل والسلام. ونتعرف على الصبي الذي نشأ في بيئة صهيونية وانتهى في معسكر آخر معاكس، ينظم وأصدقاؤه الفلسطينيون المساعدات لذوي الاحتياجات، ويقوم بجولات لا تتوقف في الولايات المتحدة حيث يقيم، من أجل إقناع الآخرين بكل ما توصل إليه من حقائق يجهلونها، أو لا يريدون سماعها.