برلين ـ جورج كرم
ما زالت هناك طرازات كثيرة من جرارات "يونيموغ" العتيقة في متحف "يونيموغ"، الذي يديره جوتمان وبورو في منتصف الطريق بين شتوتجارت في ألمانيا وشتارسبورغ في فرنسا، ورغم صِغًر مساحة هذا المتحف، يحتوي المكان على عدد كبير من أبرز طرازات الجرارات الزراعية من إنتاج "يونيميوج"، والتي من بين أهمها النسخة التجريبية من الجرار الزراعي يونميوج #6 الذي لا يتجاوز عرضه 127سم (عرض خطين من البطاطس في الحقل)، وهو أقدم جرار زراعي "يونيموغ" على الإطلاق. كما تتضمن المجموعة التي يضمها المتحف الألماني طرازات من الفئة يونيموغ 400 (Unimog 400 series)، سيارة المطافئ السويسرية (Swiss) بوصلة إضافية لقاعدة العجلات يبلغ عرضها 40 سم، حيث ينص القانون السويسري على أن يكون على متن سيارة المطافئ ثمانية أفراد. والخميس، معنا النسخة التجريبية من يونيموغ #6 الذي على الرغم من حداثته، إلا أنه ما زال يحتفظ بجميع السمات المتوافرة في جرارات يونيموغ الأصلية العتيقة، فبوابة المحاور الخاصة بالطرازات القديمة الموجودة مع فارق واحد هو أن بدلًا من تثبيت المحور في منتصف العجلة، تدخل أعمدة المحرك في مكان مخصص لها أعلى العجلة، وتعطي القوة الدافعة للعجلات عبر مجموعة تروس مثبتة أسفل تلك الأعمدة، وهو ما يعمل على زيادة قدرة السيارة على الاندفاع إلى الأمام بقوة أيًا كان العائق الذي تواجهه، بالإضافة إلى ذلك، زُود الجرار الجديد بنظام تعليق قوي وفعال ليتمكن كل محور من محاور العجلات من الدوران إلى 30 درجة في كلا الاتجاهين اليمين واليسار. كما ثُبتت أنابيب الدفع في ناقل السرعات من خلال مفصل كروي. ومما يساعد مضاعفة قدرة السيارة على الالتواء أن المحرك وناقل السرعات ملحقان بالإطار الخارجي للسيارة من ثلاثة أماكن فقط على قواعد مطاطية. كما تتميز جرارات يونيموغ بناقل السرعات الفريد من نوعه حيث زُودت هذه المركبات منذ بدء العمل في يونيموغ بناقل سرعات ست مستويات بالإضافة إلى سرعات مختلفة للسير إلى الخلف، بالإضافة إلى كونها قابلة لإضافة وحدات نقل سرعات خارجية تصل إلى 3500 وحدة تمكن السيارة من القيام بمهام متعددة بدءًا من إزالة الجليد إلى جانبي الطريق (جرافة جليد) وانتهاءً إلى جز الحشائش مرورًا بغرس الحبوب. وبعيدًا عن متحف يونيموغ، أنتجت الشركة أحدث جراراتها، وهو U4000 2012 والذي تظلمه الصور العادية ثنائية الأبعاد، حيث لا تستطيع أن تجسد تفاصيل شكله الرائع وأدائه الهائل الذي مكنه من اجتياز جميع العقبات التي واجهته أثناء اختبار القيادة الأول في ساحة اختبارات يونيموغ من حفر مياة بعمق أربعة أقدام، صخور مرتفعة، حفر الوحل ومسارات متعرجة بالَاضافة إلى تغلب الجرار الجديد من يونيموغ على كتل خرسانية معدة أساسًا كعقبات صناعية لاختبار الجرارات الفائقة. ويكمن الفارق الأساسي بين قيادة جرار يونيموغ وأي جرار عادي آخر في ناقل السرعات الخاص الذي زُودت به تلك الماركة من الجرارات العملاقة، فهو الجرار الوحيد المزود بناقل سرعات أوتوماتيكي، إلا أن العقبات الصعبة تستدعي أن يختار السائق المستوى الذي يرى أنه سوف يساعده على اجتياز هذه العقبة من مستويات السرعة المتوافرة في الجرار، وهناك عصا لاستخدام المكابح الخاصة بالنقل اليدوي واختيار السرعة المناسبة يمكن إطلاقها ليتمكن السائق من تغيير السرعات يدويًا، حيث يحتوي ناقل سرعات U4000 على ثمانية مستويات للسير للأمام وستة للسير للخلف، بالإضافة إلى ثمانية مستويات إضافية في كل اتجاه من اتجاهات القيادة (الأمام – الخلف) للسير بسرعات منخفضة جدًا. ويمكن أيضًا من خلال ناقل السرعات غلق معاملات السير الأمامية والخلفية لتوزيع قوة الدفع على العجلات بشكل يدوي. كما يمكن حجب قوة الدفع عن أي من العجلات من خلال غلق أنبوب الدفع الخاص بمحور العجلة، وهو الإجراء الذي يُتخذ حال الرغبة في الارتكاز على العجلة لتجاوز حاجز أو عقبة ما. وتسعى "يونيموغ" منذ تأسيسها العام 1946 إلى تحقيق الحد الأقصى من الجودة والتميز لتبهر عالم الزراعة بعدد من طرازات الجرارات الزراعية بالغة القوة، إلا أنه في ما يبدو أن المزارعين لا تروقهم تلك القوة المبالغ فيها، حيث إنهم قانعون بجراراتهم الزراعية العادية. على الجانب الآخر، أصبح العسكريون مولعين بجرارات "يونيموغ" لقدرتها على القيام بكل شيء تقريبًا، فهي تجر المقطورات، تسير على الحد الأدنى على الإطلاق من السرعة، أربع أقدام في الدقيقة، والأهم من كل ذلك أنها يمكنها السير في جميع الأماكن التي يمكن للدبابات السير فيها.