أسرار رموز السياسة والأدب والفن في "عش النمل"

صدر مؤخرا كتاب (عش النمل) للكاتبة الصحفية سهير حلمى، ويضم حوارات لها طابع الوثائقية والسير الذاتية التي تكشف الكثير من الأسرار الشخصية وتلقى الضوء لأول مرة على أحداث وتفاصيل جديدة عاصرتها شخصيات الكتاب الذي يحتوى على خمسة فصول.

ويتضمن الكتاب فصلا عن رموز الفلسفة والعلم، وآخر بعنوان (ظلال الحكايات) ويتضمن وقائع مجهولة ترتب عليها أحداث ونتائج لا نعلمها في تاريخنا الاجتماعى والفنى والسياسي، مثل سر اختفاء وثائق حريق القاهرة من الأرشيف الأمريكى، وتفاصيل مرض الرئيس عبد الناصر وبرنامجه اليومى وكيف أهدرت آثارنا واشتراها د. هنرى عوض من بائع روبابيكيا، وحقيقة مستشفى الحوض المرصود في شارع كلوت بك، وكيف أن السادات لم يقبض على مراكز قوى في مايو ٧١ لأنهم لو كانوا كذلك لم يكن من السهل (قشهم) على حد تعبير اللواء أمين هويدى وزير الحربية الأسبق.

تقول المؤلفة في مقدمة كتابها: "تموت الحكاية إذا رويت بطريقة واحدة، كان لابد أن أباغتهم بالسؤال الذي يتسرب في ثنايا الحوار بطريقة طبيعية أثناء الحديث..هذه كوكبة رفيعة اندمجت في الحكى عن مدارج الصبا والشباب واصداء العمر والانعطاف الذي احدثه كل منهم في مجاله..الحوار معهم يشبه المشى فوق الزجاج المكسور..لم يكن افضل من (عش النمل) عنوانا ليمس روح هذا الكتاب وغزارة سرده...هو النمل بعزمه ونظامه وقرون استشعاره وعمله في صمت وحكمة وشجاعة..وتبرز غرزة عش النمل كوحدة زخرفية تليق بثيابهم تتوافق وتليق بتفاصيل السرد وسمو ومكانة هؤلاء الأفاضل..تلك ( الغرزة ) التي لم يكتشفها الملك في قصة كريستيان هاندرسن..حين أقنعه أحد الخياطين الدجالين بقماش فاخر أنيق لا يرتديه إلا الملوك ولا يشاهده إلا الأذكياء..فاستشار الملك وزراءه..فأضلوه واعوا الرؤية لكى لا ينتفى عنهم الذكاء، وكذلك فعل الملك وخرج عاريا في الاحتفال المهيب مقتنعا بأنه يرتدى أفخم الثياب..واتبعه الغاوون والمنافقون..وفجأة صرخ طفل صغير " الملك عار" فضجت الساحة بالحقيقة التي يكون هؤلاء الرواد أول من ينطق بها..أصحاب الرؤى والبصيرة الذين يوقظون الجماهير العريضة دوما من سباتها، ويقرعون الطبول لتنبيه العقول".