المنامة ـ بنا
تختتم فعاليات مهرجان يوم الصياد البحريني يوم غد السبت والذي افتتح يوم امس الخميس تحت رعاية كريمة من سمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة نائب رئيس الهيئة العليا لنادي راشد للفروسية وسباق الخيل وذلك بمرفأ الحد للصيادين.
و تشتمل الفعاليات على معرض تجاري ومعرض للصيادين ومقاهي بحرية ومنطقة تعليمية وترفيهية للأطفال، وستقام يوم غد مسابقة لصيد الاسماك ومسابقة لصيد اللؤلؤ
وسيكون مفتوحا للجمهور الكريم ابتداء من الساعة 10 صباحا ولغاية الساعة التاسعة مساء.
ويعود المهرجان بالناس لأيام الغوص حيث يشارك حوالي 100 حرفي لعرض مهنة الغوص بالإضافة الى الادوات المستعملة فيها،وعرض لأسماك الزينة والحيوانات البحرية.
وتقوم وزارة شئون البلديات والتخطيط العمراني وبناء على توجيهات الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي الامير خليفة بن سلمان ال خليفة على تعزيز التعاون مع الصيادين وتلبية احتياجاتهم والارتقاء بالثروة البحرية في مملكة البحرين عملت على ترجمة هذه الرؤية الاستراتيجية الطموحة الى واقع ملموس من خلال منظومة متكاملة من البرامج والمشاريع المحققة لهذه الرؤية.
ومن جهتها اكدت مديرة ادارة الثروة السمكية المهندسة ابتسام عبدالله خلف بأن رخصة الصيد تعد رخصة شخصية ولا يجوز التنازل عنها للغير سواء عن طريق التأجير او الامتلاك بالباطن لذاك تم تشريع قوانين بعد مناقشة وطرح مشاكل الصيادين بصورة واضحة ومتكاملة من اجل تنظيم عملية الصيد عن طريق منع عملية البيع والشراء والتلاعب والاستغلال لرخصة الصيد.
واوضحت المهندسة ابتسام بأن يوم الصياد البحريني يسلط الضوء على عملية الصيد والانتاج الغذائي البحري ويعد تقدير للصياد البحريني عبر التاريخ للدور المرموق الذي يلعبه في التنمية المستدامة كون اقتصاد البلاد قائما في الماضي على عملية الصيد وحدها قبل اكتشاف النفط في عام 1932 حيث كانت تستخدم فيه الحضور والقراقير الغير مؤثرة على عملية استنزاف الثروة السمكية.
واكملت بان الثروة السمكية قد واجهت تحديات عالمية طبيعية في الاونة الاخيرة كمحدودية المساحة الجغرافية البحرية وتزايد عدد السكان وتراجع عملية المد والجزر الى جانب التوسع العمراني والاحتباس الحراري الامر الذي اثر سلبا على المخزون السمكي وقلة الشعب المرجانية، لذلك استحدث الاستزراع السمكي بنوعيه البري والبحري حيث يعتمد النوع الاخير على وضع احواض عائمة في مساحة بحرية محددة تتم فيها تغذية صغار الاسماك على الطحالب ويستغرق الانتاج من 6 – 10 شهور.
وبينت ان 50% من سكان العالم يحصلون على حاجتهم السمكية من عملية الاستزراع السمكي وذلك حسب احصائيات الامم المتحدة والتي برزت فعالياتها لمواجهة التحديات البحرية المرتبطة بالتوسع العمراني وانحصار المساحات الشاطئية وعوامل التلوث التي انتجت تدهورا بليغا في البيئة البحرية ساهم في تراجع نمو الشعاب المرجانية، وقد قامت الوزارة بصنع 2600 بيت مرجاني صناعي ووضعه في ارجاء مختلفة من اعماق البحار مما ساهم بتجديد البيئة البحرية زادت من الانتاج السمكي للهامور والربيب والشعري وانواع عديدة من الاسماك.
واردفت ان جهود وزارة شئون البلديات والتخطيط العمراني في دعم الصيادين البحرينيين تتمثل في الاجتماعات المستمرة معهم وبحث قضاياهم الملحة والتي تمخضت عنها دعم الحكومة لهم لتوفير مواد البنى التحتية من مرافئ بحرية وقروض مقدمة من بنك التنمية ومساعدات من تمكين ودعم اسعار الديزل الى جانب توفير العمالة وتجديد رخص الصيد بأسعار رمزية كل ذلك يسير جنبا الى جنب مع برامج الشعاب المرجانية الصناعية والاستزراع السمكي واطلاق صغار الاسماك في البحر لزيادة المخزون السمكي.
