حول كتاب "التكوّن التاريخي الحديث للجزيرة السورية"

 

 

يكتسب كتاب التكوين التاريخي الحديث للجزيرة السورية للباحث محمد جمال باروت أهميةً خاصةً لصدوره في هذه الأوقات؛ إذ انفجر الصراع في سورية على أشدّه منذ آذار/ مارس 2011. وقد وجدت أغلبية القيادات الكردية في الانتفاضة السورية فرصةً تاريخيةً للحصول على حقوق طالبوا بها منذ عقود. وقد أثار هذا الوضع جدالًا بين القوى السورية؛ كردية وغير كردية، حول تاريخ الجزيرة وأحقية الأكراد في إنشاء كيانٍ مستقلٍ أو حكمٍ ذاتيٍ في شمالِ سورية، بين زعمٍ بأنّ شمال سورية منطقة كردية عبر التاريخ، وهي الجزء الغربي من كردستان أو "كردستان الغربية"، وبين من يذهب إلى أنّ الأكراد فيها حديثو العهد وليسوا سكانًا أصليين، وقد جاؤوا في معظمهم بعد عشرينيات القرن العشرين من مناطق الأكراد في تركيا وبعضهم جاء من العراق، مما يمنحهم حقوق المواطنة السورية، ولكن لا يمنحهم "حق تقرير المصير" وتكوين كيانٍ كردي شبه مستقلٍ أو مستقلٍ كليًا، وبخاصة أنّ المنطقة مازالت منطقة مختلطة، حتى لو امتلك الأكراد أغلبية في بعض المناطق في أقصى شمال شرق سورية دون غيرها.