ووجهت م. ابتسام خلف دعوة لدعم الجهود التي تبذلها الوزارة للحد من الصيد الجائر عن طريق التزام ممتهنين الصيد بكافة القوانين والانظمة البحرية واستخدام ادوات الصيد القانونية وعدم الاتكال الكلي على العمالة الاجنبية في الصيد وتقليل كمية الاسماك المصدرة للخارج واستبدالها بالاستثمار المحلي وطرح الاسماك بأسعار معقولة للمواطنين، آملة ان يحافظ الجيل القادم على هذه المهنة ويتمسك النوخذه البحريني بدوره في قيادة عملية الصيد.
وللصيادين وقفة في يومهم هذا حيث اكد الصياد خالد راشد امين سر جمعية الصيادين في قلالي عن الفرحة العامرة التي اجتاحت الصيادين البحرينيين لتخصيص يوم سنوي للاحتفال بهم تقديرا لجهودهم واخلاصهم المتفاني في هذه المهنة التي تمتد عراقتها لمئات السنين والتي اشتهرت فيها البحرين منذ القدم واصبحت مجدا تتباهى فيه امام الدول الاخرى كونها هي السباقة في هذا المجال بسبب موقعها الاستراتيجي الجغرافي في المواصلات البحرية وكونها جزيرة تحيط بها المياه من كافة الجهات.
واشاد خالد بالمساعي الحثيثة لوزارة شئون البلديات والتخطيط العمراني والتي تدعم الصياد البحريني وتحد من عملية الاستغلال السيئ لرخص الصيد وتحد ايضا من عملية الصيد الجائر الذي يؤدي الى استنزاف الاسماك في البحر ويؤدي الى تراجع المخزون السمكي.
من جانبه بين الصياد جاسم الفردان بأن تكريم وزارة شئون البلديات والتخطيط والعمراني يعد فخرا لكل صياد بحريني وهو مصدر عزه ان يتم التكريم برعاية كريمة من نجل ولي العهد الامين الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة ، مشيرا الى ان الحفل احتضن مجموعة متنوعة من الجهات والشركات ذات العلاقة بالبحر ومهنة الصيد وهو الامر الذي اضاف مزيد من الاهمية لرواد البحر والمهتمين بالاطلاع على اخر التطورات الحاصلة في عالم البحار.
وذكر الفردان انه امتهن البحر منذ كان يبلغ ال12 عاما من عمره وقد خدم هذه المهنه من ذلك الوقت الى الأن حيث انه من زملائه يطالبون بوجود تأمين لمهنة الصيد من اجل ضمان حياة كريمة للصياد البحريني بعد تقاعده، واوضح ان البحر لم يعد كالسابق فقد تقلصت مساحته بسبب عوامل خارجية كثيرة الامر الذي اثر على معدل الانتاج السمكي في المملكة، مطالبا وزارة البلديات ان تعيد النظر في مسألة منع الصياد البحريني من بيع رخصة الصيد او تعيدها مقابل مكافاة مالية يكون بمثابة نهاية الخدمة.
ويأمل الفردان ان يقوم المسئولين في ادارة الثروة البحرية بالتشاور والتباحث مع الصيادين ممثلة في جمعية الصيادين البحرينيين قبل الشروع لتطبيق القوانين والتشريعات الخاصة بالبحر لتستمع الى وجهات نظرهم كونهم الاعلم بمعرفة البحر واسراره.
المهرجان يحتوي على ذكرياتنا الجميلة
اما الصياد عيسى الكعبي فقد قال: " ان هذا المهرجان المخصص للاحتفال بالصياد البحريني قد ذكرنا بالايام الجميلة الماضية وايام الغوص تلك الايام الرائعة كما ان الاوبريت الغنائي الذي قدمته مجموعة من الفتيات الصغار قد ادمع اعيننا وسرد الذكريات امامنا وكأننا نعيشها في الوقت الحاضر".
واكمل الكعبي بأن البحرين هي الاصل في مهنة بناء واصلاح السفن والبوانيش حيث كانت تمتلك خبرات كثيرة في هذا المجال الامر الذي جعل الدول المجاورة كقطر والامارات العربية المتحدة ان تقصد بحريننا لتتعلم هذه المهنة وتصل بها الى درجة الاتقان.
وذكر بأن تكريم الصياد البحريني في حفل بهيج يقام بهذا المستوى المحلي يؤكد مكانة الصياد وسعي الحكومة الرشيدة للحفاظ على هذه المهنة العريقة وتوفير كافة الاسباب التي تدعم استمرارها على مر العصور القادمة.